بعد الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أن اللحظة حرجة في الشرق الأوسط والعالم، داعياً إلى هدنة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بعدما تجاهلت إسرائيل مقترحا لوقف إطلاق النار صاغته الولايات المتحدة وفرنسا.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في ختام أسبوع من اللقاءات الدبلوماسية في الأمم المتحدة، إن "أهم شيء يجب القيام به من خلال الدبلوماسية هو محاولة وقف إطلاق النار في كلا الاتجاهين أولا، ثم استخدام الوقت الذي تتيحه لنا مثل هذه الهدنة للبحث في إمكان التوصل إلى اتفاق دبلوماسي أوسع".
وتابع "قد يبدو المسار الدبلوماسي صعبا في هذه اللحظة، لكنه موجود، وهو في تقديرنا ضروري. سنواصل العمل بشكل مكثف".
كما قال إن واشنطن ستتخذ "كل الإجراءات" اللازمة إذا تعرضت مصالحها للهجوم وسط تصاعد العنف في الشرق الأوسط.
وتابع "ستتخذ الولايات المتحدة كل الإجراءات ضد أي طرف يستغل الوضع لاستهداف الطواقم الأميركية والمصالح الأميركية في المنطقة".
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه ينبغي تجنب نشوب حرب شاملة في لبنان.
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه الجمعة من أن "موجة الصدمة" التي أحدثتها الحرب في غزة تهدد الشرق الأوسط برمته بـ"السقوط في الهاوية"، معربا عن دعمه لمقترح الهدنة الفرنسي-الأميركي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وقال أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في غزة، إن "موجة الصدمة الناجمة عن الموت والدمار غير المسبوقين في غزة تهدد الآن بدفع المنطقة بأكملها إلى السقوط في الهاوية: انفجار واسع النطاق له عواقب لا يمكن تصورها".
كما أشار إلى أن "الحرب في لبنان يمكن أن تؤدي إلى تصعيد جديد يشمل قوى خارجية"، لافتا إلى الضربة التي استهدفت بحسب إسرائيل المقر المركزي لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة.
وقال في هذا السياق "أؤيد تماما اقتراح وقف إطلاق النار الموقت الذي من شأنه أن يتيح توصيل المساعدات الإنسانية ويمهد الطريق لاستئناف مفاوضات جادة من أجل سلام مستدام".
كما شدد أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن قائلا "نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن. لا يمكننا السماح بمفاوضات لا نهاية لها كما هو الحال بشأن غزة. علينا أن نمنع نشوب حرب إقليمية بأي ثمن"، مضيفا "غزة هي مركز العنف وغزة هي المفتاح لوضع حد له".
والأربعاء دعت الولايات المتحدة، وفرنسا، بالإضافة إلى العديد من الدول الأوروبية والعربية، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله من أجل تجنب خروج الوضع عن السيطرة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بدد الآمال في إبرام هدنة عندما أعلن الجمعة في الأمم المتحدة أن العمليات الإسرائيلية في لبنان ستستمر "حتى تحقيق جميع أهدافنا".