بينما كررت بلاده تمسكها بالهدنة المؤقتة على الرغم من رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، وقف الغارات في لبنان، علّق وزير الدفاع الأميركي.
فقد أكد أوستن أن هناك خطر اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، لكنه رغم ذلك أضاف أن الحل الدبلوماسي لا يزال قائما.
وتابع بعد اجتماع مع نظيريه البريطاني والأسترالي في لندن، أن العالم يواجه الآن خطر اندلاع حرب شاملة، لافتا إلى أنها قد تكون مدمرة لكل من إسرائيل ولبنان.
مع هذا رأى أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا بين إسرائيل ولبنان.
وعند سؤاله عن الخطوط الحمراء بالنسبة لدعم إسرائيل أجاب لويد أوستن، أن أميركا لن تغير التزامها بمساعدة إسرائيل في حماية نفسها وأراضيها ذات السيادة، وفق زعمه.
كما تابع أن أميركا باقية على استعداد لحماية القوات والأفراد الأميركيين في أنحاء الشرق الأوسط.
جاء هذا بينما كررت أميركا تمسكها بالهدنة المؤقتة، إذ قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لشبكة إم.إس.إن.بي.سي التلفزيونية، اليوم الخميس، إن دول العالم بما في ذلك كبرى الدول العربية ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي ترغب في وقف الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله على الحدود.
وردا على سؤال حول رفض إسرائيل مقترح وقف النار قدمته فرنسا والذي دعمه الولايات المتحدة، كرر بلينكن الموقف عينه، قائلا إن العالم برمته "يتحدث بوضوح نيابة عن جميع الدول الرئيسية في أوروبا والمنطقة بشأن الحاجة إلى وقف إطلاق النار".
كما أضاف أنه سيجتمع مع مسؤولين إسرائيليين في نيويورك خلال الساعات المقبلة لمناقشة تلك المسألة.
وكان مكتب نتنياهو أكد في وقت سابق اليوم أنه متمسك مواصلة القتال في شمال إسرائيل بقوة، نافياً كل التقارير التي تحدثت عن إصداره أوامر بالتهدئة ووقف الغارت على الجنوب اللبناني.
أتى هذا الموقف بالتزامن، مع رفض وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس مقترحات وقف إطلاق النار. مؤكدا أن "القتال ضد حزب الله سيتواصل حتى العودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم".
كذلك شدد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش، على عدم مهادنة حزب الله، داعيا إلى سحقه، وعدم إعطائه المجال لإعادة بناء قواه.
وارتفعت هذه الأصوات المعترضة بعدما دعت فرنسا والولايات المتحدة أمس الأربعاء إثر مداولات دبلوماسية مكثفة في الأمم المتحدة، إلى وقف إطلاق نار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله لتفادي خروج الوضع عن السيطرة، في نداء انضمت إليه دول عربية وأوروبية.
أتى ذلك بينما أعلنت إسرائيل اليوم الخميس أنها حصلت على حزمة مساعدات بقيمة 8.7 مليار دولار من الولايات المتحدة لدعم جهودها الحربية الحالية.
وتشمل الحزمة 3.5 مليار دولار مخصصة لمشتريات أساسية تتعلق بالمجهود الحربي و5.2 مليار دولار مخصصة لأنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ ونظام ليزر متطور.
1250 ضحية
يذكر أنه منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، انخرط حزب الله في مواجهات ضد الجيش الإسرائيلي، إلا أن الصراع اتخذ منحى أكثر خطورة الأسبوع الماضي، بعد أن فجرت إسرائيل آلاف أجهزة البيجر والووكي توكي التي يستخدمها عناصر الحزب، ما خلف عشرات القتلى ونحو 3000 جريح.
كما استتبعت عملية التفجير هذه غير المسبوقة، بغارات طالت قيادات لحزب الله في مناطق متفرقة بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وأدى التصعيد الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 70 ألف لبناني منذ يوم الاثنين الماضي فقط، بينما قتل المئات من المدنيين أيضا.
أما عدد الضحايا اللبنانيين الذين سقطوا منذ أكتوبر الماضي فبلغ 1250، ما يقارب نصفهم خلال الأيام المنصرمة فقط.