حثّ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال اتصال هاتفي الأحد على عدم شنّ عملية عسكرية برية في رفح بجنوب قطاع غزة "من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ" لحماية المدنيين، وفق البيت الأبيض.
وأوردت الرئاسة الأميركية في بيان أن بايدن "أكد مجددا رأيه بأن عملية عسكرية في رفح لا ينبغي أن تتم من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ لضمان الأمن والدعم لأكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك".
كما أضاف البيت الأبيض في بيان اليوم الأحد، أن بايدن دعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة ومحددة لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
وفي سياق متصل قال مسؤول كبير في إدارة بايدن يوم الأحد إن المفاوضين الذين يعملون على إطار اتفاق على عدة مراحل لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة حققوا "تقدما حقيقيا" خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأضاف أن هذا الاتفاق كان المحور الرئيسي لمكالمة هاتفية مدتها 45 دقيقة بين بايدن ونتنياهو في وقت سابق الأحد.
وأشار المسؤول إلى استمرار وجود بعض الفجوات "الكبيرة" المتعلقة بهذا الاتفاق والتي يجب سدها.
يشار إلى أنه في وقت سابق، أعلن نتنياهو أنه لم يتحدث إلى بايدن منذ تصريحات الأخير يوم الخميس.
وقال خلال مقابلة مع برنامج "فوكس نيوز صنداي" بثتها شبكة "إيه بي سي" اليوم: "أقدر دعم الرئيس بايدن لإسرائيل منذ بداية الحرب. ولا أعرف بالضبط ما الذي كان يقصده بذلك".
يأتي ذلك فيما كشف 6 مسؤولين أميركيين أن بايدن ومساعديه أقرب إلى القطيعة مع نتنياهو.
وقالوا لصحيفة "واشنطن بوست" اليوم إن مساعدي بايدن يحثونه على انتقاد نتنياهو علناً.
كما أوضحوا أن مساعدي بايدن لم يعد ينظرون إلى نتنياهو كشريك يمكنه التأثير حتى في السر.
كذلك لفتوا إلى أن نهج بايدن تجاه إسرائيل لم يتغير، لكن يمكنه إدانة نتنياهو.
وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية يتحدث مع الرئيس بانتظام أن تعليقات بايدن الحادة غير المعتادة يوم الخميس، حينما قال إن العمليات الإسرائيلية في غزة أصبحت مفرطة ومبالغاً بها، تعكس ما كان يقوله على انفراد منذ فترة طويلة.
كما أضاف: "لا أعتقد أن أي شخص يمكنه أن ينظر إلى ما فعله الإسرائيليون في غزة ولا يقول إنه مبالغ فيه. هذا يثير الإحباط لدى الإسرائيليين. هل قاموا بالعمل على ما سيأتي بعد ذلك في غزة؟ لا، لم يتعاملوا مع الأسئلة الصعبة حقاً".
كذلك أردف المسؤول أن بايدن يهتم بشدة بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكداً أن هذا الأمر "في ذهنه دائماً" وأنه يشعر بالإحباط بسبب العقبات التي تضعها إسرائيل. وشدد على أن "كل شيء هو صراع يومي".
والخلافات قائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في عدد من النقاط حول غزة، منها مستقبل القطاع وحماية المدنيين، وأموال الضرائب الخاصة بالسلطة الفلسطينية التي ضمنتها اتفاقية أوسلو، ومرحلة ما بعد انتهاء الحرب في غزة.