حذّر الرئيس جو بايدن لدى استقباله نظيره البولندي ورئيس وزرائه من أن الخطر الروسي يتهدّد أوروبا الشرقية
على الرغم من أن حزمة كبرى من المساعدات لأوكرانيا لا تزال عالقة في الكونغرس، أبدت الإدارة الأميركية الثلاثاء دعمها لكييف بإعلانها عن دعم عسكري جديد لها، في حين حذّر الرئيس جو بايدن لدى استقباله نظيره البولندي ورئيس وزرائه من أن الخطر الروسي يتهدّد أوروبا الشرقية.
وقال بايدن على هامش لقائه الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس الحكومة دونالد توسك في البيت الأبيض "علينا التحرك قبل فوات الأوان. لأن روسيا لن تتوقف في أوكرانيا، وبإمكان بولندا أن تتذكر ذلك".
في الأثناء وافقت واشنطن على صفقة بيع صواريخ لبولندا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي.
والصفقة التي أبلغ بها الكونغرس بحسب القانون الأميركي، تلحظ بيع صواريخ جو-أرض بعيدة المدى بقيمة 1,77 مليار دولار، وصواريخ جو-جو متوسطة المدى بقيمة 1,69 مليار دولار، بحسب بيان للخارجية الأميركية.
قبيل ذلك، أعلن البيت الأبيض مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 300 مليون دولار لتلبية الحاجات "الملحة" لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وصرح جيك سوليفان مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن أن هذه المساعدة "تلبي بعض الحاجات الملحة لأوكرانيا"، لكنها لا تشكل بديلا من مصادقة الكونغرس الأميركي على أموال جديدة يطالب بها بايدن.
وتتضمن المساعدة خصوصا صواريخ للدفاع الجوي وذخائر وقذائف مدفعية وتلبي "بعض الحاجات الملحة لأوكرانيا"، وفق سوليفان.
وصرح مسؤول أميركي كبير "أنها مساعدة متواضعة نسبيا، تهدف إلى منح أوكرانيا الحد الأدنى الضروري لفترة قصيرة".
وسيتم تمويلها بفضل إعادة تقييم محاسبية للبنتاغون.
وقال المسؤول "حققنا وفرا سيتيح لنا تمويل هذه المساعدة الجديدة"، مع تشديده على أن الوضع "استثنائي" ولا يشكل بديلا من مصادقة الكونغرس الأميركي على أموال جديدة.
حلف شمال الأطلسي
وكان ملف أوكرانيا في صلب اللقاء الذي جمع بايدن ونظيره البولندي ورئيس وزرائه في الذكرى الخامسة والعشرين لانضمام بولندا إلى حلف شمال الأطلسي.
وأعرب دودا المحافظ وتوسك المؤيد لأوروبا، وهما خصمان على المستوى السياسي، عن رغبة في توحيد المواقف قبل زيارة واشنطن.
واعتبر دودا الاثنين أن على الدول الأعضاء في الأطلسي زيادة إنفاقها العسكري من 2 إلى 3% من إجمالي الناتج المحلي، لتقديم "ردّ واضح وشجاع على العدوان الروسي".
وجاء اللقاء في البيت الأبيض غداة تحذير الاستخبارات الأميركية في تقرير لمجلس الشيوخ من أن "الدينامية تتحول بشكل متزايد لصالح موسكو" في حرب أوكرانيا المحرومة حاليًا من المساعدات العسكرية الأميركية بسبب التجاذب في الكونغرس بين الإدارة الديموقراطية والجمهوريين.
ونبه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) بيل بيرنز إلى أن "أوكرانيا لا تفتقر إلى الشجاعة، إنها تفتقر إلى الذخائر وقد بدأنا نخسر الوقت لمساعدتهم".
وجدّد بايدن الأسبوع الماضي طلبه من الكونغرس إقرار مساعدة بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا يعرقلها الجمهوريون منذ أسابيع في مجلس النواب.
ومنتصف فبراير، وافق مجلس الشيوخ على المشروع الذي يطالب به بايدن ويرصد أيضا أموالا لإسرائيل وتايوان.
لكن أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب يعلقون إقراره النهائي في مجلس النواب.
مواجهة بين بايدن وترامب
وتحولت هذه القضية إلى مواجهة بين بايدن وترامب في ذروة حملة ساخنة للانتخابات الرئاسية الأميركية.
ويُقدّم بايدن نفسه على أنه الضامن لمستقبل حلف شمال الأطلسي خصوصًا في مواجهة تهديدات الرئيس الجمهوري السابق ترامب، منافسه المرجح في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر.
وكان ترامب قال في فبراير إنه قد "يشجّع" روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء في الأطلسي التي لا تفي بالتزاماتها المالية في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وفي خطابه السنوي عن حال الاتحاد الأسبوع الماضي، انتقد بايدن تصريحات ترامب الذي قال إنه يشجّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على "فعل ما يريده" في حال لم تفِ دول أعضاء في الناتو بالتزاماتها المالية.