العربية
اهتز الوسط الفني البريطاني الرشيق بزلزال سببه رجل ولد في لندن لعائلة من أصول فرنسية ودنماركية وبولندية متواضعة، وأصبح نجما موسيقيا، عبرت شهرته الحدود إلى حيث قام بنشاط فني بدول عدة، وهو قائد الأوركسترا البريطانية Jan Latham-Koenig البالغ 70 عاما، والذي اعتقلته الشرطة، الأربعاء الماضي، بتهم مشينة ومن الأسوأ، إلى درجة أن خبره ورد بارزاً في وسائل إعلامية بمعظم العالم تقريباً.
ملخص التهم: "ترتيب أو تسهيل فعل، يشمل نشاطاً جنسياً مع طفل، بين 9 ديسمبر الماضي و10 يناير الجاري. كما التواصل بين 11 ديسمبر والأربعاء الماضي مع قاصر يقل عمره عن 16 عاماً، بهدف ممارسة نشاط جنسي معهما"، وهو ما سمعه كونيغ في محكمة مثل أمامها الخميس، وأطلقت سراحه في اليوم التالي بكفالة مشروطة بأن يمثل أمامها ثانية في 9 فبراير المقبل "بعد تزويدها بمزيد من التفاصيل" عن تهم تم اعتقاله بسببها في محطة فيكتوريا للسكك الحديدية، وسط لندن.
ويبدو أن جان لاثام- كونيغ، الذي نرى شيئاً من قيادته للأوركسترا في الفيديو المعروض أعلاه، مضى الأربعاء إلى تلك المحطة بالذات "للالتقاء بالقاصر" وربما ليغادر إلى الخارج، فمنها تنطلق قطارات Eurostar عبر نفق بحر المانش إلى فرنسا وبلجيكا، وهي معلومة بلا مصدر، إلا أن "العربية.نت" استنتجتها من وجوده في تلك المحطة، كما من إطلاق سراحه بكفالة قبلتها القاضية Maria Karaiskos KC مشروطة بإبقاء جواز سفره لدى الشرطة.
يحجب وجهه بيديه
وكل المتوافر من معلومات عن كونيغ، العازب للآن، أن محكمة وستمنستر عقدت الجمعة جلسة مدتها 5 دقائق، ذكر فيها الادعاء أنه سبق وبث من WhatsApp نصوصاً بطعم الاعتداء الجنسي إلى طرف ثالث بين 3 و9 يناير الجاري، كما أجرى معه مكالمة هاتفية إغرائية، فيما كان الموسيقار جالساً يشعر بثقل الفضيحة عليه، لأنه راح يحجب وجهه بيديه طوال الجلسة التي أخبرته القاضية فيها بأن عليه النوم كل ليلة في منزله الذي قدرت صحيفة "التلغراف" ثمنه بـ 10 ملايين إسترليني، تعادل 12 مليونا و700 ألف دولار.
ولم تتابع أي وسيلة إعلامية بريطانية اليوم الأحد خبره الذي نشرته السبت قصيرا وخاليا من "تفاصيل" التهم، لعدم توفرها، ونظراً لعلاقة الخبر بشخصين قاصرين، يمنع القانون الإعلامي نشر معلومات عنهما تحت أي عذر، ولا عبر فيديو في مواقع التواصل أيضاً، لذلك اكتفى الإعلام المحلي بنشر ما يتعلق بشهرة كونيغ وما قام به من نشاط فني في الداخل البريطاني والخارج، إلا أن خبراً سيئاً ظهر عنه في الأرجنتين أمس السبت.
من سيرة كونيغ، أنه درس بكلية Royal College of Music الكونسورفاتورية الملكية بلندن، وأسس في 1976 فرقة تحمل اسم عائلته. ثم بدأ يعمل في 1981 كقائد لحفلات BBC الموسيقية، وفاز بزمالة Gulbenkian Fellowship الشهيرة، تلاها بظهوره في 1988 مع أوبرا Macbeth بدار الأوبرا في فيينا، ثم أصبح في 1991 قائداً وضيفاً دائماً لها. بعدها تم تعيينه مديراً فنياً في 2011 لدار Novaya Opera Theatre بموسكو، كأول قائد أوركسترا بريطاني المولد يتولى مثل هذا المنصب في أوبرا روسية.
خبر الأرجنتين السيء
وبسبب "ما أداه من خدمات في مجال الموسيقى والعلاقات الثقافية بين المملكة المتحدة وروسيا" تم منحه وسام الإمبراطورية البريطانية، ثم أصبح العام الماضي مديراً لمسرح "تياترو كولون" في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، والذي كان أول من قام بردة فعل على اعتقاله، بحسب ما قرأت "العربية.نت" ما بثته وكالة MercoPress اللاتينية التغطية باللغة الإنجليزية، من أن المسرح "قرر فصله عن كل الأنشطة الحالية والمستقبلية التي قام بها للمؤسسة".
أما بقية نشاط كونيغ الخارجي، فتشمل قيادته لأوركسترات عدة في اليابان و12 دولة أوروبية، إضافة للولايات المتحدة والمكسيك والأرجنتين والصين. كما تولى الإدارة الموسيقية لمجموعات ومنظمات عدة، وأسس Orquestra Sinfónica do Porto في مدينة بورتو، بطلب من الحكومة البرتغالية.