رغم التحذيرات الأمريكية والدولية من اجتياح رفح، أقر مجلس الوزراء الإسرائيلي توسيع عملياته في المدينة الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة.
فقد أفادت ثلاثة مصادر مطلعة بأن مجلس الوزراء الأمني وافق على "توسيع منطقة عمليات" الجيش الإسرائيلي في رفح.
وأوضح مصدران أن "التوسع محدود" ولا يتجاوز الخط الأحمر للرئيس الأمريكي، جو بايدن، فيما قال المصدر الثالث إن هذا التوسع يشمل إجراءات يمكن أن تفسرها الولايات المتحدة على أنها تجاوز لخط بايدن الأحمر.
وأوضحت المصادر الثلاثة في الوقت عينه أن الحكومة المصغرة أصدرت تعليماتها للمفاوضين الإسرائيليين في الوقت عينه من أجل مواصلة جهود التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى مع حماس، ومحاولة صياغة مبادرة جديدة حول أجل وقف إطلاق النار من شأنها أن تؤدي إلى انفراجة. في حين صوت الوزيران القوميان المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ضد هذا القرار، بعد أن دعوا مراراً في السابق إلى اجتياح المدينة المكتظة بالنازحين الفلسطينيين.
وكانت دبابات إسرائيلية سيطرت بوقت سابق أمس على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين النصف الشرقي والغربي لرفح ما أدى فعلياً إلى تطويق كامل للجانب الشرقي للمدينة.
كما أسفر تقدم القوات الإسرائيلية صوب طريق صلاح الدين الذي يقسم القطاع عن استكمال تطويق "المنطقة الحمراء" التي أمروا السكان بإخلائها.
فيما أكد عدد من السكان وقوع انفجارات وإطلاق نار من دون انقطاع تقريباً شرق وشمال شرقي المدينة أمس.
وأعلنت حماس أنها نصبت كميناً لدبابات إسرائيلية قرب مسجد شرق المدينة، ما يشير إلى أن القوات الإسرائيلية توغلت عدة كيلومترات من الشرق إلى مشارف منطقة البنايات.
وتسبب ملف الهجوم على رفح خلال الأيام القليلة الماضية واحتمال اجتياحها بالكامل في نشوب أكبر خلاف منذ أجيال بين إسرائيل وحليفتها الأقرب الولايات المتحدة التي حجبت شحنة أسلحة عن إسرائيل لأول مرة منذ بدء الحرب يوم السابع من أكتوبر الماضي.
إذ هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتعليق مزيد من الشحنات العسكرية إذا تجاوزت تل أبيب الخط الأحمر واجتاحت كامل المدينة.
إلا أنه أكد في الوقت عينه الأربعاء أن إسرائيل لم تتجاوز حتى الساعة الخط الأحمر، علماً أنها كانت سيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر.
بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه ماض في خطته دخول رفح.
يذكر أنه منذ الاثنين الماضي، نزح أكثر من 100 ألف فلسطيني من رفح، إثر التحذيرات الإسرائيلية بإخلاء أحياء شرق المدينة، والسيطرة على المعبر لاحقاً.