أفادت صحيفة "أفتونبلادت"، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الداعشي الأوزبكي، رحمت عقيلوفRakhmat Akilov ، الموقوف بتهمة تنفيذ هجوم الدهس بالشاحنة على المارة في ستوكهولم ، الذي أوقع 4 قتلى و15 جريحاً، يوم الجمعة الماضي، اعترف بجريمته خلال التحقيق، وقال إنه "دهس الكفار بأمر مباشر من تنظيم داعش"، بزعم أن "السويد هاجمت بلاده"، على حد تعبيره.

وبحسب الصحيفة، قال عقيلوف في التحقيق إنه "مسلم وينتمي إلى تنظيم داعش ، وإنه تلقى أوامر مباشرة لتنفيذ الهجوم من قيادة التنظيم في سوريا".

وتقول الصحيفة إن عقيلوف كان قد اعترف بفعلته منذ أن اعتقلته الشرطة مساء الجمعة، في منطقة مارشتا، شمال العاصمة ستوكهولم، عندما تلقت بلاغاً من شاهد عيان تعرف عليه في أحد المتاجر، من خلال الصور التي نشرتها الشرطة بعيد الهجوم، عندما بدا مظهره غريباً وعليه آثار جروح وحروق.

وأراد منفذ الهجوم الهروب من البلاد عن طريق مطار "أرلاندا" من خلال مترو أنفاق ستوكهولم، لكنه قام بتغيير وجهته، بعدما أغلقت السلطات كافة الطرق وتوقفت حركة القطارات. ثم توجه إلى منطقة مارشتا، حيث تم اعتقاله هناك بعدما تم التبليغ عنه عندما شوهد بحالة مريبة داخل أحد المتاجر، وتبدو الجروح على أجزاء من جسمه وحروق على ثيابه وبقايا الزجاج المهشم على ملابسه.

وبحسب التقرير، فقد أكدت الشرطة أن منفذ الهجوم كان يحمل معه داخل الشاحنة حقيبة تحتوي على قنبلة يدوية الصنع، تتكون من قنينة غاز ومواد كيمياوية ومسامير وبراغي، لكنه على ما يبدو لم يتمكن من تفجيرها أثناء الحادث، حيث وجدتها الشرطة بعد الهجوم وقامت بتفكيكها.

وتقول صحيفة "أفتونبلادت" إن عقيلوف كان قد نشر مقاطع دموية لتنظيم "داعش" وأظهر تعاطفاً مع التنظيم عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، وأكدت أن الشرطة وجدت 70 دليلاً تثبت بأنه إرهابي.

وكان الداعشي المذكور قد قدم طلب لجوء في السويد عام 2014 لكن طلبه رفض في 2016، وهذا ما جعله يقيم في سكن آخر يختلف عن عنوان السكن المسجل فيه خوفاً من الترحيل، حيث كانت الشرطة تبحث عنه منذ فبراير الماضي لغرض ترحيله، كما أنه كان معروفاً لدى جهاز المخابرات السويدي "سيبو" وقد خضع لديهم للتحقيق العام الماضي.

وقال معارف وأصدقاء عقيلوف إنه كان كتوماً ولم يكن يتحدث عن السياسة أو الدين، وكان يعمل في البناء ليرسل المال لعائلته (زوجته وأطفاله الأربعة) في أوزبكستان ، لكنه طرد من عمله في يناير الماضي، لأنه وجد نائما أثناء الدوام.

وأثار الهجوم الإرهابي في ستوكهولم تضامناً شعبياً واسعاً مع الضحايا، حيث وقف الآلاف في ستوكهولم يحملون أكاليل وباقات الزهور في مكان الحادث، وعبروا عن شكرهم للشرطة وقوات الأمن. كما شهدت مدن أخرى تجمعات متشابهة كلها دعت إلى ضرورة التمييز بين الإرهاب والأديان والابتعاد عن التعميم وإطلاق التهم لدين أو طائفة أو عرقية معينة.

وعلى صعيد ردود الفعل الحكومية، دعا وزير العدل والهجرة إلى تشديد القوانين التي تتعلق بالإرهاب، كما دعا رئيس الوزراء ستيفان لوفين، في كلمة له أمام مؤتمر الحزب الاشتراكي - الديمقراطي الذي يتزعمه والذي أعاد انتخابه على رأس الحزب، إلى "استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب".