جدد الرئيس الإيراني، حسن روحاني اليوم السبت، تأكيد الأهمية التي توليها بلاده لتطوير علاقاتها مع الدول الأوروبية، خاصة على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والمصرفية.
وقال روحاني في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين، في طهران: إن "الظروف باتت مهيأة بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي لا سيما السويد، بعد تنفيذ الاتفاق النووي، لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والمصرفية".
وأضاف: إن "العلاقات مع السويد مهمة بالنسبة لنا"، واصفاً الزيارة التي يجريها رئيس وزراء السويد إلى طهران، برفقة وفد رفيع المستوى، بأنها "تؤكد الإرادة الجادة للبلدين في تطوير العلاقات والمشاورات الثنائية لتقليص حدة التوتر في المنطقة والسلام والاستقرار الدولي".
وأشار روحاني إلى أنه بحث مع لوفين عدداً من الموضوعات الثنائية، والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، مضيفاً: إن "موضوع الهدنة في سوريا كان مهماً بالنسبة للبلدين، إضافة إلى مفاوضات المعارضة مع الحكومة السورية لإحلال الاستقرار والأمن ومكافحة التنظيمات الإرهابية".
من جانبه قال لوفين: "لقد جئنا إلى إيران مع وفد كبير من رجال الأعمال والمسؤولين السويديين؛ ما يشير إلى أهمية العلاقات مع طهران".
وأضاف أنه بحث مع الرئيس الإيراني القضايا الإقليمية ومسائل حقوق الإنسان والوضع في سوريا، مضيفاً أن الطرفين بحثا التجارة وتوطيد العلاقات بين الشركات الإيرانية والسويدية.
ووقعت إيران والسويد على هامش الزيارة خمس مذكرات للتعاون الثنائي في مجالات التقنيات الحديثة، والتعليم العالي والأبحاث، وشؤون الطرق، والاتصالات وتقنية المعلومات، وشؤون المرأة والأسرة.
وكان رئيس الوزراء السويدي وصل إلى طهران أمس الجمعة؛ في زيارة إلى إيران تلبية لدعوة رسمية؛ لبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وأهم القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
يأتي ذلك في ظل توتر كبير في العلاقة بين طهران وواشنطن، بدأ منذ تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، الذي شدد في أكثر من مرة على ضرورة الحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط.
ومؤخراً أطلق ترامب تحذيراً بإعطاء إيران مهلة للتوقف عن أنشطتها الصاروخية، وهو ما يمثل خروجاً عن سياسة الرئيس السابق، باراك أوباما، الذي كان يركز على ضرورة تطبيق بنود الاتفاق النووي.
وكان الاتفاق النووي الذي وقعته واشنطن والدول الكبرى مع إيران عام 2015 نجح بالفعل في الحد من تطلعات إيران النووية، إلا أنه وفي الوقت نفسه فإن طهران طورت من قدراتها الصاروخية، وأصبح لديها قدرة على ضرب قواعد أمريكا في الدول الحليفة.
وأمس الجمعة، حذَّر الرئيس الأمريكي، الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بعدما نقلت وسائل إعلام عن روحاني قوله: إن "أي شخص يهدد الإيرانيين سيندم".
وخلال ظهور سريع في غرفة الصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، سُئل ترامب عن تصريحات روحاني خلال حشد بطهران في أثناء الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية، وقال: "احترس أفضل لك".
وتفرض إيران اليوم هيمنتها ونفوذها على القوس الممتد من طهران حتى البحر الأبيض المتوسط، ومن حدود حلف شمال الأطلسي إلى حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأيضاً على امتداد الطرف الجنوبي من شبه جزيرة العرب؛ فلدى إيران اليوم الآلاف من أعضاء المليشيات المتحالفة معها، والجيوش التي تقاتل وكالة عنها في الخطوط الأمامية في سوريا والعراق واليمن، التي تملك عربات مدرعة ودبابات وأسلحة ثقيلة، فضلاً عن آلاف من أعضاء الحرس الثوري الإيراني الذين يشاركون في تلك المعارك؛ ممّا أكسبهم خبرة كبيرة.