لا تكاد قصص القتل المأساوية والبشعة في غزة تتوقف حتى تبدأ من جديد، ففي كل مرحلة من الحرب، يرتكب الجيش الإسرائيلي جرائم لا حصر لها، آخرها جريمة قتل محمد بهار، الفلسطيني المصاب بمتلازمة داون، بأنياب الكلاب المسعورة.
وروت عائلة محمد بهار قصته لوسائل إعلام مختلفة، لتسليط الضوء على بشاعة الجريمة، واستهتار الجيش الإسرائيلي بأرواح المدنيين في غزة.
وتقول والدته لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: "كنا دائماً إلى جانبه، نسانده في حياته الصعبة، ونحاول تخفيف معاناته بسبب ما كان يتعرض له من تنمر في المدرسة، وخلال الحرب، التي خلفت رعباً في داخله، وفزعاً لا يتوقف، مع صوت كل قذيفة على القطاع المحاصر".
ليس من الواضح ما هي الإصابة الرئيسية التي تسببت في وفاة محمد، أو ماذا حدث له بعد أن رأته عائلته آخر مرة، إذ أنه وبعد عودة شقيقه، قامت العائلة بدفن ابنها في زقاق صغير بين المنازل، لأنه كان من الخطير جدًا نقل الجثة إلى المشرحة أو المقبرة. ولم يكن هناك تشريح للجثة ولم تصدر شهادة وفاة لمحمد.
وتطالب العائلة بإجراء تحقيق في الحادثة، لكن مع استمرار القتال وسقوط الكثير من القتلى، من الصعب حصول ذلك في الوقت القريب. ورداً على طلب بي بي سي بالتعليق، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يتحقق من صحة التقرير".
لم يبقَ لنبيلة الآن سوى صورة ابنها الميت، وتقول: "هذا المشهد لن أنساه أبداً، أتخيّل الكلب وهو يقوم بنهش محمد ويمزق يده، والدماء تسيل من يده، إنه أمام عيني باستمرار، لا يفارقني لحظة واحدة، ولم نستطع إنقاذه لا منهم (الجنود) ولا من الكلب".
وكابدت عائلة بهار، مثلها مثل أي عائلة فلسطينية ترزح تحير نير الاحتلال والحرب في غزة، مرارة النزوح قرابة 15 مرة، وتعرض حي الشجاعية الذي تسكنه لقصف وتدمير كبيرين، وعادت إليه الحرب مرة أخرى في 27 يونيو (حزيران)، حينها انكمش عالم محمد البائس أكثر، واضطرت عائلته إلى جانب سكان آخرين في الشجاعية، شرق وسط مدينة غزة، لإخلاء منازلهم، تنفيذاً لأوامر الجيش الإسرائيلي.
تقول نبيلة: "قمنا بالإخلاء حوالي 15 مرة، كنا نذهب إلى مكان يسمى (جبريل)، ولاحقاً يقصف، ثم كنا نذهب إلى ساحة حيدر، ولكن بعد ذلك تقصف، فنضطر للنزوح إلى الرمال، ولكن بعد ذلك تقصف".
وتضيف "كنا تحت الحصار لمدة 7 أيام، كانت الدبابات والجنود يحيطون بالمنزل من كل مكان.. وكان محمد يجلس على أريكته.. ولا يحب الجلوس في أي مكان إلا هناك".
وتضيف والدته والحزني طغى على صوتها "كان يشعر بالذعر ويقول: أنا خائف، خائف، لم يفهم الكثير، بسبب التوحد، كان الأمر صعباً للغاية".
وفي 3 يوليو (تموز)، داهم الجيش الإسرائيلي منزل عائلة محمد في شارع نزاز.. عبر عشرات الجنود المدججين بالسلاح، ترافقهم كلاب شرسة. وتقول نبيلة: "حطموا كل شيء، حتى وصلوا إلى غرفة محمد، والكلاب ترافقهم".
لم تثن صرخة أم محمد الجنود عن فعلتهم الشنيعة، أطلقوا كلباً عليه، ينهش جسده. وتضيف، قلت لهم بصوت عال ارحموه إنه معاق، معاق، دون جدوى، ظل الكلب ينهش لحمه.
"خلص يا حبيبي"
وتشرح "هاجمه الكلب وعض صدره ثم يده. لم يتكلم محمد، بل تمتم فقط: (لا، لا، لا خلص يا حبيبي). عض الكلب ذراعه وسال الدم. أردت الوصول إليه لكني لم أستطع. لم يتمكن أحد من الوصول إليه، ولم يفعل الجندي الممسك بالكلب شيئاً، أرخى يده بكل بساطة، وأعطى كلبه الحرية المطلقة، في تمزيق جسد محمد".
بعد أن أنهى الكلب هجومه على محمد، نقله الجنود الجناة، إلى غرفة أخرى، يحاولون علاجه، بعد فوات الأوان، وتضيف والدته "محمد الذي كان يعتمد دائماً على عائلته للحصول على المساعدة، أصبح الآن في رعاية الجنود القتلة".
وتتابع "طلبنا رؤيته فقط، وحينها قالوا لنا اهدأوا ووجهوا أسلحتهم نحونا. وضعونا في غرفة مستقلة، ومحمد في غرفة أخرى، وقالوا، سنحضر طبيباً عسكرياً لعلاجه".
وبعد عدة ساعات، أُمرت العائلة تحت تهديد السلاح بالمغادرة، تاركين محمد وراءهم مع الجنود، كانت هناك مناشدات وصرخات. واعتقل الجيش اثنين من إخوته. ولم يتم إطلاق سراحهم بعد. ووجد باقي أفراد الأسرة مأوى في مبنى تعرض للقصف.
عادت أفراد عائلة بهار بعد أسبوع إلى منزلهم المدمر، فوجدوا جثة محمد ملقاة على الأرض، تسبح بدمائه، والضمادة على ذراعه.
وتقول العائلة: "كانوا يحاولون وقف النزيف. ثم تركوه بلا غرز أو رعاية. فقط هذه تدابير الإسعافات الأولية الأساسية. بالطبع، كما ترون، محمد كان ميتاً لفترة من الوقت بالفعل لأنه تم التخلي عنه".
وروت عائلة محمد بهار قصته لوسائل إعلام مختلفة، لتسليط الضوء على بشاعة الجريمة، واستهتار الجيش الإسرائيلي بأرواح المدنيين في غزة.
وتقول والدته لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: "كنا دائماً إلى جانبه، نسانده في حياته الصعبة، ونحاول تخفيف معاناته بسبب ما كان يتعرض له من تنمر في المدرسة، وخلال الحرب، التي خلفت رعباً في داخله، وفزعاً لا يتوقف، مع صوت كل قذيفة على القطاع المحاصر".
ليس من الواضح ما هي الإصابة الرئيسية التي تسببت في وفاة محمد، أو ماذا حدث له بعد أن رأته عائلته آخر مرة، إذ أنه وبعد عودة شقيقه، قامت العائلة بدفن ابنها في زقاق صغير بين المنازل، لأنه كان من الخطير جدًا نقل الجثة إلى المشرحة أو المقبرة. ولم يكن هناك تشريح للجثة ولم تصدر شهادة وفاة لمحمد.
وتطالب العائلة بإجراء تحقيق في الحادثة، لكن مع استمرار القتال وسقوط الكثير من القتلى، من الصعب حصول ذلك في الوقت القريب. ورداً على طلب بي بي سي بالتعليق، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يتحقق من صحة التقرير".
لم يبقَ لنبيلة الآن سوى صورة ابنها الميت، وتقول: "هذا المشهد لن أنساه أبداً، أتخيّل الكلب وهو يقوم بنهش محمد ويمزق يده، والدماء تسيل من يده، إنه أمام عيني باستمرار، لا يفارقني لحظة واحدة، ولم نستطع إنقاذه لا منهم (الجنود) ولا من الكلب".
وكابدت عائلة بهار، مثلها مثل أي عائلة فلسطينية ترزح تحير نير الاحتلال والحرب في غزة، مرارة النزوح قرابة 15 مرة، وتعرض حي الشجاعية الذي تسكنه لقصف وتدمير كبيرين، وعادت إليه الحرب مرة أخرى في 27 يونيو (حزيران)، حينها انكمش عالم محمد البائس أكثر، واضطرت عائلته إلى جانب سكان آخرين في الشجاعية، شرق وسط مدينة غزة، لإخلاء منازلهم، تنفيذاً لأوامر الجيش الإسرائيلي.
تقول نبيلة: "قمنا بالإخلاء حوالي 15 مرة، كنا نذهب إلى مكان يسمى (جبريل)، ولاحقاً يقصف، ثم كنا نذهب إلى ساحة حيدر، ولكن بعد ذلك تقصف، فنضطر للنزوح إلى الرمال، ولكن بعد ذلك تقصف".
وتضيف "كنا تحت الحصار لمدة 7 أيام، كانت الدبابات والجنود يحيطون بالمنزل من كل مكان.. وكان محمد يجلس على أريكته.. ولا يحب الجلوس في أي مكان إلا هناك".
وتضيف والدته والحزني طغى على صوتها "كان يشعر بالذعر ويقول: أنا خائف، خائف، لم يفهم الكثير، بسبب التوحد، كان الأمر صعباً للغاية".
وفي 3 يوليو (تموز)، داهم الجيش الإسرائيلي منزل عائلة محمد في شارع نزاز.. عبر عشرات الجنود المدججين بالسلاح، ترافقهم كلاب شرسة. وتقول نبيلة: "حطموا كل شيء، حتى وصلوا إلى غرفة محمد، والكلاب ترافقهم".
لم تثن صرخة أم محمد الجنود عن فعلتهم الشنيعة، أطلقوا كلباً عليه، ينهش جسده. وتضيف، قلت لهم بصوت عال ارحموه إنه معاق، معاق، دون جدوى، ظل الكلب ينهش لحمه.
"خلص يا حبيبي"
وتشرح "هاجمه الكلب وعض صدره ثم يده. لم يتكلم محمد، بل تمتم فقط: (لا، لا، لا خلص يا حبيبي). عض الكلب ذراعه وسال الدم. أردت الوصول إليه لكني لم أستطع. لم يتمكن أحد من الوصول إليه، ولم يفعل الجندي الممسك بالكلب شيئاً، أرخى يده بكل بساطة، وأعطى كلبه الحرية المطلقة، في تمزيق جسد محمد".
بعد أن أنهى الكلب هجومه على محمد، نقله الجنود الجناة، إلى غرفة أخرى، يحاولون علاجه، بعد فوات الأوان، وتضيف والدته "محمد الذي كان يعتمد دائماً على عائلته للحصول على المساعدة، أصبح الآن في رعاية الجنود القتلة".
وتتابع "طلبنا رؤيته فقط، وحينها قالوا لنا اهدأوا ووجهوا أسلحتهم نحونا. وضعونا في غرفة مستقلة، ومحمد في غرفة أخرى، وقالوا، سنحضر طبيباً عسكرياً لعلاجه".
وبعد عدة ساعات، أُمرت العائلة تحت تهديد السلاح بالمغادرة، تاركين محمد وراءهم مع الجنود، كانت هناك مناشدات وصرخات. واعتقل الجيش اثنين من إخوته. ولم يتم إطلاق سراحهم بعد. ووجد باقي أفراد الأسرة مأوى في مبنى تعرض للقصف.
عادت أفراد عائلة بهار بعد أسبوع إلى منزلهم المدمر، فوجدوا جثة محمد ملقاة على الأرض، تسبح بدمائه، والضمادة على ذراعه.
وتقول العائلة: "كانوا يحاولون وقف النزيف. ثم تركوه بلا غرز أو رعاية. فقط هذه تدابير الإسعافات الأولية الأساسية. بالطبع، كما ترون، محمد كان ميتاً لفترة من الوقت بالفعل لأنه تم التخلي عنه".