نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين مطلعين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قولهم، إن مقترح تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة "إرهابية" بات "في طي النسيان"، بفعل تحذيرات مسؤولين في الجيش والمخابرات من أن الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية.

وقال أحد المسؤولين، الذي طلب عدم نشر اسمه للوكالة، السبت: "إذا فعلنا ذلك فلا سبيل آخر للتصعيد، وستضيع أي إمكانية للتحدث مع الإيرانيين عن أي شيء".

وسبق أن أثار مسؤولون من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ووكالات المخابرات الأمريكية والأجنبية، اعتراضات على إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.

وستكون مثل هذه الخطوة هي المرة الأولى التي يستخدم فيها قانون المنظمات الإرهابية الأجنبية لعام 1996، الذي طبق على جماعات متشددة مثل تنظيمي القاعدة و"داعش"، ضد مؤسسة بأكملها في حكومة أجنبية، وهو ما قد يجعلها تخضع لمجموعة واسعة من العقوبات الأمريكية.

واعتبر مسؤولون عسكريون، وآخرون طلبوا عدم نشر أسمائهم، في حديث لـ "رويترز"، أن ذلك "سيعقد على الأرجح قتال الولايات المتحدة لتنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وهناك جماعات شيعية مدعومة من إيران، وتتلقى المشورة من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني، تحارب الجماعات السنية المتشددة".

وقال أحد المسؤولين: إن ذلك قد "يشجع القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا على تقليص العمل ضد داعش، وربما القيام برعاية أعمال ضد القوات المدعومة من الولايات المتحدة، أو القوات الأمريكية نفسها في العراق".

كما عبر أحد المسؤولين عن خشيته من أن إدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية، قد يعزز أيضاً تأجيج صراعات بالوكالة في مناطق أخرى تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة إن إيران تغذيها مثل الصراع في اليمن.

وأوضح قائلاً: "قد تأتي الخطوة بنتائج عكسية في السياسة الداخلية الإيرانية، الإيرانيون مصدر رئيسي للمشكلات، لكن مثل هذه التحركات ستساعد المتشددين فحسب في إيران، وتقوض القادة الأكثر اعتدالاً مثل الرئيس الإيراني حسن روحاني".

وأوضح مسؤول آخر أن إضافة الحرس الثوري الإيراني لقائمة المنظمات الإرهابية، سيؤدي إلى خلاف مع حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، الذين يحاولون منذ إبرام الاتفاق النووي في 2015 إعادة بناء علاقاتهم التجارية مع إيران، وهو ما يعني في كثير من الأحيان التواصل مع الحرس الثوري الإيراني، والشركات التي يسيطر عليها.

وقال مصدر أمني أوروبي لـ "رويترز"، طلب عدم نشر اسمه، إن نظراءه الأمريكيين أبلغوه بأن "الأمر مؤجل".

ومن شأن عدم تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، أن يؤدي إلى خيبة أمل الباحثين عن رد قوي على تجربة إطلاق إيران لصاروخ باليستي مطلع الشهر الجاري، وكان الإجراء قد لقي بعض التأييد لدى المشرعين الأمريكيين.

وحذرت الإدارة الأمريكية الجديدة طهران، وفرضت سلسلة من العقوبات الجديدة على أشخاص وشركات إيرانية، وقال البيت الأبيض حينها إن هذه "خطوة أولية".