قال مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الطبيب محمد أبو سلمية، الاثنين، إن "الأسرى في السجون الإسرائيلي يتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل لم توجه له أي تهمة رغم محاكمته 3 مرات خلال فترة اعتقاله منذ أكثر من 7 اشهر.
وأفاد أبو سلمية خلال مؤتمر صحفي عقد في مجمع ناصر الطبي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بعد ساعات من إطلاق سراح، بأن "الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية يتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب، والجيش يتعامل معهم كأنهم جمادات والأطباء الإسرائيليين كانوا يعتدون علينا بالضرب".
وتابع أبو سلمية: "اعتقلت من قافلة إنسانية كانت تنقل الجرحى من مجمع الشفاء الطبي إلى جنوبي القطاع عبر حاجز نيتساريم الذي يفصل شمال غزة عن المناطق الجنوبية".
وأضاف أن "إدارة السجون الإسرائيلية لم توجه لي أي تهمة واضحة إليه رغم محاكمتي 3 مرات، إضافة إلى تعرضي وباقي الأسرى لتعذيب شديد واعتداءات بشكل شبه يومي داخل السجون، وحرمان من حقوقنا والأدوية الطبية".
وأوضح أن القوات الإسرائيلية أفرجت عنه ونحو 50 أسيرا آخر صباح اليوم، على الحدود شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأعرب أبو سلمية، عن استغرابه من تصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية عن عدم معرفتهم بالإفراج عنه، رغم خروجه بطريقة رسمية.
وقال: "الطواقم الطبية التابعة لإدارة السجون تعتدي على المعتقلين والأسرى ضربًا في مخالفة للقواعد الإنسانية، ويقومون ببتر أقدام أسرى يعانون من مرض السكري بدلاً من تقديم العلاج لهم، ويحرم جميع الأسرى من حقوقهم وأدويتهم".
وأضاف مدير مجمع الشفاء الطبي: "لم تزرنا أي مؤسسة دولية في السجون الإسرائيلية، وكنا ممنوعين من الالتقاء بأي محام، وتركنا الكثير من المعتقلين خلفنا وهم في حالة صحية ونفسية سيئة جدا".
وبين أبو سلمية أن أيٍ من المعتقلين والأسرى في سجون إسرائيل" لم يتناول أكثر من رغيف خبز واحد يوميًا منذ شهرين كاملين".
واعتبر أن "تدمير مجمع الشفاء الطبي في غزة، إنهاء للمنظومة الصحية عن العمل وهو ما يريده الاحتلال الإسرائيلي".
وأفرجت إسرائيل صباح الاثنين، عن نحو 54 فلسطينيًا بينهم أطباء تم اعتقالهم في مجمع الشفاء الطبي وعدة مستشفيات في القطاع خلال عمليات عسكرية إسرائيلية منفصلة فيها خلال الأشهر الماضية.
تسبب إطلاق سراح مدير مستشفى "الشفاء" بمدينة غزة بغضب وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، خاصة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وبرزت مطالبات بإقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار واستبدال قادة الأجهزة الأمنية بعد القرار بإطلاق سراح أبو سلمية.
وأبو سلمية طبيب أطفال فلسطيني من مواليد عام 1973، تولى منصب المدير الطبي لمستشفى النصر للأطفال بمدينة غزة عام 2007، ثم تولى إدارة مستشفى الرنتيسي للأطفال بالمدينة نفسها عام 2015، وبعدها أصبح مديرا لمستشفى الشفاء عام 2019.
وكان يرأس مؤتمرات طب الأطفال التي تعقد في قطاع غزة، وكان يشارك في مؤتمرات طبية خارج القطاع، آخرها مؤتمر علمي يجمع وزارة الصحة في غزة والضفة الغربية في القاهرة عام 2023، وكان برعاية المكتب الإقليمي لشرق البحر المتوسط.
وعمل أبو سلمية على تطوير مستشفى الشفاء من خلال ترميم المباني القديمة وإعادة تأهيلها وجلب أجهزة طبية حديثة إليها بتمويل من مؤسسات دولية ومحلية.