احتجت الحكومة التركية على نظيرتها الألمانية الاربعاء لدعوتها أحد الكتاب الصحفيين المعارضين لحضور حفل بمناسبة العام الجديد لإلقاء خطاب حول وضع حرية الصحافة والتعبير عن الرأي في تركيا.
وأدت دعوة وزير العدل الألماني هيكو ماس رئيس تحرير جريدة جمهوريت التركية السابق جان دوندار إلى حفل رسمي بمناسبة السنة الميلادية الجديدة إلى توتر في العلاقات التركية الألمانية، وذلك قبيل الزيارة التي من المرتقب أن تقوم بها المشتشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تركيا الأسبوع المقبل.
وبحسب خبر نشره القسم التركي لموقع “دويتشه فيلله”، الألماني فإنه من المنتظر أن يلقي الكاتب الصحفي الشهير جان دوندار في الحفل الذي سيقام اليوم الأربعاء خطابًا حول انتهاكات حقوق الإنسان والقمع الممنهج الممارس على وسائل الإعلام في تركيا، الأمر الذي أثار غضب الحكومة التركية التي أعربت عن استيائها من هذه الخطوة بالطرق الدبلوماسية أيضًا.
فقد استدعت وزارة الخارجية التركية صباح اليوم الأربعاء القائم بالأعمال في السفارة الألمانية لدى أنقرة إلى مقرها للتعبير عن رد فعلها على دعوة دوندار للحفل المذكور.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن الصحفي المخضرم جان دوندار عدواً له بعد أن نشر تسجيلات مصورة تكشف عن حمل شاحنات المخابرات التركية السلاح إلى تنظيم داعش في سوريا، معتبراً إياه كشفاً عن “أسرار الدولة”، ومهددًا إياه بأنه لن يتركه وشأنه.
وبعد هذه التصريحات أصدرت النيابة العامة قراراً باعتقال دوندار، إلا أن المحكمة الدستورية أكدت في قرار لها أن ما فعله دوندار يقع ضمن العمل الصحفي ولا يعد جريمة، لتضطر المحكمة أخيراً إلى اتخاذ قرار بالإفراج عنه.
وهذا القرار أثار غضب أردوغان إلى حد بعيد بحيث قال “إنني لا أعترف بقرارات المحكمة الدستورية ولا ألتزم بها”، التصريحات التي اعتبرتها الأوساط الحقوقية والديمقراطية انتهاكاً صارخاً من أعلى مسؤول في الدولة لدستور وقانون البلاد.