استدعى التزامن بين الهجوم الذي شهدته العاصمة البريطانية لندن الأربعاء، واستقبالها وفداً من جماعة الإخوان لتنظيم نشاطات ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسئلة كثيرة بشأن تلك المصادفة.
كما إن مجلس العموم البريطاني، هدف هجوم لندن، أصدر قبل زيارة الإخوان قرارا طالب فيه الحكومة بزيادة تنامى نشاط الجماعة على اعتبار أنها لا تشكل أي تهديد لأمن البلاد، إلا أن ما حدث، في نظر كثيرين، ليس من قبيل الصدفة، بل هو ثمن إيواء بريطانيا لتنظيمات إرهابية، وفاتورة غالية لرفضها تصنيف الإخوان تنظيماً إرهابياً.
وربما يدفع الحادث المملكة إلى إعادة النظر في رهاناتها على التقلبات السياسية في الوطن العربي، واستراتيجيتها القائمة على مد الجسور مع الإخوان، وعدم تصنيف تنظيمهم إرهابيا، تحسبا لتوليهم السلطة يوما ما.
فمثلا يوم تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر صدرت من لندن إشاراتُ قبولٍ فاتر، تجاوز أسباب التغيير الذي طرأ في مصر وحقبةِ الإخوان المرفوضة شعبيا، إلى البحث عن فجواتٍ في حائط السياسة المصرية قد تساعد على هدمه.
والمتمعن في مشهد التعاطي البريطاني مع مصر سيتأكد من أن لندن كانت تراهن على الحقبة السابقة، وأنها لم تستوعب حجم التغيير.