تشنّ السلطات التركية، منذ يوم الأربعاء، عملية أمنية واسعة شملت اعتقال أكثر من 1120 من العناصر التابعة لمنظمة "الخدمة" التابعة للمُعارض فتح الله غولن، التي تعتبرها تركيا "إرهابية" متوغلة داخل هيكل الدولة، كما أوقفت أكثر من 9 آلاف ضابط عن العمل لانتمائهم إلى التنظيم.
وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قال إن حملة الاعتقالات استهدفت شبكة غولن "التي اخترقت قوات شرطتنا، وتدعى الأئمة السريين". وأكد اعتقال الكثير من "الأئمة السريين" وأن العملية ما زالت مستمرة حتى الآن، بحسب "بي بي سي".
وأوضحت مصادر تركية حسبما نقل موقع صحيفة "ديلي صباح" التركي، الأربعاء، أن "العملية شملت جميع المحافظات التركية الـ81 وتهدف إلى تنفيذ قرار اعتقال لقرابة 5 آلاف شخص صدرت بحقهم مذكرات، في ظل توقعات بأن يرتفع الرقم إلى أكثر من ذلك".
وشارك في العملية الأمنية الأضخم منذ أشهر، 8500 من عناصر الأمن التركي، واستهدفت عناصر مرتبطة بتنظيم "غولن"، وما يسمون "الأئمة" التابعين للتنظيم.
ولفتت بعض المصادر التركية إلى أن العملية انطلقت بناء على معلومات أمنية واستخباراتية وتمكُّن السلطات من الحصول على قوائم سرية تابعة للتنظيم.
وكانت هذه العناصر تعمل على محاولة إعادة بناء الهيكل التنظيمي لأنصار غولن داخل هيكل الدولة لا سيما الأجهزة الأمنية في البلاد، ومن المتوقع أن تؤدي هذه العملية المتواصلة إلى تفتيت ما تبقى من نفوذ للتنظيم داخل أجهزة الدولة.
وجاءت الحملات، في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة بأنقرة حول المنتمين إلى منظمة "غولن" وفعالياتهم. وجرت حملات الدهم بالتنسيق مع رئاسة دائرة مكافحة الجرائم المنظمة والتهريب التابعة للمديرية العامة للأمن.
وعناصر منظمة "فتح الله غولن" تغلغلوا منذ أعوام طويلة في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، وهو الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة التي نفذوها منتصف يوليو/تموز الماضي.
وبحسب التقديرات، تم اعتقال 40 ألف شخص وفصل أو وقف عمل 120 ألفاً آخرين عن العمل، منذ محاولة الانقلاب.
تحييد 10 آلاف إرهابي
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع التركي، فكري إشيق، أن قوات بلاده حيدت أكثر من 10 آلاف "إرهابي" منذ 23 يوليو/تموز 2015.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في اجتماع لاتحاد مصدري الصناعات الدفاعية والفضائية في العاصمة أنقرة، الأربعاء.
وقال إشيق: "استطعنا تحييد أكثر من 10 آلاف و100 إرهابي منذ 23 يوليو/تموز 2015، وهذا أهم رقم في تاريخ مكافحة الإرهاب".
ولفت إلى محاربة بلاده الإرهاب منذ 35 عاماً، مؤكداً أن المرحلة الراهنة هي الفترة الأشد وطأة في محاربته.
وفي معرض تعليقه على استهداف بلاده مواقع "بي كا كا" في العراق وسوريا والتي تصنفها تركيا منظمة "إرهابية"، قال إشيق: "استهداف جبلي سنجار (شمالي العراق)، وقره تشوك (شمال شرقي سوريا) هي عملية موجهة ضد الإرهاب.. وليعلم الجميع أننا لن نسمح للمنظمة وامتدادها بإقامة قاعدة جديدة في سنجار".
وأضاف أن "العملية مشروعة وتستند إلى القانون الدولي، وتركيا تحترم وحدة الأراضي السورية والعراقية، ولن نسمح بتحول سنجار إلى قنديل ثاني (شمال العراق)".
وشن سلاح الجو التركي غارات، فجر الثلاثاء، على مواقع "بي كا كا" الإرهابية والمنظمات التابعة لها، في جبل سنجار شمالي العراق، وجبل "قره تشوك" شمال شرقي سوريا.
وأعلن الجيش التركي، تحييد نحو 70 من عناصر المنظمة، في الغارات التي نفذتها مقاتلاته على أوكار المنظمة.
جدير بالذكر أن القوات التركية دأبت على استهداف مواقع المنظمة وملاحقة عناصرها، جنوبي وجنوب شرقي تركيا وشمالي العراق؛ رداً على هجمات تنفّذها المنظمة داخل تركيا انطلاقاً من الأراضي العراقية وسوريا.