وصفت نائبة إيرانية الأوضاع الاقتصادية في البلاد على أنها "مثيرة للقلق جدا"، وقالت "إننا نمر بأسوأ انكماش اقتصادي شهدناه في الأعوام الماضية" وطالبت السلطات بتدخل سريع لإنهاء الأزمة في البلاد.

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن هاجر تشناراني مندوبة مدينة نيسابور في البرلمان الإيراني قولها "إن الظروف الاقتصادية والمعيشية في إيران مثيرة للقلق جدا".

الأوضاع المعيشية مثيرة للقلق

وصرحت النائبة اليوم، في كلمتها أمام النواب في البرلمان الإيراني أن البلاد تمر بأسوأ انكماش اقتصادي شوهد في الأعوام الماضية مؤكدة أن الأوضاع المعيشية مثيرة للقلق جدا ولابد من إيجاد حلول لهذه المشكلة بشكل سريع.

واعتبرت تشناراني البطالة أكبر مشكلة في إيران وقالت: "إن معدل البطالة بين الشباب في الفئة العمرية 20 إلى 24 عاما مرتفع جدا بينما هؤلاء يشكلون الطاقات الجديدة في سوق العمل، وتجاهلهم يعتبر إهدارا لأحد أعظم مصادر البلد."

وحسب النائبة تشناراني فإن تفشي البطالة سيؤدي إلى ارتفاع أعداد غير المتزوجين في البلد وسيترتب على ذلك مشاكل اجتماعية أخرى.

وفي السياق نفسه كان أستاذ العلوم السياسة في طهران صادق زيبا كلام وهو أحد أشهر الداعمين للرئيس الإيراني حسن روحاني انتقد الظروف الاقتصادية السيئة في إيران وكتب يقول: "إن دولة روحاني لم تنجز شيئا للطبقات الاجتماعية المختلفة في سعيها للخروج من فترة الانكماش الاقتصادي في ايران كما أن فريق روحاني لم يتمكن من تقليص معدل البطالة".

وأردف زيباكلام في مقالته التي نشرها في جريدة آرمان الناطقة بالفارسية قائلا: "إنه من الواضح أن الانتخابات الرئاسية ستكون الحدث الأهم في عام 2017 فلهذا على حسن روحاني شاء أم أبى أن يركز قسما من حملته الانتخابية على موضوع الاقتصاد لأن هذا الموضوع سيكون أهم ما سيطرح في هذه الفترة."

البطالة هي الطامة الكبرى

أصبحت البطالة في إيران المشكلة العظمى أو "الطامة الكبرى" كما وصفها غلام رضا ظريفيان، أستاذ جامعة طهران ومساعد وزير العلوم في عهد الرئيس خاتمي.

ويزداد عدد العاطلين عن العمل أو من يبحثون عن عمل بنسبة شخص واحد في كل 14 دقيقة حسب ما قاله علي ربيعي وزير العمل الإيراني الحالي وهذا يعني أن عدد العاطلين عن العمل في إيران يزداد 20 ألفاً في كل يوم، أي ما مجموعه 605 آلاف في كل شهر. حسب ما أعلن مركز الأحصاء الايراني في شهر مارس 20177، فقد تمكنت إدارة حسن روحاني من توفير 6000 ألف فرصة عمل في العام الماضي. وحسب الإحصاءات نفسها ارتفع معدل البطالة في إيران في عام 2016 لفئة الشباب ما بين 15 ـ 24 عاما إلى 29.2 بالمئة.

وفي نفس السياق قال اميد علي بارسا ، رئيس مركز الإحصاءات الإيرانية إن أكثر من نصف الفئات السكانية الناشطة في إيران كانت عاطلة عن العمل في الفترة ما بين 2011 إلى 2016 وأضاف بارسا: "ارتفع معدل البطالة في عام 2016 بما مقداره 1.4 بالمائة قياسا بالعام 2015 ليصل إلى 12.4 بالمائة ويرتفع عدد العاطلين عن العمل 3 ملايين و208 آلاف و398 شخصا".

ارتفاع التضخم

وحسب وكالة بلومبيرغ المختصة في الشأن الاقتصادي على الرغم من أن معدل التضخم في إيران قد يرتفع ولكن أعلنت حكومة روحاني بأنها تمكنت من تخفيض معدل التضخم إلى ما دون 10% لأول مرة منذ ربع قرن. وحسب إعلان الحكومة فقد بلغ معدل التضخم 9% بينما كان قد وصل لمستوى 35% في عام 2013 إلا أن الخبراء يعتقدون أن انخفاض التضخم كان أمرا مؤقتا وسيرتفع في العام المقبل وأظهر استطلاع رأي أجرته جريدة "دنياي اقتصاد" الإيرانية لـ66 خبيرا اقتصاديا إيرانيا أكدوا أن معدل التضخم في إيران سيرتفع في العام المقبل وسيصل لمستوى أعلى من 12%.

11 مليون إيراني تحت خط الفقر

ومن ناحيتها أعلنت اللجنة العليا للعمل في إيران أن الراتب الشهري للعمال يعادل 251 دولارا أميركيا، بينما يعتقد الخبراء أن كل عائلة دخلها أقل من 730 دولارا فإنها تعيش تحت خط الفقر.

وأعلن برويز فتاح، رئيس "مؤسسة الإمام الخميني للإغاثة" أن عدد الإيرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر أكثر من 11 مليون شخص.

وحسب وكالة تسنيم، فقد أعلن البنك المركزي الإيراني أن أسعار 10 من السلع العذائية الأساسية في إيران ارتفعت بنسبة 5 إلى 311 بالمئة في العام الماضي.