تكهّنات حول حكومة طهران تجمع بين الإصلاحيين والأصوليين
يؤدي الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى، مطلع شهر أغسطس المقبل ليصبح الرئيس التاسع لإيران، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن عضو الهيئة الرئاسية بالبرلمان مجتبى يوسفي، قوله إن "مراسم تنصيب الرئيس ستقام في 4 أو 5 أغسطس"، على أن يعيّن خلال 15 يوماً الوزراء للتصويت على الثقة، وفقاً لـ"فرانس برس".
وزاد مستوى المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مقارنة بالجولة الأولى بنحو 10%، وإجمالي المشاركة بلغ ما يقارب 50%، وبفوز بزشكيان عاد الإصلاحيون إلى الحكم من بوابة السلطة التنفيذية مرة أخرى.
وبعد فوز بزشكيان، بدأت التكهنات حول تركيبة حكومته التي سيعرضها على البرلمان الأصولي لكسب الثقة، ومن المتوقع أن يواجه الرئيس بصفته رئيس السلطة التنفيذية تحدياً حقيقياً من قبل السلطة التشرعية التي قد لا توافق على شخصيات إصلاحية محددة.
وقد يضطر الرئيس المنتخب للتعاون مع الأصوليين، وبالتالي سيشكّل حكومة شبيهة بحكومة حسن روحاني من حيث التركيبة، والتي جمع فيها الأخير الأصوليين والإصلاحيين والمعتدلين حتى يتيح البرلمان الفرصة لتشكيل حكومته.
وحسب موقع "تابناك" الأصولي، هناك نظرة متشائمة في الأوساط السياسية ترى أن حكومة الأطباء ستشكّل على عجالة، ونظراً للتحديات لن تصمد طويلاً، ومن يؤمن بهذه النظرة المتشائمة يعتبر البرلمان الثاني عشر بمثابة مركز التحدي بأي ثمن وبمختلف الأعذار لحكومة بزشكيان وأعضاء حكومته.
وعلى الرغم من ذلك، يتمتع بزشكيان بشخصية تصالحية مسالمة تجعله يفضل الأخذ والعطاء بدلاً من الشد والجذب مع البرلمان، وبهذا يستطيع أن يمد الجسور مع كل الفئات، ولكن المبالغة في ميزة التصالح ستأتي بنتائج عكسية قد تؤدي إلى فشل الحكومة وتراجعها أمام تيار متشعب في مفاصل الدولة الإيرانية.
ومن ناحية أخرى، يرى الكاتب الصحافي الإيراني بيجمان طهوري في موقع "إيران واير"، أن ارتفاع عدد الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية شكّل حدثاً غير مسبوق، حيث جرت العادة أن تتراجع نسبة الأصوات في الجولات الثانية في الانتخابات.
ويعود الاستقطاب الذي شهدته الانتخابات في الجولة الثانية، إلى وقوف الناخبين بين خياري جبهة الإصلاح أو جبهة التشدد، ما أدى إلى زيادة عدد الناخبين في الجولة الثانية. وفي الواقع، فقد أظهر الشعب بانتخابه بزشكيان أنه لا يريد إبقاء السلطة التنفيذية بيد الأصوليين المتشددين.