كشفت دراسة أجرتها "اللجنة الدولية للبحث عن العدالة والرابطة الأوروبية لحرية العراق" عن معلومات صادمة بشأن الدور المدمر لميليشيات الحرس الثوري الإيراني في الدول العربية.
وبعد نحو 38 عاما على تشكيلها إثر استلام الخميني الحكم عام 1979، باتت ميليشيات الحرس الثوري أقوى نفوذا من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في إيران.
كما للحرس، الذي يرتبط مباشرة بالمرشد الإيراني، وهو في الوقت الراهن علي خامنئي خليفة الخميني، تاريخا حافلا بالتدخلات في الشؤون الخارجية، حسب ما أكدت الدراسة الحديثة.
وتختلف التقديرات بشأن أعداد الأفراد المنضوين تحت لواء هذه الميليشيات التي تعرف أيضا بالباسدران أو "حرس الإمام"، إلا أنها تتفق على أن العدد يفوق المئة ألف عنصر.
وشكلت الميليشيات، عقب الإطاحة بالشاه، بسبب خوف النظام الجديد المتمثل بالولي الفقيه من ولاء غير مضمون للجيش، وتحولت مع السنوات للمنظمة الأكثر تخريبا في المنطقة.
وأنشطتها الإرهابية كانت عنوان دراسة لمنظمتين حقوقيتين تحت عنوان الدور المدمر للحرس الثوري الإيراني في الشرق الأوسط. وصدّرت ميليشيات الحرس الثوري، وفق التقرير، الأسلحة والمتفجرات إلى 14 دولة في المنطقة، وتدخلت مباشرة في ثمانية منها، في حين شملت أنشطتها الإرهابية 13 بلدا.
ووزعت مراكز تدريب مرتزقتهم على 14 مركزا حسب الجنسيات ونوع التدريب، بينما بلغ عدد عملائها عام 2007، 32 ألف عميل في العراق وحده، حيث أسسوا ميليشيات الحشد الشعبي واعتبروا حلها خطا أحمر.
وقتل من ميليشيات الحرس الثوري 10 آلاف في السنوات الماضية، بينهم 1500 سقطوا في سوريا التي اعتبرها بعض قادة الحرس المقاطعة الخامسة والثلاثين
وامتدت ذراع الحرس الثوري إلى اليمن، فحين تعذر عليهم تحقيق طموح الدخول إلى النادي النووي فكانوا بحاجة لتوجيه الأنظار إلى بقعة أخرى، فأفرزوا ميليشيات الحوثي على غرار ميليشيات حزب الله اللبناني وتم تدمير أركان الدولة.
والدور الإرهابي في المنطقة يجد أسسه في ميثاق هذه الميليشيات، حيث تتحدث المواد عن ضرورة تنظيم قوى شعبية جميعها تحت ولاية الفقيه، وتعزيز البنية الدفاعية لإيران بالتعاون بين الحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية.
صياغة تبدو فيها القوات المسلحة الملحق، ويبدو الحرس الثوري الأصل، في فهم يتسق تماما مع أركان كيان إيران ولاية الفقيه الأقرب إلى المنظمة منها إلى الدولة، التي قال الخميني ذات مرة إنها لما كانت لولا الحرس.