برلين – (الجزيرة نت، وكالات): بين الثناء على وزير الخارجية الألماني زاغمار غابرييل وانتقاده، تمحورت تعليقات الافتتاحيات ومقالات الرأي بمعظم الصحف الألمانية حول إلغاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استقباله للوزير الألماني الزائر للقدس الغربية، بعد تمسك الأخير باجتماعه مع منظمتين حقوقيتين إسرائيليتين مناهضتين للاحتلال وسياسة الاستيطان.
وقدمت الصحف الألمانية مقاربتين مختلفتين لرفض نتنياهو الاجتماع بغابرييل، فاعتبرت إحداها أن وزير الخارجية الألماني الجديد أنهى بتمسكه لقاء منظمتي "اكسروا الصمت" و"بتسيلم" الإسرائيليتين سياسة الصوت الخفيض، التي التزمت بها برلين طويلا أمام نتنياهو.
واعتبرت صحف معروفة برصانتها وأخرى بتأييدها المطلق لإسرائيل أن غابرييل تصرف بلا دبلوماسية واستفز مضيفه نتنياهو بإصراره على الاجتماع بالمنظمتين الحقوقيتين. ومثّل التأكيد على خصوصية علاقات برلين مع تل أبيب وعلى عقدة الذنب التاريخية لألمانيا تجاه إسرائيل، قاسما مشتركا بين تغطيات هذه الصحف للحدث الاستثنائي الذي أثاره غابرييل.
وتحت عنوان "نهاية سياسة الصوت الخفيض" كتب مارتن ريه في صحيفة "دير تاغستايتونغ" "تاتس"، أن مسؤولية ألمانيا الخاصة تجاه إسرائيل تتضمن الاعتراف بحقها في الوجود ومساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء خارجي.
وشدد الكاتب على أن هذه المسؤولية الخاصة لا تعني خفض الصوت مثلما فعلت برلين لسنوات طويلة مع حكومة نتنياهو، أو بتكرار حكومة ميركل التأكيد على أهمية تحريك مفاوضات السلام رغم معرفتها منذ وقت بعيد بأن هذه المفاوضات قد ماتت.
واعتبر ريه أن الوزير غابرييل أنهى هذه السياسة بلقائه مع المنظمتين الحقوقيتين رغم توقعه اعتبار رئيس الحكومة الإسرائيلية هذا استفزازا له. وقال إن ما قام به الوزير مثل إشارة مهمة لأنها جاءت بعد مرحلة تباعدت فيها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن نتنياهو، بينما تعاملت حكومة ميركل معه كأنه إسحاق رابين.
وأشار الكاتب إلى أن واقعا جديدا تشكل الآن من ملامحه حكم دونالد ترمب في واشنطن بمواقف متقلبة تجاه إسرائيل، واجتماع غابرييل مع منظمتين إسرائيليتين مناهضتين للاحتلال والاستيطان. وأضاف أنه مع هذا التبدل في الموازين، فإن إعطاء واشنطن إشارة للإسرائيليين بأن الاتفاق مع الفلسطينيين ليس مهما، يفرض على الأوروبيين والألمان أيضا توجيه انتقادات أكثر وضوحا للسياسة الإسرائيلية.
وخلص ريه إلى أنه في عصر نتنياهو وترمب سجل وزير الخارجية الألماني الجديد رسالة بالغة الأهمية بلقائه بالمنظمتين الحقوقيتين اللتين تعتبرهما إسرائيل معاديتين لها بسبب فضحهما جرائم حربها ضد الفلسطينيين.
وتحت عنوان "بلا دبلوماسية " كتب نيكولاس بوسيه في صحيفة "فرانكفورتر الغماينا تسايتونغ" أن العلاقات الألمانية مع إسرائيل تعاني -رغم تميزها وخصوصيتها- من موضوع الاستيطان الذي يتوسع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بضغط من اليمين الديني.
وأضاف بوسيه أن الاستيطان موضوع واحد تختلط فيه لدى الأوروبيين أمور كثيرة كالتحفظ الأخلاقي والقلق على الاستقرار في الشرق الأوسط، وقليل من المراعاة -التي لا يتم الحديث عنها- لحساسية الأقليات المسلمة في أوروبا. وقال إن ألمانيا ليست واحدة من أشد منتقدي إسرائيل، ولن تكون بحال من هؤلاء بسبب ذنبها التاريخي، لكن السؤال المطروح هو: كيف تتعامل برلين مع سياسة الاستيطان الإسرائيلية؟
واعتبر أن غابرييل اختار أسلوب المواجهة بلقائه مناهضي الاستيطان، واضعا بذلك مضيفه نتنياهو في موقف محرج.
وخلص الكاتب إلى أن النزاع الفلسطيني ليس السبب الرئيسي لاضطرابات العالم العربي التي تتأثر أوروبا بشدة من تداعياتها، لكنه يلعب دورا فيها.
وفي نفس السياق اعتبرت ممثلة حزب اليسار المعارض بلجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني "بوندستاغ" النائبة أنيته غروت أن الوزير غابرييل يستحق الشكر لعدم خضوعه لابتزاز الحكومة الإسرائيلية، وإصراره على لقاء المنظمتين الحقوقيتين.
وقالت غروت إن غابرييل وجه بهذا إشارة انتقادية مهمة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية المناهضة للقانون الدولي، معتبرة أن الصوت الهستيري للحكومة الإسرائيلية بعد لقاء المنظمتين، يظهر أن السياسة الإسرائيلية بعيدة عن حقوق الإنسان وحرية الرأي.
وخلصت إلى أن برلين باتت مطالبة الآن بتوجيه انتقادات أكثر وضوحا لسياسة الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية اليومية الواسعة لحقوق السكان الفلسطينيين.
{{ article.visit_count }}
وقدمت الصحف الألمانية مقاربتين مختلفتين لرفض نتنياهو الاجتماع بغابرييل، فاعتبرت إحداها أن وزير الخارجية الألماني الجديد أنهى بتمسكه لقاء منظمتي "اكسروا الصمت" و"بتسيلم" الإسرائيليتين سياسة الصوت الخفيض، التي التزمت بها برلين طويلا أمام نتنياهو.
واعتبرت صحف معروفة برصانتها وأخرى بتأييدها المطلق لإسرائيل أن غابرييل تصرف بلا دبلوماسية واستفز مضيفه نتنياهو بإصراره على الاجتماع بالمنظمتين الحقوقيتين. ومثّل التأكيد على خصوصية علاقات برلين مع تل أبيب وعلى عقدة الذنب التاريخية لألمانيا تجاه إسرائيل، قاسما مشتركا بين تغطيات هذه الصحف للحدث الاستثنائي الذي أثاره غابرييل.
وتحت عنوان "نهاية سياسة الصوت الخفيض" كتب مارتن ريه في صحيفة "دير تاغستايتونغ" "تاتس"، أن مسؤولية ألمانيا الخاصة تجاه إسرائيل تتضمن الاعتراف بحقها في الوجود ومساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء خارجي.
وشدد الكاتب على أن هذه المسؤولية الخاصة لا تعني خفض الصوت مثلما فعلت برلين لسنوات طويلة مع حكومة نتنياهو، أو بتكرار حكومة ميركل التأكيد على أهمية تحريك مفاوضات السلام رغم معرفتها منذ وقت بعيد بأن هذه المفاوضات قد ماتت.
واعتبر ريه أن الوزير غابرييل أنهى هذه السياسة بلقائه مع المنظمتين الحقوقيتين رغم توقعه اعتبار رئيس الحكومة الإسرائيلية هذا استفزازا له. وقال إن ما قام به الوزير مثل إشارة مهمة لأنها جاءت بعد مرحلة تباعدت فيها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن نتنياهو، بينما تعاملت حكومة ميركل معه كأنه إسحاق رابين.
وأشار الكاتب إلى أن واقعا جديدا تشكل الآن من ملامحه حكم دونالد ترمب في واشنطن بمواقف متقلبة تجاه إسرائيل، واجتماع غابرييل مع منظمتين إسرائيليتين مناهضتين للاحتلال والاستيطان. وأضاف أنه مع هذا التبدل في الموازين، فإن إعطاء واشنطن إشارة للإسرائيليين بأن الاتفاق مع الفلسطينيين ليس مهما، يفرض على الأوروبيين والألمان أيضا توجيه انتقادات أكثر وضوحا للسياسة الإسرائيلية.
وخلص ريه إلى أنه في عصر نتنياهو وترمب سجل وزير الخارجية الألماني الجديد رسالة بالغة الأهمية بلقائه بالمنظمتين الحقوقيتين اللتين تعتبرهما إسرائيل معاديتين لها بسبب فضحهما جرائم حربها ضد الفلسطينيين.
وتحت عنوان "بلا دبلوماسية " كتب نيكولاس بوسيه في صحيفة "فرانكفورتر الغماينا تسايتونغ" أن العلاقات الألمانية مع إسرائيل تعاني -رغم تميزها وخصوصيتها- من موضوع الاستيطان الذي يتوسع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بضغط من اليمين الديني.
وأضاف بوسيه أن الاستيطان موضوع واحد تختلط فيه لدى الأوروبيين أمور كثيرة كالتحفظ الأخلاقي والقلق على الاستقرار في الشرق الأوسط، وقليل من المراعاة -التي لا يتم الحديث عنها- لحساسية الأقليات المسلمة في أوروبا. وقال إن ألمانيا ليست واحدة من أشد منتقدي إسرائيل، ولن تكون بحال من هؤلاء بسبب ذنبها التاريخي، لكن السؤال المطروح هو: كيف تتعامل برلين مع سياسة الاستيطان الإسرائيلية؟
واعتبر أن غابرييل اختار أسلوب المواجهة بلقائه مناهضي الاستيطان، واضعا بذلك مضيفه نتنياهو في موقف محرج.
وخلص الكاتب إلى أن النزاع الفلسطيني ليس السبب الرئيسي لاضطرابات العالم العربي التي تتأثر أوروبا بشدة من تداعياتها، لكنه يلعب دورا فيها.
وفي نفس السياق اعتبرت ممثلة حزب اليسار المعارض بلجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني "بوندستاغ" النائبة أنيته غروت أن الوزير غابرييل يستحق الشكر لعدم خضوعه لابتزاز الحكومة الإسرائيلية، وإصراره على لقاء المنظمتين الحقوقيتين.
وقالت غروت إن غابرييل وجه بهذا إشارة انتقادية مهمة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية المناهضة للقانون الدولي، معتبرة أن الصوت الهستيري للحكومة الإسرائيلية بعد لقاء المنظمتين، يظهر أن السياسة الإسرائيلية بعيدة عن حقوق الإنسان وحرية الرأي.
وخلصت إلى أن برلين باتت مطالبة الآن بتوجيه انتقادات أكثر وضوحا لسياسة الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية اليومية الواسعة لحقوق السكان الفلسطينيين.