أفادت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن أنقرة استدعت لليوم الثالث على التوالي الاثنين القائم بأعمال السفارة الهولندية، فيما تعمقت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وتفاقمت حدة التوتر بين تركيا وهولندا بعدما منعت لاهاي وزراء في الحكومة التركية من مخاطبة أبناء جاليتهم في تجمعات انتخابية تهدف لحشد التأييد لتعديل دستوري يوسع صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سيجرى استفتاء عليه في 16 نيسان/ابريل. وأفادت المصادر أن الخارجية قدمت للقائم بالأعمال دان فيدو هويسينغا رسالتين موجهتين إلى الحكومة الهولندية أوضحت فيهما أنقرة أنها تتوقع اعتذارا مكتوبا واتهمت لاهاي بخرق البند المتعلق بالدبلوماسية باتفاقية فيينا. وقالت المصادر إنه "تم تقديم ملاحظتين (...) للقائم بالأعمال هويسينغا بعدما استدعي إلى الوزارة للمرة الثالثة هذا الصباح". واستدعي هويسينغا للمرة الاولى بعد ظهر السبت، بعد وقت قصير من منع طائرة وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو من الهبوط في هولندا للمشاركة في تجمع مؤيد لاردوغان بعدما توعد لاهاي بـ"عقوبات شديدة" اذا حالت دون حضوره. واستدعي المبعوث مرة ثانية الأحد بعدما رحلت هولندا وزيرة الاسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا إلى ألمانيا التي أتت منها. وانتقدت تركيا طريقة التعامل مع كايا ووفدها ورأت فيها كذلك انتهاكا لاتفاقية فيينا. وأوضحت الوزارة أنها تنتظر "اعتذارا مكتوبا من السلطات الهولندية" على هذه التصرفات التي "لا تمتثل للاعراف الدبلوماسية والعادات الدولية". وأضافت أنها تحتفظ بحق المطالبة بتعويضات فيما دعت إلى تحقيق في "الانتهاكات" وملاحقة المسؤولين عن "تعديات" كهذه قضائيا. وانتقدت الملاحظات التي قدمتها الخارجية التركية كذلك تعامل قوى الأمن "غير المتكافئ" مع "الناس الذين يستخدمون حقهم للتجمع بشكل سلمي،" مشيرة إلى التظاهرة خارج القنصلية في روتردام السبت. وبعد ساعات من التظاهرات الهادئة، تحرك مسؤولون في الشرطة على الأحصنة لتفريق نحو ألف شخص تجمعوا امام القنصلية التركية مستخدمين الكلاب.