إرم نيوز
يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن خطر تخلي الناخبين الشباب عن دعمه في الانتخابات التي ستجري العام الحالي؛ بسبب تعامل إدارته مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي أشارت إلى أن بادين استطاع كسب الشباب لصالحه في الانتخابات الماضية من بوابة قضية التغير المناخي.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الإثنين، أن "الطلبة الأمريكيين الذين حشدوا الدعم لبايدن بانتخابات 2020، كانوا يشعرون بالسعادة تجاه ذلك، للمضي قدما في قضايا التغير المناخي، لكنهم يشعرون الآن بخيبة الأمل من بايدن مع استمرار حرب غزة".
ونقلت الصحيفة عن ناشطة طلابية تدعى إليز جوشي والتي حشدت الشباب لدعم بايدن في الانتخابات الرئاسية السابقة قولها: "إن تعامل البيت الأبيض الحالي مع الوضع في فلسطين يؤدي إلى نفور الشباب من الانتخابات، وهم ذات التركيبة السكانية التي سيحتاجها بايدن للفوز بإعادة انتخابه في 2024".
وأضافت جوشي: "نحن جيل يشعر بالرعب، وهناك الكثير من الأشخاص الذين لا يرغبون في الإدلاء بأصواتهم لصالح هذه الإدارة نتيجة لأفعالها في غزة.. إذا كان الديمقراطيون يعتقدون أن سجلهم المناخي سيكون كافيًا للتصويت لهم، فإنهم يخطئون في تقدير كيف ينظر الشباب إلى ما تقوم به الإدارة الحالية بشأن المناخ في المقام الأول".
ويوصف بايدن من قبل الشباب أحيانًا كما تقول الصحيفة، بأنه "رئيس المناخ" لتوقيعه على قانون الحد من التضخم (IRA)، وهو أكبر استثمار في الطاقة النظيفة في التاريخ الأمريكي، متطرقة في المقابل، إلى أن العديد من الشباب الأمريكي يركزون أيضا على مخصصات النفط والغاز ضمن هذا القانون، وعدم رغبة بايدن في إعلان حالة الطوارئ المناخية.
خيبة أمل شبابية
وبالعودة إلى الناشطة جوشي، فقد قالت بهذا الخصوص، "إنها وأقرانها من الشباب الأمريكيين يشعرون بخيبة أمل في كثير من الأحيان بشأن مشروع ويلو النفطي في ولاية ألاسكا، الذي وافقت عليه إدارة بايدن في أوائل العام الماضي، إذ تشير التقديرات إلى أنه سيتسبب في حدوث انبعاثات تلوث الهواء سنويا بأكثر من 99 بالمئة من مصادر التلوث المناخي الفردية في البلاد".
وأفادت الصحيفة، أن جوشي هي واحدة من بين العديد من الشباب الناشطين في حركة المناخ الشبابية والذين تبنوا موقفا يحذر الإدارة الأمريكية الحالية من العواقب المحتملة لموقفها بشأن غزة، لافتة إلى أن جوشي وبصفتها المديرة التنفيذية لمنظمة "Gen-Z for Change" المعروفة سابقًا باسم "تيك توك فور بايدن"، وجهت خطابًا مفتوحًا للإدارة الأمريكية إلى جانب عدد من الناشطين الشباب بشأن الموقف من حرب غزة.
وجاء في ذلك الخطاب أن "الغالبية العظمى من الشباب في هذا البلد يشعرون بالرعب من الفظائع التي ارتكبت بأموال ضرائبنا وبدعم من قبلكم.. إن موقف الإدارة الأمريكية لا يتماشى مع الشباب ومواقف الناخبين الديمقراطيين، الذين أظهروا دعمهم لوقف إطلاق النار بأغلبية عظمى في استطلاعات رأي متعددة".
ترامب يتفوق على بايدن بين الشباب
ووفق "الغارديان"، فإن العديد من استطلاعات الرأي أظهرت بالفعل أن بايدن يتخلف عن ترامب بين الناخبين الشباب، في تناقض صارخ مع تفضيلهم الساحق لبايدن في عام 2020، متطرقة إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، وأظهرت أن دعم الشباب لبايدن يتأرجح في ضوء موقفه من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقالت الصحيفة تعليقا على ذلك، "إن الناخبين الذين صوتوا لبايدن ممن يحملون الآراء المناهضة لإسرائيل هم الأكثر احتمالاً للتحول إلى ترامب.. وهذا الاحتمال سيكون مقلقًا للغاية بالنسبة لتصويت الشباب في مجال المناخ، الذين يدركون المخاطر التي يواجهها ترامب".
وأفادت الصحيفة أنه "وفي حين أن العديد من "المجموعات الخضراء" الكبرى في الولايات المتحدة والعديد من المؤسسات الإخبارية التي تركز على قضايا المناخ في البلاد، كانت بطيئة في التعاطي مع الهجمات الإسرائيلية على غزة، إلا أن حركة المناخ الشبابية على مستوى العالم أعربت بأغلبية ساحقة عن تضامنها مع الفلسطينيين، ورفضت بشدة فكرة أن انتقاد تصرفات الحكومة الإسرائيلية هو أمر غير مقبول باعتباره معاداة للسامية"، إذ تشدد الصحيفة على أن الشباب ينظرون إلى الحرب بوصفها قضية عدالة بيئية.
وأوضح نشطاء المناخ أنهم لطالما دقوا ناقوس الخطر بشأن الطرق التي يتسبب بها تغير المناخ في النزوح والهجرة القسرية، وزيادة انعدام الأمن الغذائي والمائي وتدمير المناظر الطبيعية والنظم البيئية، مشيرين إلى أنه من السهل مقارنة ذلك كله بما يحدث في قطاع غزة كنتيجة للقصف الإسرائيلي المتواصل، ناهيك عن الانبعاثات المرتبطة بالعمليات العسكرية الجارية.
ترامب.. البديل المخيف
ونقلت الصحيفة عن ميشيل ويندلينج، مديرة حركة "صن رايز" البيئية قولها، "إننا نشعر بوجود صلة مباشرة ومصلحة فيما يحدث في غزة؛ لأننا نؤمن بأنه لا ينبغي لأي شخص أن يفقد إمكانية الوصول إلى الموارد التي تحافظ على حياته مثل المياه".
وأضافت ويندلينج: "لقد أخبرنا بايدن مرارًا وتكرارًا أننا لا نملك المال أو الموارد اللازمة لتنفيذ الحلول المناخية على النطاق الذي نطلبه.. لكن في المقابل لدينا الموارد اللازمة لإرسال المزيد من القنابل إلى الجيش الإسرائيلي!".
ويقول الناشطون الشباب، إن إحجام الإدارة الأمريكية عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، سيجعل من الصعب بشكل متزايد تعبئة الناخبين الشباب الذين يشعرون بخيبة أمل من موقف بايدن المؤيد للحرب، مشددين على أن ذلك لن يؤثر على حجب أصواتهم عن بايدن وحسب، بل في عدم مشاركتهم في الانتخابات ككل، رغم إنهم اعتبروا أن البديل سيكون 4 سنوات أخرى من حكم ترامب، وهو بديل مخيف، كما ذكرت الصحيفة في تقريرها.
فالناشطون الشباب، وفق ما تشير الصحيفة، يرون أن الخطوة الأولى لمنع وصول ترامب إلى البيت الأبيض مجددا هو وقف إطلاق النار في غزة فورا، مضيفين أنه "إذا أراد بايدن جذب المزيد من الشباب إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فربما لا يزال لديه الوقت لتصحيح المسار، لكنه يحتاج إلى التصرف بشكل حاسم وسريع، فلا يمكن الفصل بين الناخبين المؤيدين لقضايا المناخ وأولئك المؤيدين للفلسطينيين".