حذيفة إبراهيم

بعد 8 أعوام من خطاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لا يزال هاجس مكافحة الإرهاب والتطرف هو الأول بالنسبة للرئيسين الأمريكيين المتعاقبين، رغم تغير العدو من القاعدة حينها، إلى تنظيم داعش حالياً.

خطاب أوباما الأول جاء كمقدمة لما عرف بعد ذلك بـ"عقيدة أوباما" القائمة على عدم التدخل المباشر، بينما بشر خطاب ترامب بعقيدة جديدة مختلفة، قائمة على "فصل جديد من العظمة الأمريكية يبدأ".

ترامب أكد في خطابه الأول أمام الكونغرس الأربعاء مواصلة الحروب وزيادة الإنفاق العسكري لمحاربة الإرهاب، عبر التحالف مع الدول الإسلامية للقضاء على تنظيم داعش، في حين تعهد أوباما في خطابه الأول أمام الكونغرس بتاريخ 25 من فبراير 2009 بأن يسرع في محاكمة الإرهابيين الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة.

ترامب وأوباما، اشتركا في عدم ذكر العراق إلا "مرور الكرام" مع تعهدهما بمراجعة السياسة الحالية في هذا البلد، إلا أن ترامب أضاف عليها "إيران".

ترامب وأوباما، تعهدا في خطابهما الأول أمام الكونغرس بإنشاء تحالفات جديدة، وبتوسيع الجهود الدبلوماسية في العالم، سواء في آسيا أو أوروبا أو غيرها من قارات العالم، إلا أن ترامب كان أكثر صراحة في الحديث عن الالتزامات المالية وتقاسمها، سواء من حلف شمال الأطلسي، أو حتى من الحلفاء الجدد.

ترامب كما باقي سابقيه الجمهوريين، عزز صلاحيات القوات العسكرية، وزاد من الإنفاق العسكري الأمريكي، في حين أن أوباما في خطابه الأول أكد أن الجهود الدبلوماسية تأتي أولاً.

وفي الشأن الأمريكي، برع الرئيس الحالي دونالد ترامب في خطبته الأولى أمام الكونغرس في الحديث عن أمريكا، بعد أن اتخذها بشعار "أمريكا أولاً" في حملاته، في حين لم يتحدث أوباما إلا عن بعض الخطط الفقيرة، وكيف أن الركود الاقتصادي – في حينها – أفقد مئات الآلاف من الأمريكيين وظائفهم.

وتميز ترامب بالحديث عن تمثيله للولايات المتحدة الأمريكية فقط، وليس العالم جميعاً، في حين بقي على خطى أسلافه بإشادته بزعامة أمريكا التي تقوم على مصالح مع الدول الأخرى.

خطبة ترامب كانت أطول من خطبه سلفه أوباما، حيث استمر لمدة ساعة كاملة، ناقض فيها بعض تصريحاته إبان حملته الانتخابية، وطمأن الاتحاد الأوروبي، وقرر دعم حلف شمال الاطلسي.

كما لاحظ المراقبون أن خطب ترامب تجاه المؤسسات الأممية كالأمم المتحدة، واللاجئين وغيرها، تغيرت في خطابه الأول أمام الكونغرس مقابل ما كان يصرح به في حملته الانتخابية.

وتحدث ترامب هذه المرة عن إصلاحات ضريبية كسلفه أوباما إلا أن ترامب تعهد بخفض الضرائب، بدلاً من مراجعتها فقط.

وبين الخطابين تبدو أمريكا، الدولة الأقوى في العالم، بين عقيدتين مختلفتين.