محمد الرشيدات - تشينغداو الصينية
بحضور 350 مشاركاً ناصروا «البيئة»
اختتم منتدى التنمية الخضراء لدول منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) في مدينة تشينغداو أعماله أمس الإثنين تحت شعار «نتكاتف في التنمية الخضراء، معاً لتعزيز الانسجام بين الإنسان والطبيعة»، بعد أن تركزت أعماله حول توظيف التفاعلات في نسق ينسجم مع بناء «الحزام والطريق».
المنتدى الذي جاء باستضافة تشاركية جمعت لجنة حسن الجوار والصداقة والتعاون التابعة لمنظمة شانغهاي للتعاون، ووزارة البيئة الصينية، والحكومة الشعبية لمقاطعة شاندونغ، وأمانة منظمة شانغهاي للتعاون، كان قد شهد حضوراً واسعاً بمستويات عالية ضم أكثر من 350 ضيفاً محلياً وأجنبياً.
وكان منتدى التنمية الخضراء قد شهد إطلاق مبادرة «بناء شراكة التنمية الخضراء لمنظمة شانغهاي للتعاون، وتعزيز التنمية المستدامة معًا»، والتي ستفعّل من أوجه التفاهمات البنّاءة بشكل أعمق بين دول منظمة شانغهاي للتعاون في مجالات الطاقة الخضراء، والصناعة الخضراء، ومعالجة تغير المناخ، والحماية البيئية، وصولاً إلى تعزيز التوافق بشأن التنمية الخضراء.
ويأتي انعقاد المنتدى في الوقت الذي تدعو الحاجة فيه لتنفيذ بنود الاجتماع الـ23 لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، علاوة على ذلك، إبرازه كأول حدث واسع النطاق تعقده الصين بعد توليها الرئاسة الدورية للمنظمة، وهو أمر له أهمية كبيرة في تحسين الوضع الدبلوماسي الشامل في المناطق المحيطة، وتعميق التبادلات والتعاون مع دول آسيا الوسطى، وتوظيف التفاعلات في نسق ينسجم مع بناء «الحزام والطريق» الأخضر بشكل مشترك.
ثلاث ندوات أقيمت على هامش منتدى التنمية الخضراء لدول منظمة شنغهاي للتعاون، ناقشت أولاها التخطيط البيئي وتدابير السياسة والأمثلة العملية في مجالات التنوع البيولوجي والحماية البيئية بين دول منظمة شانغهاي للتعاون، ناهيك عن مشاركة التقدم والنتائج السنوية، واستكشاف الفرص والتحديات والآفاق في التعاون البيئي والبيئي، وتعزيز تنفيذ إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي.
وأما الندوة الثانية، فقد وضعت اليد على أليات الابتكار التكنولوجي من أجل تنمية خضراء وعالية الجودة، لا تغفل عن التركيز على التكنولوجيا البيئية والتعاون الصناعي وتلبية احتياجات التكنولوجيات الخضراء منخفضة الكربون، إلى جانب تبادل نتائج البحث والابتكار في مجال التكنولوجيات الخضراء منخفضة الكربون، واستكشاف نماذج التعاون، وتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي الأعلى والأعمق في التنمية الخضراء.
الندوة الثالثة وقفت على صور العمل المناخي من أجل التحول الأخضر ومنخفض الكربون، عبر توجيه البوصلة للاستدلال بعمق السياسات والإجراءات المناخية، وتبادل الخبرات في منع تغير المناخ والتكيف معه وتعزيز أهداف «ذروة الانبعاثات وحياد الكربون، فضلاً عن تحقيق التآزر في الحد من التلوث و التقليل من انبعاثات الكربون، وذلك لن يتأتى إلا من خلال إدارة حصيفة للمناخ العالمي والإبقاء على سلامته بتعاضد الأطراف الدولية كافّة.
المسؤولون جميعهم أكّدوا من خلال كلماتهم التي التقت مضامينها عند نقطة إجماع واحدة بحتمية توسيع دائرة الخبرات العملية وآفاق التعاون المستقبلي في مجال التنمية الخضراء بين الدول الأعضاء في المنظمة والدول المعنية أيضاً، إلى جانب التركيز على توفير كل السبل الكفيلة بتفعيل تبادل الخبرات والتقنيات وتنشيط التفاهمات للتصدي بشكل مشترك لمجمل التحديات العالمية التي يفرضها تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة.
ممثلو الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون أبدوا أيضاً التزاماً قوياً بالحماية الإيكولوجية والبيئية، وحتمية التعاون في مجال التنمية الخضراء لمعالجة القضايا البيئية الوطنية والإقليمية، ولعل في مقدّمتها، تسريع التحول الأخضر ومنخفض الكربون والدفع بعجلة التنمية عالية الجودة، من نافذة استراتيجيات ناجعة تتصدى لمختلف التحديات البيئية العالمية، بالشكل الذي ينسجم مع إعلان نيودلهي 2023 الصادر عن مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، الذي نادى بالأهمية الحاسمة للتعاون في حماية البيئة والأمن البيئي والاستجابة لتغير المناخ، وذلك من المؤكّد أن يقود نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.