يبذل البيت الأبيض محاولات تحد من التوترات مع بريطانيا الحليفة بعد أن طالت قضية التنصت على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية عام 20166، العاصمة البريطانية لندن، خاصة بعد أن دفعت الاتهامات المخابرات البريطانية إلى إصدار بيان رسمي تاريخي وصف تلك المزاعم بأنها "هراء" و"سخيفة".
وورط السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، شون سبايسر، بريطانيا في القضية، أثناء إيجازه الصحافي، وفي معرض دفاعه عن وجهة نظر ترمب، عبر ترديد مزاعم بثتها قناة "فوكس نيوز" الأميركية نقل المحلل السياسي، اندرو نابوليتانو ، عبر برنامج "فوكس والأصدقاء"، الذي صرح بأن الاستخبارات البريطانية تجسست على الرئيس ترمب بإيعاز من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وقال "نابوليتانو" إن "أوباما بدلا من أن يأمر وكالات الولايات المتحدة بالتجسس على ترمب، استعان بأجهزة المخابرات البريطانية، وبالأخص مقر الاتصالات الحكومية البريطانية (GCHQ)، وهو ما يماثل وكالة الأمن القومي (NSA) في الولايات المتحدة، التي تراقب الاتصالات الإلكترونية في الخارج".
وكان سبايسر أعلن الخميس أن الرئيس الأميركي ترمب "متمسك" بأن أوباما أمر بالتنصت على برج ترمب أثناء حملة انتخابات الرئاسة في 2016.
وجاء ذلك بعد تصريحات زعيمي الجمهوريين والديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، الأربعاء، أنهما لم يطلعا على أي أدلة تدعم زعم ترمب.
وفي دلالة على خطورة ترديد الاتهام المذكور علانية في إيجاز السكرتير الصحافي لترمب، وفي خطوة تاريخية، نفت وكالة الاستخبارات البريطانية في بيان غير مسبوق، الخميس، التجسس على ترمب خلال حملته الانتخابية أو بعد تنصيبه رئيسا في 20 يناير/كانون الثاني.
ونفت مكاتب الاتصالات البريطانية GCHQ هذه المزاعم، وقال متحدث عنها في بيان: "إن المزاعم الأخيرة التي أدلى بها المعلق الإعلامي أندرو نابوليتانو حول طلبه التنصت على الرئيس المنتخب هي هراء. هذه الادعاءات سخيفة تماما وينبغي تجاهلها".
وأعلنت بريطانيا، الجمعة، أن رئيسة الوزراء البريطانية، تلقت ضمانات من الولايات المتحدة بألا تتكرر مزاعم قيام مقر الاتصالات الحكومية البريطاني بمساعدة الرئيس الأميركي السابق أوباما في التنصت على خلفه ترمب.
وقال متحدث رسمي إن رئيسة الحكومة البريطانية للصحافيين: "أوضحنا للإدارة أن هذه المزاعم سخيفة ويجب تجاهلها وتلقينا ضمانات بأن هذه المزاعم لن تتكرر"، بحسب رويترز.
وتابع: "لدينا علاقة خاصة وثيقة مع البيت الابيض وهذا يسمح لنا بإثارة مخاوفنا".
وإلى ذلك، أفادت وسائل إعلام أميركية وبريطانية مثل صحيفة "نيويورك تايمز" وصحيفة "تليغراف" أن واشنطن اعتذرت للعاصمة البريطانية عن ترديد مزاعم التجسس علانية.
وأفادت التقارير أن الاعتذار قدمه على نحو غير رسمي كل من سبايسر ومستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت رايموند ماكماستر من خلال اتصال مع السير مارك ليال جرانت ، مستشار الأمن الوطني لرئيسة وزراء بريطانيا.
وكشفت "نيويورك تايمز" أن سبايسر اتصل ليل الخميس بالسفير البريطاني لدى واشنطن كيم داروش، لرأب أي صدع محتمل بين أميرك وبريطانيا، وهو ما أكده أيضا دبوماسيون بريطانيون.