بعد توتر غير مسبوق صاحبه جهود دولية للحيلولة من دون نشوب حرب، لا يزال القصف متبادلاً بين جماعة حزب الله جنوب لبنان والجيش الإسرائيلي.
غير مسبوق لإسرائيل
ووسط تلك المخاوف، رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت أن فتح جبهة الحرب مع حزب الله قد يؤدي إلى اختفاء لبنان وإلى ألم غير مسبوق لإسرائيل، وفقا لشبكة "سي أن أن".
وقال أولمرت إن التخطيط لحرب شاملة مع حزب الله سيكون "فكرة سيئة"، وذلك لأن مثل هذه الحرب ستخلف دمارا شاملًا وقد يختفي لبنان، وفق زعمه.
كما تابع أن لدى إسرائيل القوة لفعل ذلك، ولكن إذا استخدم حزب الله كامل قوته في حال اندلاع حرب شاملة، فإن إسرائيل ستعاني من ألم لم تواجهه من قبل في حروبها مع الدول العربية.
وشدد على أن لا مصلحة لإسرائيل ولا لحزب الله في خوض حرب شاملة.
ورأى أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق بظل هذه الأجواء المشحونة، حيث على الجميع ضبط النفس، في إشارة منه إلى جماعة حزب الله وإسرائيل.
جاء هذا بينما جدد الطيران الحربي الإسرائيلي خرقه جدار الصوت في مختلف أجواء المناطق الجنوبية، اليوم الاثنين، وصولا إلى مدينة صيدا وإقليمي التفاح والخروب وسهل البقاع، محلقا على مستويات منخفضة ومنفذا غارات وهمية.
كما استمر الوضع متوترا هذا الصباح في المنطقة الحدودية من جنوب لبنان مع التراشق الصاروخي والمدفعي المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي حتى ساعة متأخرة من الليل الفائت.
إسرائيل تتهيأ للحرب مع لبنان وتخفف عملياتها في غزة
تأتي هذه التطورات وسط مخاوف من اندلاع حرب في لبنان، إذ ردّ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس السبت الماضي، على تحذير بعثة إيران لدى الأمم المتحدة من أنه إذا شرعت إسرائيل في عدوان عسكري شامل على لبنان فسوف تندلع "حرب إبادة".
وقال كاتس في منشور على حسابه في X، إنه إذا لم يوقف حزب الله إطلاق النار وينسحب من جنوب لبنان فستتحرك ضده بكل قوة القوات الإسرائيلية حتى يعود السكان إلى منازلهم، في إشارة من إلى مئات المستوطنين الذين نزحوا من شمال إسرائيل إثر ضربات الحزب.
كانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قد أعلنت، الجمعة، أنه إذا شرعت إسرائيل في "عدوان عسكري شامل" على لبنان فإن كل الخيارات بما في ذلك المشاركة الكاملة ستكون مطروحة على الطاولة.
توتر كبير
ومنذ تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس يوم السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف بشكل شبه يومي.
وأسفر التصعيد عن مقتل أكثر من 479 شخصاً على الأقل في لبنان، بينهم أكثر من 313 عنصراً من حزب الله، و93 مدنياً على الأقل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
إلا أن حدة التوترات تصاعدت إلى حد كبير متزامنة مع تهديدات إسرائيلية من شن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.
فيما حذرت أميركا من أنها لن تستطيع إيقاف أي خطط إسرائيلية في هذا السياق، بنهاية المطاف.