اندبندنت عربية
سنت الرياض قوانين رادعة لصيده تصل إلى ما يعادل 106 آلاف دولار أميركي
قاد نحو 100 ألف مشارك من 95 دولة عبر خمس قارات مسيرات "كات ووك" في أول يوم عالمي للنمر العربي، والذي جاء بمبادرة من السعودية، موطن الحيوان المهدد بالانقراض.

وتسعى الرياض جاهدة للحفاظ على أحد رموزها البيئية والثقافية والجمالية، وصدر قرار الجمعية العمومية العامة للأمم المتحدة في يونيو (حزيران) 2023، باعتماد اليوم العالمي للنمر العربي في الـ10 من فبراير (شباط) من كل عام، وشارك في رعايته أكثر من 30 دولة.

وبهذه المناسبة علق وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، الذي يشغل منصب محافظ الهيئة الملكية للعلا عبر منشور على منصة "إكس" بالقول "من المملكة إلى 95 دولة حول العالم، يوم النمر العربي يسجل تفاعلاً مبهجاً... شكراً لـ100 ألف مشارك".

ويعتبر السعوديون الذين قادوا مسيرات شرق البلاد وغربها اليوم العالمي للنمر العربي أحد أبرز محفزات مضاعفة الجهود الجماعية لإعادة إحياء هذا الإرث الطبيعي والثقافي وتأصيل الوعي البيئي بأهميته في الذاكرة الجمعية.

اهتمام رسمي

وفي إطار جهود الرياض لحماية النمر العربي أطلقت الحكومة مجموعة من المبادرات، منها توجيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا بإنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي في فبراير 2019. كما يأتي ضمن المبادرات مشروع التوسع في برنامج الإكثار من خلال افتتاح مركز النمر العربي وفق أعلى المعايير الدولية في محمية شرعان الطبيعية.

وتمكنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا من إطلاق عدد من البرامج والأنشطة لنشر الوعي عن النمر العربي، وكانت قد أعلنت في سبتمبر (أيلول) 2021 ولادة "أنثى" في خطوة مهمة للحفاظ على هذا الكائن، مما يسهم في تحقيق مستهدفات إعادة تأهيل النظم البيئية.

ووفق الوكالة الرسمية في البلاد "تسعى الهيئة إلى تحقيق عدد من الأهداف من أهمها ضمان وجود مجموعة مناسبة من النمور العربية قابلة للحياة ومدارة بصورة مستدامة، مع توفير فرائسها البرية في مواطنها الطبيعية، وضمان تعايشها مع المنطقة، تمهيداً لعودتها بصورة سليمة لبيئتها الطبيعية من دون حدوث مشكلات. ويصنف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة النمور العربية ضمن أشد الأنواع المهددة بالانقراض، إذ لا يتجاوز عددها اليوم 200 نمر، ويعود ذلك لغياب الفرائس في موائلها الطبيعية، إضافة إلى الصيد الجائر".

وسنت السعودية قوانين رادعة لصيد النمر العربي تصل إلى 400 ألف ريال، أي ما يعادل 106 آلاف دولار أميركي.

تأهيل النظام البيئي

وتركز عمليات التطوير في محمية شرعان الطبيعية شمال البلاد على إعادة تأهيل النظام البيئي الطبيعي، وذلك من طريق تطوير الغطاء النباتي بزراعة أشجار الأكاسيا، وإطلاق الأنواع البرية في المحمية وفقاً للمقاييس العالمية، خصوصاً الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.

وتتميز العلا باحتضانها كنزاً من المساحات الطبيعية الخلابة، إضافة إلى الإرث التاريخي المتمثل في الكنوز الأثرية والمدن والحضارات القديمة كالمملكة الدادانية، واللحيانية، والنبطية.

مبادرة سعودية للحفاظ على النمر العربي

ويعد النمر العربي، الذي يقطن الجبال العالية، من الحيوانات الثديية اللاحمة (آكلة للحوم) التي تندرج ضمن فصيلة السنوريات، وتعد هذه السلالة مهددة بالانقراض في موطنها الذي يشمل، إضافة إلى السعودية الإمارات واليمن وعمان، وتتميز هذه الكائنات بنشاطها نهاراً وليلاً وحذرها الشديد من الاقتراب من أماكن الوجود البشري، إذ تعد انعزالية حتى مع غيرها من النمور ولا تلتقي بهم إلا في فترة التزاوج التي تدوم 5 أيام تقريباً، يتم خلالها التزاوج مرات عدة.

ويبلغ متوسط معدل أعمار النمر العربي في الحياة البرية من 8 إلى 10 سنوات، بينما تصل أعمارها في مراكز الإكثار حتى 20 عاماً، ولديها فرو قصير شاحب اللون ومتميز بورديات برتقالية شاحبة. وقد انخفضت أعداد هذا النوع المتوطن في شبه الجزيرة العربية انخفاضاً كبيراً خلال العقود الأخيرة بسبب فقدان الموائل، واستنزاف الفرائس، والاتجار غير المشروع في الأنواع البرية.

ووفق تقرير للأمم المتحدة، فإن الجهود المبذولة "تركز على صون الموائل، واستعادة مجموعات الفرائس الطبيعية، ونشر برامج التوعية العامة للحد من الصراع بين الإنسان وهذه النمور".

ويتمتع النمر العربي بالحماية القانونية في كافة بقاع موطنه الطبيعي. ويحفز الاحتفال باليوم الدولي على مشاركة الجمهور العام في المبادرات الرامية إلى صون هذا النوع البري واستعادة مجموعاته وحماية موائله.

وفي نهاية المطاف، تسعى الأمم المتحدة من خلال الاحتفال بهذا اليوم إلى استعادة النمر العربي بوصفه نوعاً برياً رئيساً يمثل الاستدامة في منطقته الأصلية.