وجه الملياردير الشهير بيل جيتس انتقادا لاذعا للتطور التكنولوجي الذي وصلت إليه الهواتف الذكية هذه الأيام، واصفا إياها بـ"لص الطفولة، وعدو النجاح الأول".

ونقلت قناة "CNBC" تصريحات لجيتس أعرب فيها عن حزنه البالغ بسبب وقوع الأطفال تحت قيود الهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يفقدهم الشعور بالحرية والقدرة على إدارة الوقت.

وأضاف جيتس أنه يود لو تحصل جميع الأطفال على نفس القدر من الحرية، التي حظى به هو في صغره، مما مكنه من صنع النجاح والتحول الفائق الذي حققه.

وأشار إلى الخلفية التي عكست هذا النجاح هي: اللعب، والتفكير، وقراءة الكتب.

مفارقات صادمة بصناعة التكنولوجيا

وعبر جيتس دهشته للفارق الكبير بين الطفولة قديمًا وحديثا، وبين الأجيال الناشئة بصورة سليمة، وحاز على فترات طفولة حقيقية، قائمة على اللعب وممارسة الأنشطة المختلفة والقراءة والتثقيف، وكيف أدى ذلك لبناء أجيال واعية من الشباب، وتلك التي جاءت بعد انتشار الهواتف الذكية، التي دمرت كل شيء، وتسببت في ظهور جيل كامل يعاني من المشكلات النفسية، بالإضافة إلى العقول الفارغة.

استنزاف الوقت

وكشفت العديد من مراكز أبحاث الطفولة عن تعرض الطفل لكثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية، نتيجة قضاء أوقات طويلة على الهواتف، كما أنها تسبب خللا فكريا ومجتمعيا بسبب اضطرابات العلاقات الاجتماعية والتعامل من خلال شاشة الهاتف فقط.

وأشار إلى بعض التقارير التي اكدت قدرة التطبيقات والألعاب على استنزاف طاقة الطفل، بالإضافة إلى سرقة وقته وتشتيت العقل، مما يسبب الخلل الدراسي وعدم القدرة على التحصيل، وضعف التركيز العام للطفل فضلاً عن إحتمالية الإصابة، بأمراض الاكتئاب المزمن الذي قد يؤدي بالطفل في بعض الأحيان إلى الانتحار أو إيذاء النفس والاخرين.