حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على إطلاق برنامج لفحوصات ما قبل الزواج كجزء لا يتجزأ من استراتيجيتها لتعزيز الصحة العامة وتقليل معدلات الأمراض الوراثية بين الأجيال الجديدة، وذلك لتنفيذ أهداف البرنامج الموضوع من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع لفحص الأزواج المقبلين على الزواج والكشف عن الأمراض الوراثية المتوقع تنقلها إلى الأطفال مثل انتقال مرض الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي وبعض اضطرابات التمثيل الغذائي.

فحوصات ما قبل الزواج بالإمارات

قد أقرت دولة الإمارات العربية المتحدة بإلزام برنامج الفحص قبل الزواج، لضمان خضوع كل من الزوجين إلى سلسلة من الفحوصات الطبية التي تساعد في تحديد أي من المخاطر الصحية المستقبلية أو الوراثية التي قد تؤثر على صحة الزوجين أو صحة أطفالهما في المستقبل.

ويلعب برنامج الفحص قبل الزواج دور حيوي في تعزيز الوعي بين مواطني الإمارات حول الأمراض الوراثية التي قد تشكل خطر على أطفالهم ومدى أهمية وتأثير الفحص المبكر، حيث تتيح تلك الفحوصات للأزواج الإطلاع والتعرف على أي من المخاطر المحتمل حدوثها، بالتالي القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة تخص الأزواج والخيارات الصحية المتاحة.

وقد أظهرت الدراسات انخفاض كبير وملحوظ في نسبة الأمراض الوراثية لدى المواليد الجدد فور تطبيق برنامج الفحوصات قبل الزواج نتيجة لهذه الجهود الوقائية، مما يُعزز من أهداف واستراتيجيات الدولة المستقبلية بهدف بناء مجتمع صحي ومستدام، كما يعمل برنامج الفحص قبل الزواج على تقديم المشورة الطبية والنفسية للأزواج لتوجيههم نحو الخيارات العلاجية أو الوراثية مثل الخضوع إلى التلقيح الاصطناعي عند الحمل أو التشخيص الجيني قبل الحمل، وذلك في حالة أي من المخاطر العالية.

بجانب العمل على تحقيق أهداف الصحة العامة، حيث يدعم البرنامج توجهات الإمارات نحو تقليل الأعباء المالية التي تتخلف عن علاج الأمراض الوراثية، مما ينعكس بشكل إيجابي على النظام الصحي في الإمارات.

أثبتت الفحوصات السابقة للزواج نجاحها الكبير كنموذج توعوي ووقائي في الحد من الأمراض الوراثية بين الأجيال الجديدة، لتصبح من الخطوات الأساسية لضمان تعزيز جودة الحياة بالأجيال المستقبلية والحالية.