إعلام أميركي: محادثات تبادل المحتجزين بين حماس وإسرائيل مستمرة لكنها في طريق مسدود.. وضغوط أميركية-بريطانية-أوروبية على إسرائيل لإدخال مساعدات لغزة عبر ميناء أسدود
مع استمرار الحرب على غزة بشهرها الرابع، تضغط الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر لدفع خطة شاملة من شأنها أن تنهي الحرب، وهي خطة وُصفت بالمتدرجة "مدتها 90 يوماً"، تبدأ بإطلاق سراح محتجزين، وتنتهي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وإنهاء الحرب.

3 مراحل على مدار 90 يوما

وتتضمن "خطة الـ90 يوماً" المتطورة وقف الأعمال العدائية لعدد غير محدد من الأيام، يتم في بدايتها إطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وبالتزامن مع ذلك ينسحب الجيش الإسرائيلي من مدن قطاع غزة، ويُسمح بحرية الحركة في القطاع، ويتم وقف حركة الطائرات المسيّرة لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، بحسب ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" Wall Street Journal الأميركية.

وفي المرحلة الثانية من الخطة، تقوم حماس بإطلاق سراح المجندات الإسرائيليات وإعادة جثث المختطفين الذين قتلوا، مقابل إطلاق سراح جميع الأسيرات الفلسطينيات.

أما المرحلة الثالثة فستشمل إطلاق سراح بقية الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة وجميع عناصر الوحدات الاحتياطية، مقابل الإفراج عن مزيد من الأسرى الفلسطينيين، ويقوم الجيش الإسرائيلي بسحب الجزء المتبقي من قواته إلى خارج قطاع غزة.

وقال تقرير الصحيفة الأميركية إن إسرائيل وحماس تعارضان المقترح في الوقت الحالي، لكن الدول المؤثرة تعتبر استئناف الاتصالات إشارة إيجابية وستضغط بقوة نحو إخراج المقترح إلى حيز التنفيذ.

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فقد ناقش مجلس الحرب الإسرائيلي الخطة، واعترض على سحب القوات في المرحلة الأولى. ويقول مسؤولون مصريون إنه على الرغم من تشدد الحكومة الإسرائيلية العلني، فإن هناك اختلافات في الرأي داخل مجلس الوزراء.

كما قال مسؤول قطري إن بلاده تتواصل مع الجانبين من أجل وقف الحرب وإراقة الدماء، "وحماية المواطنين الأبرياء وضمان إطلاق سراح المختطفين واستمرار المساعدات الإنسانية".

محادثات مستمرة وطريق مسدود

وفي أحدث التطورات، قالت شبكة "إن بي سي" NBC الإخبارية، اليوم الاثنين، إن محادثات إطلاق المحتجزين في قطاع غزة مستمرة، لكنها لا تزال في طريق مسدود بسبب ما أشارت إليها باعتبارها مطالبة حماس بوقف دائم لإطلاق النار.

ونسبت الشبكة لمصدر دبلوماسي لم تكشف عن هويته القول إن هناك اتفاقا على بعض آليات تبادل محتمل للمحتجزين في المستقبل.

وأضاف المصدر للشبكة أن النقطة الشائكة في الاتفاق المحتمل لتبادل المحتجزين هي رفض إسرائيل أي وقف دائم لإطلاق النار.

وتابع أن الاتفاق المحتمل المشار إليه لتبادل المحتجزين سيتضمن وقف القتال لأكثر من شهر وتبادل المحتجزين على مراحل. ووفقا للشبكة، فإن المصدر الدبلوماسي قال إن محادثات متعلقة باليوم التالي للحرب في غزة تتم في مسار منفصل عن اتفاق تبادل المحتجزين.

مستشار بايدن في زيارة للمنطقة

هذا ومن المتوقع أن يسافر بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى مصر وقطر هذا الأسبوع لإجراء محادثات تهدف إلى إحراز تقدم في المفاوضات حول إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس ومناقشة الحرب في غزة، حسبما صرّحت 3 مصادر مطلعة على الأمر لموقعي "أكسيوس" Axios الأميركي و"واللا" الإسرائيلي.

وتعد الرحلة جزءاً من حملة متجددة من قبل إدارة بايدن للحصول على صفقة جديدة.

ويعترف المسؤولون الأميركيون بأن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق قد يكون هو السبيل الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة. وهذه هي الرحلة الثانية التي يقوم بها ماكغورك إلى المنطقة هذا الشهر لمناقشة سبل وقف الحرب.

ومن المتوقع أن يلتقي ماكغورك في مصر بوزير المخابرات عباس كامل، ثم سيجتمع برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة في وقت لاحق من الأسبوع.

وتشاور ماكغورك مع مسؤولين إسرائيليين الأسبوع الماضي بشأن مفاوضات صفقة التبادل، كما ناقش الرئيس بايدن هذه القضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة.

إدخال المساعدات عبر ميناء أسدود

هذا وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" New York Times إن مسؤولين أميركيين وبريطانيين وأوروبيين يضغطون على إسرائيل للسماح بدخول مساعدات إلى قطاع غزة عبر ميناء أسدود الإسرائيلي بغرض المساعدة في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية التي يعاني سكان القطاع.

ومنذ اندلاع الحرب، تفرض إسرائيلي حصارا مطبقا على غزة المحاصرة بالفعل منذ سنوات. وسمح بدخول كميات محدودة من المساعدات إلى القطاع عبر معبري رفح والعوجة.

ووفقا للصحيفة التي نقلت عن ثلاثة مسؤولين، فإن المقترح الجديد سيقضي بشحن المساعدات من قبرص إلى أسدود. وقال مسؤول أوروبي إن الشحنات ستنقل بعد ذلك من أسدود إلى معبر كرم أبو سالم إلى داخل غزة.

واندلعت الحرب التي دمّرت قطاع غزّة وشرّدت أكثر من 80% من سكّانه، إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق أرقام رسمية.

كذلك، احتُجز خلال الهجوم نحو 250 شخصا أسرى ونُقلوا إلى غزة، وأطلِق سراح زهاء 100 منهم خلال هدنة في نهاية نوفمبر. ووفق إسرائيل، لا يزال 132 منهم في غزة، ويُعتقد أن 27 منهم لقوا حتفهم.

ووفق وزارة الصحة في غزة، قُتل حتى الآن في الغارات الإسرائيلية أكثر من 25 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما زاد عدد المصابين إلى 62681.

وأعربت منظمة الصحة العالميّة عن أسفها لـ"ظروف الحياة غير الإنسانية" في القطاع الساحلي الصغير الذي يفتقر سكّانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى كل شيء، بما في ذلك الاتصالات.

وذكرت نقلا عن مسؤولين أحدهما أميركي والآخر أوروبي أن الهدف النهائي هو إنشاء بديل واقعي عن تسليم الشحنات عبر مصر بطريقة تلبي المطالب الإسرائيلية بإجراء التفتيش الأمني.