• مراقبون: واشنطن أثبتت أنها مَن تحدد قواعد الاشتباك بين العدوتين
• رد إيراني «خافت».. وعدم تبنٍّ إسرائيلي .. وإدارة بايدن تطلب من مسؤوليها الصمت
• بولتون: الرد الإسرائيلي كان مثالياً.. ونتانياهو لا يستطيع أن يقول «لا» للرئيس الأمريكي
• «واشنطن بوست»: ضربة «محدودة ومصممة بعناية» لتجنب التصعيد.. أُبلغت بها واشنطن
فجر الجمعة، أعلنت إيران أن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية دمرت 3 طائرات مسيرة صغيرة في سماء محافظة أصفهان وسط البلاد، في حين أشارت تقارير إلى هجوم إسرائيلي على إيران، رداً على الضربات التي نفذتها طهران الأسبوع الماضي ضد إسرائيل ، وأفادت بدوي انفجارات وحرائق قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري العسكرية الجوية.
وفيما نفت إيران وجودَ أي أضرار على الإطلاق، وقالت: إن ما حدث هو محاولةٌ فاشلة ومُهينة لطيران الجيش الإسرائيلي، ساد صمت مطبق في إسرائيل على الصعيد الرسمي، فيما رأى وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أنه «رد ضعيف مثير للسخرية».
القناة الـ12 العبرية قالت: «إن وزارة الخارجية الإسرائيلية طلبت من سفاراتها بالعالم الامتناع عن الإدلاء بتصريحات عن هجوم إيران». وداخل البيت الأبيض، طلب المسؤولون في إدارة الرئيس جو بايدن من البنتاغون ووزارة الخارجية ووكالات الاستخبارات التزام الصمت، على أمل أن تنتهي جولة التصعيد الأخيرة.
يثير انتقام إسرائيل الذي وُصف بالمحدود، تساؤلات بشأن الدوافع، لكنه أثبت أن الولايات المتحدة هي من تحدد قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران، إذ تحاول الإدارة الأمريكية أن تكون الضربات المتبادلة بين الطرفين «محدودة ومدروسة»، للحيلولة دون اندلاع المواجهة الشاملة في المنطقة، والتي سعت واشنطن إلى منعها في أكثر من مرة، كانت أولاها مطلع عام 2012 عندما كبحت إدارة الرئيس الأسبق باراك اوباما خططاً لحكومة نتانياهو آنذاك لمهاجمة برنامج إيران النووي، والأمر عينه تكرر مع إدارة الرئيس جو بايدن هذا الاسبوع، منع فيه رداً إسرائيلياً على طهران بعد هجومها الاخير المباشر وغير المسبوق على إسرائيل، انتقاماً لاستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
فقبل الهجوم الإيراني، ظل المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، «على اتصال مستمر» مع إسرائيل ودول في المنطقة، وأيضاً مع إيران من خلال سلسلة اتصالات مباشرة، نُقلت عبر سويسرا.
كما نشرت واشنطن قوات إضافية في المنطقة لتعزيز الردع الإقليمي.
وفى أعقاب الهجوم الإيراني، أبلغ بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم مضاد على إيران، كما سعت الإدارة الأمريكية إلى إقناع حكومة إسرائيل ، بأن يكون الرد العسكري محدوداً ومدروساً ولا يخلف خسائر كبيرة، تدفع إلى اتساع نطاق المواجهة.
وقالت مجلة بولتيكيو إن واشنطن توسلت إلى تل البيب ألا تهاجم إيران.
وبعد الهجوم على إيران، فجر الجمعة، نقلت «فايننشيال تايمز» عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن تل أبيب أبلغت الولايات المتحدة نيتها تنفيذ الضربة. فيما كتبت «واشنطن بوست» أن إسرائيل وجّه ضربة «انتقامية محدودة ومصممة بعناية» لتجنب التصعيد.
تراجع التصعيد
يرى مراقبون أن الضربة الإسرائيلية المحدودة، ودون اعتراف رسمي بها، ربما توفر إشارة مبكرة على أن تل أبيب وطهران تسعيان إلى التراجع عن التصعيد وتجنب الانزلاق نحو حافة الحرب.
وأجمع محللون على أن الجانبين الإيراني والإسرائيلي يحافظان على ضبط النفس ولا يريدان تحويل الوضع إلى صراع واسع النطاق كانت الولايات المتحدة قد رسمت خطاً أحمر لتل أبيب حوله سابقاً. ويرى المراقبون للأوضاع أن المواجهة ربما تبقى عند مستويات منخفضة، (فعل ورد فعل مضاد)، بما لها من معنى رمزي أكبر من معنى عملي.
هندسة الضربة
نقلت «فايننشال تايمز» عن مصدر مطلع قوله: إن «الهجوم على إيران أصاب هدفًا عسكريًا كان متورطًا في القصف على إسرائيل في 13 ابريل».
ولفت إلى أن تل ابيب أرادت عبر الهجوم إيصال رسالة أنه بإمكانها الوصول لأي مكان تريده في إيران، وأن الهجوم على أصفهان أصاب أصولاً للقوات الجوية الإيرانية، بقرب المنطقة التي يقع داخلها موقع نطنز النووي، بدون استهداف المنشآت النووية، وذلك من أجل تقديم تحذير وردع لإيران فقط، ما يدل على أن تل ابيب تتجنب التصعيد «رغم الفرصة غير المسبوقة التي اتيحت لها لتدمير البرنامج النووي الإيراني»، وفق مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون.
وقال مصدر لـ«جيروزاليم بوست» العبرية إن الرسالة كانت واضحة من هذا الهجوم، «لقد اخترنا عدم ضرب مواقعكم النووية هذه المرة». وتشير الصحيفة إلى أنه خلال الهجوم، جرى استخدام صواريخ بعيدة المدى من الطائرات لتجنب الرادارات الإيرانية.
.. وصمت طهران
ولم يؤدِّ الهجوم على إيران، إلى ردود فعل قوية من طرف طهران ولم تتوعد بالرد، وهو ما اعتبر كإعلان عن نهاية جولة التصعيد بين البلدين.
وتشير المعطيات إلى أن النطاق المحدود للهجوم والصمت الإيراني حياله يبين نجاح الجهود الدبلوماسية التي قادتها أمريكا.
وكان مسؤول إيراني كبير أكد لوكالة أن طهران ليست لديها خطة للرد الفوري، وقال: «لم نتأكد من المصدر الخارجي المسؤول عن الواقعة. لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوماً».
وعلى الجانب الآخر، رفض الجيش الإسرائيلي وحكومة نتانياهو التعليق على هجوم إيران.
وعدم تبني إسرائيل للهجوم أعطى مساحة معقولة للجانب الإيراني لنشر روايته بشأن الهجوم، مما يجعله يحتوي أي رد فعل غاضب في الشارع، من خلال الإشارة إلى «متسللين: أرسلوا مسيرات صغيرة من داخل البلاد».
وقال الكرملين: «إن روسيا أبلغت تل أبيب أن إيران لا تريد المزيد من التصعيد».
واعتبرت تقارير أن الضربة الإسرائيلية «المحدودة» على إيران، والرد الإيراني «الخافت» حيالها، يبرزان سعي البلدين لـ«حفظ ماء الوجه».
وفي هذا السياق، اعتبر جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، أن الهجوم المنسوب لإسرائيل كان مثالياً، مشيراً إلى أن محدوديته جاءت بسبب ضغوط الولايات المتحدة، ولا يعني أن مشاكل المنطقة حُلّت.
وأشار بولتون إلى أنه من الصعب على نتانياهو قول «لا» للرئيس الأمريكي.
من جهتها، قالت «وول ستريت جورنال» إن الهجمات المباشرة التي وقعت أخيراً زادت من مخاطر سوء التقدير، في حين أن طهران وتل أبيب عازمتان في الوقت الحالي على العودة إلى «حرب الظل». مشيرة إلى أنه بعد «ضربة أصفهان الصغيرة النطاق»، أشار القادة في طهران إلى أن «الوقت قد حان لوقف التصعيد».
فالضربة المحدودة وفرت «مخرجاً من الصراع المباشر» بين العدوتين.
وبالفعل نقلت «سي إن إن» عن مصدر استخباراتي إقليمي مطّلع قوله: «إن الضربات المباشرة بين الطرفين انتهت».
• رد إيراني «خافت».. وعدم تبنٍّ إسرائيلي .. وإدارة بايدن تطلب من مسؤوليها الصمت
• بولتون: الرد الإسرائيلي كان مثالياً.. ونتانياهو لا يستطيع أن يقول «لا» للرئيس الأمريكي
• «واشنطن بوست»: ضربة «محدودة ومصممة بعناية» لتجنب التصعيد.. أُبلغت بها واشنطن
فجر الجمعة، أعلنت إيران أن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية دمرت 3 طائرات مسيرة صغيرة في سماء محافظة أصفهان وسط البلاد، في حين أشارت تقارير إلى هجوم إسرائيلي على إيران، رداً على الضربات التي نفذتها طهران الأسبوع الماضي ضد إسرائيل ، وأفادت بدوي انفجارات وحرائق قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري العسكرية الجوية.
وفيما نفت إيران وجودَ أي أضرار على الإطلاق، وقالت: إن ما حدث هو محاولةٌ فاشلة ومُهينة لطيران الجيش الإسرائيلي، ساد صمت مطبق في إسرائيل على الصعيد الرسمي، فيما رأى وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أنه «رد ضعيف مثير للسخرية».
القناة الـ12 العبرية قالت: «إن وزارة الخارجية الإسرائيلية طلبت من سفاراتها بالعالم الامتناع عن الإدلاء بتصريحات عن هجوم إيران». وداخل البيت الأبيض، طلب المسؤولون في إدارة الرئيس جو بايدن من البنتاغون ووزارة الخارجية ووكالات الاستخبارات التزام الصمت، على أمل أن تنتهي جولة التصعيد الأخيرة.
يثير انتقام إسرائيل الذي وُصف بالمحدود، تساؤلات بشأن الدوافع، لكنه أثبت أن الولايات المتحدة هي من تحدد قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران، إذ تحاول الإدارة الأمريكية أن تكون الضربات المتبادلة بين الطرفين «محدودة ومدروسة»، للحيلولة دون اندلاع المواجهة الشاملة في المنطقة، والتي سعت واشنطن إلى منعها في أكثر من مرة، كانت أولاها مطلع عام 2012 عندما كبحت إدارة الرئيس الأسبق باراك اوباما خططاً لحكومة نتانياهو آنذاك لمهاجمة برنامج إيران النووي، والأمر عينه تكرر مع إدارة الرئيس جو بايدن هذا الاسبوع، منع فيه رداً إسرائيلياً على طهران بعد هجومها الاخير المباشر وغير المسبوق على إسرائيل، انتقاماً لاستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
فقبل الهجوم الإيراني، ظل المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، «على اتصال مستمر» مع إسرائيل ودول في المنطقة، وأيضاً مع إيران من خلال سلسلة اتصالات مباشرة، نُقلت عبر سويسرا.
كما نشرت واشنطن قوات إضافية في المنطقة لتعزيز الردع الإقليمي.
وفى أعقاب الهجوم الإيراني، أبلغ بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم مضاد على إيران، كما سعت الإدارة الأمريكية إلى إقناع حكومة إسرائيل ، بأن يكون الرد العسكري محدوداً ومدروساً ولا يخلف خسائر كبيرة، تدفع إلى اتساع نطاق المواجهة.
وقالت مجلة بولتيكيو إن واشنطن توسلت إلى تل البيب ألا تهاجم إيران.
وبعد الهجوم على إيران، فجر الجمعة، نقلت «فايننشيال تايمز» عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن تل أبيب أبلغت الولايات المتحدة نيتها تنفيذ الضربة. فيما كتبت «واشنطن بوست» أن إسرائيل وجّه ضربة «انتقامية محدودة ومصممة بعناية» لتجنب التصعيد.
تراجع التصعيد
يرى مراقبون أن الضربة الإسرائيلية المحدودة، ودون اعتراف رسمي بها، ربما توفر إشارة مبكرة على أن تل أبيب وطهران تسعيان إلى التراجع عن التصعيد وتجنب الانزلاق نحو حافة الحرب.
وأجمع محللون على أن الجانبين الإيراني والإسرائيلي يحافظان على ضبط النفس ولا يريدان تحويل الوضع إلى صراع واسع النطاق كانت الولايات المتحدة قد رسمت خطاً أحمر لتل أبيب حوله سابقاً. ويرى المراقبون للأوضاع أن المواجهة ربما تبقى عند مستويات منخفضة، (فعل ورد فعل مضاد)، بما لها من معنى رمزي أكبر من معنى عملي.
هندسة الضربة
نقلت «فايننشال تايمز» عن مصدر مطلع قوله: إن «الهجوم على إيران أصاب هدفًا عسكريًا كان متورطًا في القصف على إسرائيل في 13 ابريل».
ولفت إلى أن تل ابيب أرادت عبر الهجوم إيصال رسالة أنه بإمكانها الوصول لأي مكان تريده في إيران، وأن الهجوم على أصفهان أصاب أصولاً للقوات الجوية الإيرانية، بقرب المنطقة التي يقع داخلها موقع نطنز النووي، بدون استهداف المنشآت النووية، وذلك من أجل تقديم تحذير وردع لإيران فقط، ما يدل على أن تل ابيب تتجنب التصعيد «رغم الفرصة غير المسبوقة التي اتيحت لها لتدمير البرنامج النووي الإيراني»، وفق مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون.
وقال مصدر لـ«جيروزاليم بوست» العبرية إن الرسالة كانت واضحة من هذا الهجوم، «لقد اخترنا عدم ضرب مواقعكم النووية هذه المرة». وتشير الصحيفة إلى أنه خلال الهجوم، جرى استخدام صواريخ بعيدة المدى من الطائرات لتجنب الرادارات الإيرانية.
.. وصمت طهران
ولم يؤدِّ الهجوم على إيران، إلى ردود فعل قوية من طرف طهران ولم تتوعد بالرد، وهو ما اعتبر كإعلان عن نهاية جولة التصعيد بين البلدين.
وتشير المعطيات إلى أن النطاق المحدود للهجوم والصمت الإيراني حياله يبين نجاح الجهود الدبلوماسية التي قادتها أمريكا.
وكان مسؤول إيراني كبير أكد لوكالة أن طهران ليست لديها خطة للرد الفوري، وقال: «لم نتأكد من المصدر الخارجي المسؤول عن الواقعة. لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوماً».
وعلى الجانب الآخر، رفض الجيش الإسرائيلي وحكومة نتانياهو التعليق على هجوم إيران.
وعدم تبني إسرائيل للهجوم أعطى مساحة معقولة للجانب الإيراني لنشر روايته بشأن الهجوم، مما يجعله يحتوي أي رد فعل غاضب في الشارع، من خلال الإشارة إلى «متسللين: أرسلوا مسيرات صغيرة من داخل البلاد».
وقال الكرملين: «إن روسيا أبلغت تل أبيب أن إيران لا تريد المزيد من التصعيد».
واعتبرت تقارير أن الضربة الإسرائيلية «المحدودة» على إيران، والرد الإيراني «الخافت» حيالها، يبرزان سعي البلدين لـ«حفظ ماء الوجه».
وفي هذا السياق، اعتبر جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، أن الهجوم المنسوب لإسرائيل كان مثالياً، مشيراً إلى أن محدوديته جاءت بسبب ضغوط الولايات المتحدة، ولا يعني أن مشاكل المنطقة حُلّت.
وأشار بولتون إلى أنه من الصعب على نتانياهو قول «لا» للرئيس الأمريكي.
من جهتها، قالت «وول ستريت جورنال» إن الهجمات المباشرة التي وقعت أخيراً زادت من مخاطر سوء التقدير، في حين أن طهران وتل أبيب عازمتان في الوقت الحالي على العودة إلى «حرب الظل». مشيرة إلى أنه بعد «ضربة أصفهان الصغيرة النطاق»، أشار القادة في طهران إلى أن «الوقت قد حان لوقف التصعيد».
فالضربة المحدودة وفرت «مخرجاً من الصراع المباشر» بين العدوتين.
وبالفعل نقلت «سي إن إن» عن مصدر استخباراتي إقليمي مطّلع قوله: «إن الضربات المباشرة بين الطرفين انتهت».