فيما لا تزال مشاهد مأساة "دوار النابلسي" ماثلة في أذهان آلاف الفلسطينيين والملايين حول العالم، حين أطلقت القوات الإسرائيلية قبل أيام قليلة النار على مدنيين فلسطينيين كانوا ينتظرون شاحنات الإغاثة للحصول على الغذاء، تكررت الحادثة على ما يبدو.
فقد أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص على نازحين ينتظرون وصول مساعدات إنسانية في دوار الكويت بمدينة غزة شمال قطاع غزة، مساء أمس الاثنين، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وكان عشرات المدنيين ينتظرون عند دوار الكويت في شارع صلاح الدين للحصول على الطحين والمساعدات الغذائية، إلا أنهم فوجئوا بإطلاق النار.
شبح المجاعة
وحمل المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن تأزيم الواقع الإنساني وتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، في ظل ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الجوع وسوء التغذية والجفاف.
كما طالب بـ "وقف حرب الإبادة الجماعية وإدخال 1000 شاحنة من المساعدات إلى جميع المحافظات خاصة شمال القطاع".
أتى ذلك، بعد حادث مشابه شهده دوار النابلسي جنوب غربي مدينة غزة ما أدى حينها لمقتل نحو 118، وإصابة ما يقارب 750 شخصاً.
في حين بررت إسرائيل "الحادث بتدافع السكان ودهس الشاحنات لعدد من الذين قاموا بمهاجمتها من أجل الحصول على المساعدات ونهب الغذاء" وفق زعمها.
إلا أن تلك المأساة لقيت انتقادات دولية واسعة، وتأكيد على ضرورة إدخال المزيد من شاحنات الإغاثة إلى القطاع المحاصر والمهدد بشبح المجاعة، وحماية المدنيين.
وكان مجلس الأمن الدولي حث إسرائيل إلى تسهيل وصول المعونات الإنسانية الكافية للمدنيين في جميع أنحاء القطاع بشكل فوري.
كما أبدى قلقه البالغ يوم الأحد الفائت إزاء مواجهة سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة انعدام الأمن الغذائي بسبب الحرب.