أثارت الضربات الإيرانية الأخيرة الموجهة إلى إسرائيل عاصفة من التساؤلات حول احتمال أن تؤدي إلى توسع رقعة الصراع في المنطقة، فضلا عن إمكانية حرفها الأنظار عن مأساة غزة.وفي السياق، رأى وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد كامل عمرو، أن التطورات الأخيرة وما شهدته من تصعيد بين إيران وإسرائيل سيعقد الأمور أكثر مما هي عليه الآن.وأضاف في مقابلة مع العربية.نت/الحدث.نت أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية أكد أن هناك تصعيدا قادما ينبئ بمواجهة.فيما أكد أن الرد الاسرائيلي على الضربات الإيرانية أمرٌ آت لا محالة، ما قد يوسع رقعة الصراع بالمنطقة وينذر بحرب إقليمية كبرى.ضرب عمق إيرانإلى ذلك قال إن إسرائيل لو ضربت العمق الإيراني فستنقل الحرب لساحة أكبر، وقد تصبح إقليمية تتداخل فيها أطرف أخرى وأذرع لإيران ودول حليفة لإسرائيل، موضحا أن المواجهة قد تمتد كذلك لأراضي دول أخرى مجاورة.لكن الوزير المصري الأسبق توقع تحجيم التصعيد الإسرائيلي من قبل أميركا، لمنع امتداد الصراع وتوسيع رقعته في المنطقة التي ما زالت متأثرة بالفعل من تداعيات حرب غزة، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو الملاحي.إبعاد الأنظار عما يحدث في غزةوأشار إلى أن قرار إسرائيل توجيه ضربة لإيران كان هدفه إبعاد الأنظار عما يحدث في غزة من مجازر ومحاولة حشد القوى الكبرى بجانبها مرة أخرى والإيحاء لهم بأنها تتعرض لحرب من دول إقليمية، ويتوجب على القوى الكبرى الداعمة لها الدخول كطرف معها ضمن التزامها المعلن بحماية أمن إسرائيل.أما حول الدور المصري في خفض التوتر الحاصل في المنطقة فقال كامل عمرو إن مصر كانت تركز في جهودها خلال حرب غزة على خفض التصعيد ووقف النار وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات، لكن بعد الضربات الإيرانية لإسرائيل اتجه الدور المصري لمسارات أخرى منها خفض التوتر بين البلدين وعدم الإنزلاق نحو توسيع الصراع، وتجنيب المنطقة مخاطر عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.ضرورة التهدئةوكانت الخارجية المصرية قد كشفت تفاصيل الاتصالات بين إيران وإسرائيل والرسائل المتبادلة بضرورة التهدئة وتجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر وعدم الاستقرار.كذلك حثت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية تل أبيب على ضبط النفس وعدم الرد، تفاديا لتوسيع الصراع في المنطقة المشتعلة أصلا منذ تفجر الحرب على غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي.كما أوضحت واشنطن لحليفتها أنها لن تشارك بأي ضربات أو هجمات تشنها على إيران.