قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه لم ير "شيئا ملموسا" بعد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بتعهده بدحر تنظيم "داعش" ووصف القوات الأمريكية الموجودة في سوريا بأنها "قوات غازية" لأنها دخلت دون إذن.

وقال الأسد في مقابلة مع قناة فينيكس التلفزيونية الصينية إنه "نظريا" لا يزال يرى مجالا للتعاون مع ترامب "لكن عمليا" لم يحدث شيء بهذا الصدد بعد.

وأضاف أن تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإعطاء الأولوية لدحر تنظيم الدولة الإسلامية كان "مقاربة واعدة" لكن "لم نر شيئا ملموسا بعد فيما يتعلق بهذا الخطاب."

ووصف الأسد الحملة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة ضد "داعش" في سوريا بأنها "هجمات وغارات عسكرية" تقتصر على مناطق صغيرة وقال "نأمل في أن تقوم هذه الإدارة الأمريكية بتنفيذ ما سمعناه." وسئل الأسد عن نشر قوات أمريكية قرب مدينة منبج بشمال البلاد فقال "أي قوات أجنبية تدخل سوريا دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية. "ولا نعتقد أن هذا سيكون مفيدا".

وتهاجم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا منذ أكثر من عامين. وتدعم حاليا حملة لمقاتلين سوريين متحالفين معها لتطويق مدينة الرقة معقل التنظيم المتشدد في سوريا وانتزاع السيطرة عليها.

وأشار الأسد إلى أن الجيش السوري المدعوم من روسيا اقترب من الرقة قائلا "لقد بتنا قريبين جدا من الرقة الآن... بالأمس وصلت قواتنا إلى نهر الفرات القريب جدا من مدينة الرقة.. والرقة هي معقل داعش اليوم وبالتالي فإنها ستكون أولوية بالنسبة لنا"، لكنه أوضح أن القوات السورية قد تشن هجوما موازيا صوب دير الزور في الشرق قرب الحدود العراقية. ومحافظة دير الزور بالكامل تقريبا تحت سيطرة الدولة الإسلامية.

على صعيد آخر، قال سكان السبت، إن "داعش" أفرج عن عشرات المحتجزين بمناطق ما زالت تحت سيطرته في مدينة الموصل بشمال العراق. وإفراج التنظيم عن المحتجزين يوم الجمعة إشارة أخرى إلى حجم الأثر الذي تركه عليه هجوم القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة والذي بدأ في 17 أكتوبر تشرين الأول لطرد مقاتليه من الموصل آخر معقل رئيسي لهم في العراق.

وفقد التنظيم معظم المدن التي سيطر عليها في العراق في عامي 2014 و2015 بعد أن أعلن من الموصل في 2014 دولة خلافة تشمل أيضا أراضي في سوريا.

وقال السكان إن من بين المفرج عنهم أناسا ضبطوا وهم يبيعون السجائر في انتهاك لحظر التدخين الذي فرضه التنظيم أو لحيازتهم هواتف محمولة وهو ما يثير الشكوك في اتصالهم بالعالم الخارجي.

وطردت القوات العراقية تنظيم الدولة الإسلامية من شرق الموصل في يناير كانون الثاني وبدأت في 19 فبراير هجوما على المناطق الواقعة غربي نهر دجلة.

وقال التلفزيون الحكومي يوم الجمعة إنه تمت استعادة نحو نصف غرب الموصل من المتشددين المحاصرين في وسط المدينة القديمة وفي أحياء إلى الشمال. وقال أحد المفرج عنهم يوم الجمعة إن اثنين من المتشددين أخرجاه من قبو حيث كان محتجزا مع آخرين مضيفا "دخل علينا اثنان من عناصر داعش وعصبا أعيننا وقالا لنا "هيا اخرجوا".