طالبت مجندات إسرائيليات محتجزات في غزة حكومة تل أبيب بوقف الحرب على غزة وإعادتهن إلى بيوتهن. وحمّلت المجندات رئيس الوزراء الإسرائيلي مسؤولية حمايتهن وحماية بقية الأسرى.
بثت "كتائب القسام"، الجمعة، مقطع فيديو لـ3 مجندات إسرائيليات محتجزات يطالبن حكومتهن بـ"وقف الحرب والتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى، وإعادة جميع الأسرى أحياء إلى منازلهم".

تزامن نشر الفيديو مع تداول أنباء عن عرقلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جهود الوساطة القطرية بين تل أبيب و"حماس" للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

وقالت المجندة "كارينا" (19 عاماً)، التي أسرت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي من قاعدة "ناحل عوز" العسكرية، المحاذية لشرق مدينة غزة: "ما زلت هنا لأن الذين من المفترض أن يعيدوني إلى منزلي تخلوا عني ويواصلون التخلي، وأنا أخشى الموت".

وأضافت وفق ما جاء في المقطع: "طوال الوقت أعيش تحت النار والهجمات والقصف والدبابات، وأهرب من مكان إلى مكان لأنكم لا توقفون الحرب".

وطالبت حكومتها بـ"وقف هذه الحرب والتوصل إلى اتفاق وإعادتهن وهن على قيد الحياة"، بحسب الفيديو.

واستكملت قائلة: "توقفوا عن الكذب على مواطنينا وعائلاتنا، بأنكم تفعلون كل ما بوسعكم حتى نعود إلى منازلنا، لأنكم على أرض الواقع لا تفعلون أي شيء".

واستنكرت مواصلة "إرسال الجنود إلى حتفهم وموتهم"، مضيفة وهي تخاطب حكومتها: "تواصلون قتل الأسرى من أمثالي، أنتم لا تفكرون إلا بأنفسكم".

أما المجندة دانييل جبلوع (19 عاماً)، التي أسرت في اليوم ذاته ومن المكان نفسه فقالت: "أنا في أسر حماس، ولا أعلم متى سأعود إلى المنزل، أعيش تحت القصف على مدار الساعة وأخشى بشكل كبير على حياتي".

وتساءلت جلبوع، في مقطع الفيديو، "أين كانت حكومتنا عندما أسرنا؟"، مردفة: "أنا كمجندة قدمت كل ما أملك من أجل الدولة وخدمت في منصب خطير في غلاف غزة (...) وأنتم تخليتم عني".

وطالبت حكومتها بـ"القيام بدورها كما ينبغي حتى يُعاد جميع الأسرى أحياء إلى منازلهم"، مناشدة عائلتها بذل الجهد أيضاً في هذا الإطار.

أما المجندة الثالثة "دورون" من كيبوتس "كفار غزة"، قرب الحدود مع القطاع، قالت: "خسرنا كفاية في هذه الحرب، أوقفوها".

وأضافت في الفيديو: "طوال الوقت تدوي أصوات القصف والدبابات فوق رأسي، وأضطر إلى الهرب من مكان لآخر تحت النيران، ونعيش تحت الخطر على مدار الوقت".

واتهمت المجندة جيشها بقتل عدد من رفاقها الأسرى، مضيفة: "أنتم من قتل رفاقي ومن اليوم الأول قمتم بالتخلي عنا".

وختمت قائلة: "أتوجه إلى الحكومة والوزراء ونتنياهو، بأن أوقفوا الحرب وافعلوا ما بوسعكم قبل أن يفوت الأوان، توصلوا إلى اتفاق وأعيدونا جميعاً، قبل أن يموت أسرى آخرون".

والخميس، قالت هيئة البث العبرية الرسمية نقلاً عن مصدر مطلع لم تسمه، إن قطر أبلغت إسرائيل بأن حركة "حماس" قررت تعليق مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

وقالت الهيئة، نقلاً عن المصدر إن "حماس نقلت للوسطاء القطريين أنها تطالب إسرائيل بسحب جميع قواتها من قطاع غزة منذ المرحلة الأولى للصفقة (تبادل الأسرى) ووقف الحرب".

ومساء الأربعاء، قال متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في بيان على إكس، إن "نتنياهو يعرقل جهود وساطة قطر بين تل أبيب وحركة حماس"، لو صحت تصريحاته بشأن الجهود المبذولة من جانب الدوحة.

تصريح الأنصاري جاء عقب تسجيل لنتنياهو، نقله إعلام عبري، يوجّه لوماً للدوحة بشأن إدارة الوساطة بغية التوصل إلى اتفاق بين "حماس" وإسرائيل.

والثلاثاء، أكد الأنصاري، أن جهود الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل "ما زالت جارية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى"، بينما تستمر الوساطة والجهود القطرية من أجل ضمان دخول مساعدات وأدوية إلى قطاع غزة.

وفي 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين "حماس" وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية أمريكية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع.

وتقدر إسرائيل وجود نحو "136 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.