على وقع التصعيد العسكري الذي شهدته الحدود اللبنانية الإسرائيلية، استؤنفت، أمس الأحد، بالقاهرة محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
فبعد توجه الوفد الإسرائيلي إلى العاصمة المصرية من أجل بحث النقاط العالقة، وعلى رأسها محور فيلادلفيا ومعبر رفح، كشفت مصادر خاصة للعربية والحدث معلومات جديدة.
فقد أفادت بأن حركة حماس، التي توجه وفدها أمس الأول إلى القاهرة برئاسة خليل الحية، طالبت بضمانات وتعهدات لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه وعدم الإخلال به.
كما تعهدت حماس بأنه في حال تم التوصل إلى اتفاق ستحصر أعداد المحتجزين الإسرائيليين بشكل كامل، سواء الأحياء أو الأموات، وتقدم قائمة متكاملة للوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، لكنها طلبت مزيداً من الوقت. وأوضحت الحركة أن القصف الإسرائيلي عطل عملية حصر المحتجزين سابقاً.
في المقابل، طالب الوسطاء بتسلمهم قائمة تضم معلومات وافية عن المحتجزين المتبقين في غزة. إلى ذلك، طلبت القاهرة من الجانب الأمريكي أن تقدم إسرائيل ضمانات مكتوبة لتنفيذ بنود ما يتم الاتفاق عليه.
أما في ما يتعلق بالبنود والمسائل العالقة، فأوضحت المصادر أن وقف إطلاق النار بشكل كامل لا يزال محل خلاف حتى اللحظة.
كما كشفت أن الجانب الإسرائيلي لا يزال يتحفظ على بند وقف اغتيالات قادة الفصائل الفلسطينية. وأضافت أن إسرائيل وافقت بشكل مبدئي على تخفيف القيود عند عودة سكان شمال غزة إلى منازلهم.
هذا وأشارت المصادر المطلعة إلى أن الأسبوع الأول من سبتمبر سيشكل الموعد المبدئي لإعادة تأهيل معبر رفح تمهيداً لبدء تشغيله، علماً أن إسرائيل طالبت بمزيد من الوقت لتسلم ردها بهذا الشأن.
وأكدت أن إسرائيل لا تزال متمسكة بالبقاء في محور فلادلفيا حتى نهاية العام، مع خفض مؤقت لأعداد قواتها.
كما لفتت إلى أن المشاورات جارية حول إمكانية وُجود بعثات دولية تراقب آلية العمل عند معبر رفح، وتراقب دخول المساعدات.
كذلك، يرتقب أن يناقش الوسطاء احتمال إرساء هدنة مؤقتة تمتد 72 ساعة في غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن سابقاً أن قواته لن تنسحب من معبر رفح ومحور صلاح الدين، فضلاً على ممر نتساريم الذي يقسم شمال وجنوب غزة، ما أثار انتقادات ضده في الداخل الإسرائيلي واتهامه بعرقلة صفقة إطلاق سراح عشرات الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر.
كما أثارت تلك التصريحات انتقادات القاهرة، التي تتمسك بانسحاب إسرائيلي كلي من معبر رفح ومحور فيلادلفيا أو صلاح الدين.
وتضغط واشنطن فضلاً على الدوحة والقاهرة، التي تلعب دور الوسطاء في تلك المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، ما يؤدي إلى احتواء الصراع وتفادي حرب أشمل في المنطقة، ولا سيما بين إسرائيل من جهة وإيران وفصائلها المسلحة من جهة ثانية.
وقد أعلنت مصادر طبية، أمس الأحد، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 40405 شهداء، و93468 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأوضحت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 71 شهيداً و112 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الركام، وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.