سبع ولايات حتى النهاية
وإن كان كل من المرشحين يبدي ثقته في النصر، فالواقع أن المنافسة شديدة ونوايا الأصوات متقاربة إلى حد أن بضع عشرات آلاف الأصوات قد تكفي لحسم نتيجة الانتخابات.
كما يتفاقم التوتر خصوصا بسبب دونالد ترامب الذي بدأ يشكك في نزاهة عمليات التصويت. وقال فريق حملة كامالا هاريس الاثنين إنه يتوقع أن يعلن الجمهوري نفسه الفائز قبل إعلان النتيجة، وفق كلامه.
كذلك اعتبر المتحدث باسم المرشحة الديموقراطية إيان سامز أن ذلك 'علامة ضعف وخوف من الخسارة'، مضيفا 'لن ينجح الأمر'.
يأتي هذا بينما يتركز فارق الأصوات في سبع ولايات أساسية يجوبها المرشحان بلا توقف منذ أشهر وينفقون فيها مئات ملايين الدولارات.
أما الجائزة الكبرى بين هذه الولايات السبع تبقى 'بنسلفانيا' التي تقدم أكبر عدد من كبار الناخبين. فالولايات المتحدة تعتمد نظام اقتراع عام غير مباشر يتوج المرشح الذي يتخطى عتبة 271 من أصوات كبار الناخبين، أي غالبية المجمع الناخب الذي يضم 538 من كبار الناخبين.
ومن المنطقي بالتالي أن تلقي هاريس وترامب بقواهما الأخيرة الإثنين في هذه الولاية، في ختام حملة شديدة التوتر تبعث الكثير من المخاوف والقلق.
إلى ذلك، تعتزم المدعية العامة السابقة والسناتورة السابقة عن كاليفورنيا المولودة من أب جامايكي وأم هندية، زيارة مدينة سكرانتون، مسقط رأس بايدن، ثم بيتسبرغ وفيلادلفيا، أكبر مدن بنسيلفانيا في هذه الجولة الأخيرة.
أيضاً ستحظى في هذه المحطة الأخيرة بدعم أوبرا وينفري ولايدي غاغا وريكي مارتن، بعدما أيدتها مجموعة من المشاهير مثل بيونسيه وبروس سبيرنغستين وجينيفر لوبيز ونجم كرة السلة ليبرون جيمس.
من جانبه، قال دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية 'غدا، الوطنيون الكادحون مثلكم هم الذين سينقذون بلادنا'.
ويتوجه المرشح الجمهوري الاثنين إلى ريدينغ وبيتسبرغ في بنسيلفانيا، قبل أن يختتم يومه الماراتوني في غراند رابيدز في ميشيغن.
ولا شك أن رجل الأعمال الثري سيواصل في كل من محطاته وصف بلاد متهالكة تواجه اجتياح ملايين المهاجرين غير الشرعيين المجرمين وتعاني إفلاسا اقتصاديا وأخلاقيا فيما ينخرها على حد تعبيره 'أعداء الداخل'.
كذلك شدد الرئيس السابق خطابه مؤخرا موجها الشتائم والعبارات المهينة إلى منافسته، فيما نعتته هاريس بـ'الفاشي' معتبرة أن ما يحركه هو رغبة الانتقام والتعطش إلى 'سلطة بلا حدود'.
يشار إلى أن حوالي 80 مليون ناخب من أصل 244 مليونا كانوا صوتوا بشكل مبكر، من بينهم هاريس نفسها.
أما خصمها، فسوف يدلي بصوته الثلاثاء قرب مقر إقامته في فلوريدا.
ولا يقتصر الترقب على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات قلقة كذلك حول ما سيأتي بعدها، إذ باشر ترامب منذ الآن التشكيك في نزاهة الاقتراع، وهو الذي لم يعترف حتى الآن بهزيمته في انتخابات 2020 وشحن أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني/يناير2021 لمنع الكونغرس من المصادقة على فوز بايدن.
ولهذا، باشر المعسكران منذ الآن تقديم عشرات الطعون والشكاوى إلى القضاء، فيما يخشى ثلث الأميركيين أعمال عنف بعد الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
كما عمدت ولايتان على الأقل هما واشنطن ونيفادا إلى تعبئة احتياطي الحرس الوطني كإجراء احترازي.
بينما تتواصل المواجهة المحمومة والمفتوحة على كل الاحتمالات بين كامالا هاريس ودونالد ترامب في الساعات الأخيرة المتبقية من الحملة الانتخابية، يزور كل من المرشحين الإثنين بنسيلفانيا سعيا للفوز بإحدى أهم الولايات المتأرجحة التي قد تمسك بمفاتيح البيت الأبيض.
وتشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية هذه السنة منافسة محتدمة بين شخصيتين متعارضتين على كل المستويات، تفصل بينهما حوالي عشرين عاما من العمر.
فمن الجانب الديمقراطي، هُناك نائبة الرئيس التي حلت مرشحة عن الحزب محل الرئيس جو بايدن في وقت متأخر من الحملة في تموز/يوليو على خلفية مخاوف بشأن سنه.
وقد تصبح كامالا هاريس البالغة من العمر 60 عاما الثلاثاء، أول امرأة على رأس أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم.
في المقابل، هناك الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب 78 عاما، الذي قلب الطاولة وخاض السباق مجددا بعدما خرج من البيت الأبيض في 2021 في ختام ولاية غرقت نهايتها في فوضى عارمة ونجا خلالها من آليتي إقالة في الكونغرس وصدر بحقه بعدها حكم قضائي.
وإلى التقلبات والتطورات المفاجئة التي شهدتها الحملة وفي طليعتها تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، تميز السباق هذه السنة بكل أنواع المزايدات في بلد يشهد شرخا عميقا.