لطالما توجس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تلقت بلاده الملايين من الولايات المتحدة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل سنتين، من احتمال عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
لكن تصريح ترامب الأخير سيزيد الطين بلة، فقد أكد بشكل لا لبس فيه موقفه الرافض لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ففي مقابلة ضمن برنامج All In podcast بثت مساء أمس الخميس، شدد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل على أن بايدن غير محق في حديثه عن مستقبل أوكرانيا في "الناتو".
كما اعتبر أن كل ما يتفوه به خصمه الرئيس الحالي جو بايدن خاطئ، ومن ضمنها مسألة الناتو هذه، قائلا "إنه يقول عكس ما يجب أن يقال في رأيي".
إلى ذلك، رأى أن مخاوف روسيا من الانتشار المحتمل لقوات الحلف بالقرب من حدودها مفهومة. وقال: "لو كنت مكان الروس فلن تكون سعيداً أبدا، ولن يكون هذا موضوعا قابلا للتفاوض على الإطلاق"، في إشارة إلى انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
وقبل أيام قليلة، سخر ترامب من زيلينسكي، معتبرا أنه "أمهر مندوب مبيعات في العالم"، كونه يأخذ المليارات من واشنطن ولا يشبع، إذ يطالب دوما بالمزيد، في إشارة إلى المساعدات التي أغدقتها الولايات المتحدة على كييف لدعمها في الحرب ضد القوات الروسية منذ فبراير 2022.
أتت انتقاداته تلك بعدما أبرم بايدن، قبل أكثر من أسبوع، اتفاقا أمنيا طويل الأجل مع كييف، عقب موافقة الكونغرس في أبريل الماضي على دعمها بمساعدات زادت قيمتها عن 60 مليار دولار.
كما مضت دول حلف شمال الأطلسي، مؤخرا قدمًا في خطة لتولي الناتو المسؤولية بدلاً من الولايات المتحدة في تنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في تحول اعتبر على نطاق واسع أنه محاولة لتجنب "مقاومة ترامب" في حال انتخب رئيساً، لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية.
يذكر أن ترامب كان أثار حفيظة العديد من الدول الغربية الداعمة لكييف، جراء بعض التصريحات عن موسكو التي دبت المخاوف في قلوبها.
كذلك أثار امتعاض زيلينسكي مرارا في السابق بحديثه عن قدرته على وقف الحرب الروسية الأوكرانية بساعات، وإرساء السلام بين البلدين