كشفت إسرائيل فجر اليوم الخميس، عما ظلت تمنع نشره منذ أكثر من شهر، وهو أن 19 سجاناً تابعين لمصلحة السجون فيها، تناوبوا بالاعتداء المتنوع في 18 نوفمبر الماضي على أسير فلسطيني بسجن "كتسيعوت" في صحراء النقب، وظلوا يضربون فيه تشفيا وبوحشية، إلى أن لفظ "ثائر أبو عصب" المولود في مدينة "قلقيلية" قبل 38 عاما، أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.
ومما تم الكشف عنه، ووارد في مواقع وسائل إعلام إسرائيلية، أن تحقيقا أجرته وحدة معروفة باسم Lahav 433 مخصصة لمكافحة الجريمة داخل الشرطة الإسرائيلية، مع السجانين الذين قتلوه، تلاه إطلاق سراحهم، مع أن جثته خضعت لتشريح، أكد تعرضه لضرب تسبب بوفاته، وفقا لما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإنجليزية اللغة، في خبر قالت فيه أيضا إن أبو عصب المنتمي لحركة فتح، تم اعتقاله في 27 مايو 2005 والحكم عليه بالسحن 25 عاما، وأن من ضربوه فرضت عليهم الإقامة الجبرية، وسيتواصل التحقيق معهم لمعرفة الذيول والملابسات.
وكانت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، وأيضا "نادي الأسير الفلسطيني" علما بوفاة أبو عصب بعد يوم من مقتله بأيدي سجانيه، فأصدرا بيانا مشتركا في 19 نوفمبر الماضي، كررا بثه قبل أسبوع، وأشارا فيه إلى وفاة 6 أسرى منذ هجمة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي حتى الآن. كما أن الفيديو المعروض أدناه، يتحدث قبل شهر عن مقتله.
وأكدا في البيان "أن الاحتلال يواصل تنفيذ عمليات اغتيال ممنهجة بحق أسرانا، وعن سبق إصرار (..) وأن الجيش الإسرائيلي تعمد فرض عزل مضاعف وغير مسبوق على أسرانا، للاستفراد بهم وقتلهم بعد السابع من أكتوبر، وذلك من خلال عرقلة زيارات الأسرى، من قبل الطواقم القانونية، أو رفضها لها، وفرض إجراءات الهدف منها قتل الأسرى" وفقا لما انتهى إليه البيان.
أحد شهود العيان على ما حل بالأسير القتيل أبو عصب، هو أسير فلسطيني تم إطلاق سراحه مؤخرا في صفقة الأسرى، وشهد بنفسه الهجوم والاعتداء عليه، ومما قاله إن أبو عصب سأل السجانين عمّا إذا كان هناك هدنة "فعادوا إليه ليلا وضربوه إلى أن استشهد"، رفض أن يخفض رأسه وقتلوه.
وأضاف سجين آخر أن عدة حراس دخلوا الزنزانة وضربوا أبو عصب، ما أدى إلى إصابته في الرأس، وغادروا الزنزانة.
وبعد ساعات قليلة، عاد حراس آخرون إليها ونقلوه إلى العيادة.