دبي – (العربية نت): الرئيس الإيراني حسن روحاني يطمح إلى دورة رئاسية ثانية، طموح يدعمه التيار المعتدل وحليفه الإصلاحي، وبعد أن صادق مجلس صيانة الدستور الإيراني على أهليته لخوض المنافسة الانتخابية مع خمسة مرشحين آخرين بات من الضروري إعادة تسليط الضوء على الشيخ الأمني المتشدد سابقاً والدبلوماسي المعتدل الذي ستنتهي ولايته الشهر المقبل.
من هو حسن روحاني؟
روحاني من مواليد عام 1948 في مدينة سرخه في محافظة سمنان شمالي إيران وبعد أن أنهى دراساته الدينية في قم بدأ الدراسة الأكاديمية في جامعة طهران ليتخرج حاملا شهادة البكالوريوس في القانون القضائي ثم انتقل إلى بريطانيا وتخرج من جامعة غلاسكو كالدونيان في عام 1995 مع أطروحة الماجستير بعنوان "السلطة التشريعية الإسلامية مع الإشارة إلى التجربة الإيرانية" ثم حصل على درجة الدكتوراه في عام 1999.
كان روحاني من أشد الموالين للخميني المرشد المؤسس للنظام الديني في إيران وهو أول من أطلق على "آية الله الخميني" لقب "الإمام" حيث كان هذا اللقب يطلق عادة على أئمة الشيعة الاثني عشر من ذرية فاطمة الزهراء وقل ما أطلق على غيرهم من الشخصيات المذهبية.
التحق روحاني بالخميني في فرنسا 1978 وبعد ثورة 1979، وأصبح من عناصر النظام حيث شغل منصب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي لمدة 16 عاماً وذلك خلال فترة حكم الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، واستمر في عهد الرئيس خاتمي في نفس المنصب. وفي فترة من 6 أكتوبر 2003 إلى 15 أغسطس 2005 تولى منصب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين.
عقدت أمريكا في فترة إدارة الرئيس الراحل ريغان اتفاقاً مع إيران في عام 1985 لتزويدها بالأسلحة المتطورة أثناء الحرب العراقية الإيرانية مقابل إطلاق سراح 5 رهائن أمريكيين محتجزين في لبنان وبعلم المخابرات الإسرائيلية حيث تم فعلا إرسال 96 صاروخاً من نوع "تاو" من إسرائيل إلى إيران على متن طائرة DC-8 انطلقت من إسرائيل، إضافة لدفع مبلغ مقداره 1.217.410 دولار أمريكي إلى الإيرانيين لحساب في مصرف سويسرا يعود إلى تاجر سلاح إيراني يدعى "قرباني فر". وفي نوفمبر من عام 1985، أرسل 18 صاروخاً تم شحنها من البرتغال وإسرائيل، تبعها 62 صاروخاً آخر أرسلت من إسرائيل.
وكان لروحاني دور مباشر في تلك الصفقة ونشرت مجلة "فورین بولیسي" تقريرا لها عام 2013 كشفت فيه عن دور الرئيس الإيراني تحت عنوان "اللقاء الذي جمع روحاني وأوليفر نورث" حيث اجتمع هو الآخر في 27 مايو 1986 بوفد "الشيطان الأكبر" من البيت الأبيض في فندق هيلتون بطهران وكان روحاني حينها يشغل منصب مستشار الحكومة في الشؤون الخارجية وأكدت الصحيفة الدور المحوري لروحاني في تلك الاتصالات.
ومنذ ذلك التاريخ تمرن روحاني على الاتصال والارتباط والحوار مع الخصوم وقد وضع ذلك اللقاء اللبنة الأولى لتحوّله لاحقا من رجل دين متشدد إلى رجل دين معتدل بالمقاييس الإيرانية وثم زاد من منسوب مخزونه من التجارب التفاوضية خاصة عندما أصبح رئيسا للوفد الإيراني المفاوض في الملف النووي من 2003 إلى 2005، حتى خاض منذ أن أصبح رئيسا للجمهورية وبضوء أخضر من المرشد التفاوض المباشر والعلني مع أمريكا ضمن مجموعة دول "5+1" مما أفضى إلى توقيع الاتفاق النووي الذي يعتبره حسن روحاني ورقته الرابحة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 19 مايو 2017.
وبالرغم من أن الاتفاق النووي أعاد إلى إيران أموالا مجمدة وألغى الكثير من العقوبات وسمح لطهران بيع النفط الذي يشكل المصدر الأول للإيرادات الإيرانية إلا أن البطالة والفقر والمشاكل المعيشية لا يمكن إيجاد حلول سريعة لها في بلد يخصص قسما كبيرا من ميزانيته لتدخلاته العسكرية في أكثر من بلد في المنطقة.
دون أدنى شك تثقل الوعود التي قطعها روحاني في الانتخابات الماضية وفشل في تحقيقها، كاهله ومن المتوقع أن يصارع منافسين أقوياء في الانتخابات الرئاسية إلا أن ورقته الرابحة هي وقوف الإصلاحيين والمعتدلين خلفه في صف واحد ليواجه المعسكر المحافظ المنقسم حول أكثر من مرشح، ولكن يرى مراقبون أن الجنرال قاليباف أوفر حظا بين المحافظين لمواجهة حسن روحاني.
داخليا يحاول روحاني إعادة الضرب على وتر الحريات الاجتماعية والسياسية المفقودة أساسا من ناحية وخلق المزيد من فرص العمل من ناحية أخرى ولكن محاولاته الفاشلة في الدورة الرئاسية السابقة تحول بينه وبين تصديقه من قبل الجماهير.
وعلى صعيد السياسة الخارجية لا يختلف حسن روحاني عن منافسيه المتشددين حول استراتيجيات إيران الإقليمية للحفاظ على ما يعتبرونه جميعهم بالمصالح الإيرانية المتمثلة في التمدد والتوسع الإقليمي إلا أنه يختلف عن غيره بشأن التكتيكات التي يريدها أن تكون مرنة.
{{ article.visit_count }}
من هو حسن روحاني؟
روحاني من مواليد عام 1948 في مدينة سرخه في محافظة سمنان شمالي إيران وبعد أن أنهى دراساته الدينية في قم بدأ الدراسة الأكاديمية في جامعة طهران ليتخرج حاملا شهادة البكالوريوس في القانون القضائي ثم انتقل إلى بريطانيا وتخرج من جامعة غلاسكو كالدونيان في عام 1995 مع أطروحة الماجستير بعنوان "السلطة التشريعية الإسلامية مع الإشارة إلى التجربة الإيرانية" ثم حصل على درجة الدكتوراه في عام 1999.
كان روحاني من أشد الموالين للخميني المرشد المؤسس للنظام الديني في إيران وهو أول من أطلق على "آية الله الخميني" لقب "الإمام" حيث كان هذا اللقب يطلق عادة على أئمة الشيعة الاثني عشر من ذرية فاطمة الزهراء وقل ما أطلق على غيرهم من الشخصيات المذهبية.
التحق روحاني بالخميني في فرنسا 1978 وبعد ثورة 1979، وأصبح من عناصر النظام حيث شغل منصب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي لمدة 16 عاماً وذلك خلال فترة حكم الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، واستمر في عهد الرئيس خاتمي في نفس المنصب. وفي فترة من 6 أكتوبر 2003 إلى 15 أغسطس 2005 تولى منصب كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين.
عقدت أمريكا في فترة إدارة الرئيس الراحل ريغان اتفاقاً مع إيران في عام 1985 لتزويدها بالأسلحة المتطورة أثناء الحرب العراقية الإيرانية مقابل إطلاق سراح 5 رهائن أمريكيين محتجزين في لبنان وبعلم المخابرات الإسرائيلية حيث تم فعلا إرسال 96 صاروخاً من نوع "تاو" من إسرائيل إلى إيران على متن طائرة DC-8 انطلقت من إسرائيل، إضافة لدفع مبلغ مقداره 1.217.410 دولار أمريكي إلى الإيرانيين لحساب في مصرف سويسرا يعود إلى تاجر سلاح إيراني يدعى "قرباني فر". وفي نوفمبر من عام 1985، أرسل 18 صاروخاً تم شحنها من البرتغال وإسرائيل، تبعها 62 صاروخاً آخر أرسلت من إسرائيل.
وكان لروحاني دور مباشر في تلك الصفقة ونشرت مجلة "فورین بولیسي" تقريرا لها عام 2013 كشفت فيه عن دور الرئيس الإيراني تحت عنوان "اللقاء الذي جمع روحاني وأوليفر نورث" حيث اجتمع هو الآخر في 27 مايو 1986 بوفد "الشيطان الأكبر" من البيت الأبيض في فندق هيلتون بطهران وكان روحاني حينها يشغل منصب مستشار الحكومة في الشؤون الخارجية وأكدت الصحيفة الدور المحوري لروحاني في تلك الاتصالات.
ومنذ ذلك التاريخ تمرن روحاني على الاتصال والارتباط والحوار مع الخصوم وقد وضع ذلك اللقاء اللبنة الأولى لتحوّله لاحقا من رجل دين متشدد إلى رجل دين معتدل بالمقاييس الإيرانية وثم زاد من منسوب مخزونه من التجارب التفاوضية خاصة عندما أصبح رئيسا للوفد الإيراني المفاوض في الملف النووي من 2003 إلى 2005، حتى خاض منذ أن أصبح رئيسا للجمهورية وبضوء أخضر من المرشد التفاوض المباشر والعلني مع أمريكا ضمن مجموعة دول "5+1" مما أفضى إلى توقيع الاتفاق النووي الذي يعتبره حسن روحاني ورقته الرابحة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 19 مايو 2017.
وبالرغم من أن الاتفاق النووي أعاد إلى إيران أموالا مجمدة وألغى الكثير من العقوبات وسمح لطهران بيع النفط الذي يشكل المصدر الأول للإيرادات الإيرانية إلا أن البطالة والفقر والمشاكل المعيشية لا يمكن إيجاد حلول سريعة لها في بلد يخصص قسما كبيرا من ميزانيته لتدخلاته العسكرية في أكثر من بلد في المنطقة.
دون أدنى شك تثقل الوعود التي قطعها روحاني في الانتخابات الماضية وفشل في تحقيقها، كاهله ومن المتوقع أن يصارع منافسين أقوياء في الانتخابات الرئاسية إلا أن ورقته الرابحة هي وقوف الإصلاحيين والمعتدلين خلفه في صف واحد ليواجه المعسكر المحافظ المنقسم حول أكثر من مرشح، ولكن يرى مراقبون أن الجنرال قاليباف أوفر حظا بين المحافظين لمواجهة حسن روحاني.
داخليا يحاول روحاني إعادة الضرب على وتر الحريات الاجتماعية والسياسية المفقودة أساسا من ناحية وخلق المزيد من فرص العمل من ناحية أخرى ولكن محاولاته الفاشلة في الدورة الرئاسية السابقة تحول بينه وبين تصديقه من قبل الجماهير.
وعلى صعيد السياسة الخارجية لا يختلف حسن روحاني عن منافسيه المتشددين حول استراتيجيات إيران الإقليمية للحفاظ على ما يعتبرونه جميعهم بالمصالح الإيرانية المتمثلة في التمدد والتوسع الإقليمي إلا أنه يختلف عن غيره بشأن التكتيكات التي يريدها أن تكون مرنة.