أفرجت محكمة مكافحة الإرهاب في باكستان، الاثنين، بكفالة عن نواب من حزب رئيس الوزراء السابق عمران خان، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وأوقف 30 شخصا على الأقل من حزب عمران خان "حركة إنصاف الباكستانية"، بينهم النواب العشرة، الثلاثاء، بعد يومين من قيادتهم تظاهرة كبيرة في العاصمة إسلام آباد.
خان، نجم الكريكيت السابق (71 عاما)، مسجون منذ أكثر من عام بعد الإطاحة به في عام 2022 في أعقاب خلاف مع قادة الجيش الباكستاني الذين يقررون في الغالب من سيحكم الدولة البالغ عدد سكانها 241 مليون نسمة.
وذكرت الشرطة في وقت سابق أنها شنت حملة المداهمات غداة وقوع اشتباكات بين أنصار الحزب والشرطة أثناء تجمعهم على مشارف المدينة، للمطالبة بالإفراج عن خان، مما أسفر عن إصابة مسؤول كبير بالشرطة.
وصرح وزير الإعلام عطاء الله تارار بأن أحد قادة حركة إنصاف هدد بتحرير خان من السجن بالقوة وحرّض أنصاره على ارتكاب أعمال عنف.
وسمحت محكمة مكافحة الإرهاب بالإفراج عن نواب حزب خان مقابل كفالة مقدارها 30 ألف روبية (100 دولار).
يتعرّض حزب حركة إنصاف الباكستانية لحملة أمنية منذ سُجن خان في آب/أغسطس العام الماضي على خلفية سلسلة من الاتهامات التي يقول إنها مدفوعة سياسيا ومصممة لإبعاده عن السلطة.
وتم توجيه اتهامات إلى النواب العشرة الذين أوقف بعضهم في مكاتبهم في الجمعية العامة بناء على قانون جديد مرتبط بالتظاهر وقانون مكافحة الإرهاب.
واتُّهموا بانتهاك "قانون التجمّع السلمي والأمن العام" الذي تم تمريره قبل أيام على تنظيم التظاهرة، في خطوة ترى مجموعات حقوقية أنها محاولة للحد من حرية التعبير والتجمّع السلمي.
ويدور خلاف بين حركة إنصاف والجيش منذ أطيح خان قبل عامين. وتأزّم الوضع أكثر بعد توقيف نجم الكريكت السابق أول مرة بتهم الفساد في أيار/مايو 2023.
ونظّم أنصاره احتجاجات استمرت على مدى أيام وتخللها العنف أحيانا وهاجموا منشآت عسكرية، ما دفع السلطات وعلى رأسها الجيش إلى تنفيذ حملة أمنية واسعة على حركة إنصاف الباكستانية.
لكن الحملة فشلت في التأثير على شعبية خان وفاز المرشّحون المدعومون من رئيس الوزراء السابق بمعظم المقاعد في انتخابات العام 2024، في ظل اتهامات واسعة بالتزوير.
وبينما وصل خان إلى السلطة عام 2018 بفضل دعم الجيش، بحسب محللين، أُطيح عام 2022 بعدما تحدّثت تقارير عن خلافه مع الجنرالات.
وخلصت لجنة خبراء في الأمم المتحدة هذا الشهر إلى عدم وجود أي "أساس قانوني (لاعتقاله) الذي يبدو أن هدفه كان حرمانه من الترشّح لأي منصب سياسي". وألغت المحاكم إدانات عدة صدرت بحقه.
وتم توقيف عدد من أعضاء فريق حركة إنصاف الباكستانية المعني بالإعلام وإدارة حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي الشهر الماضي بتهم بث "دعاية معادية للدولة".