دبي – (العربية نت): تداولت مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية صورا لرجل الدين المتشدد حسن كرد ميهن، العقل المدبر لاقتحام السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، الذي طرحت قضيته خلال مناظرة المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية مساء الجمعة، حيث كشف إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن ميهن ينشط حاليا كمسؤول في الحملة الانتخابية للجنرال محمد باقر قاليباف، عمدة طهران الحالي والمرشح عن التيار المحافظ.ووجه نائب الرئيس الإيراني في أول مناظرة انتخابية بُثت مباشرة على القناة الأولى للتلفزيون الإيراني، سؤاله إلى المرشحين المحافظين قائلا: "من الذي اقتحم السفارة السعودية وأبعد السياح عن إيران؟".وتابع موجها كلامه لقاليباف بالقول: "إن مقتحمي السفارة السعودية يعملون في حملة مرشح للانتخابات تعرفه، كما تعرف من الذي موّل الجماعات التي هاجمت السفارة السعودية في طهران".وينتمي حسن كرد ميهن لميليشيات "أنصار حزب الله" بمدينة كرج، جنوب غرب طهران، وهي مجموعة مقربة من المرشد، علي خامنئي، شاركت في قمع احتجاجات الانتفاضة الخضراء عام 2009، والاحتجاجات الطلابية في عام 1998.كما كان من منظمي الحملة الانتخابية للجنرال محمد باقر قاليباف، الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2013 أيضا، ويرأس ميهن مؤسسة باسم "نور معرفت" و9 مؤسسات أخرى مقربة من جماعات ضغط وشخصيات متنفذة في النظام الإيراني ومدعومة ماليا ولوجيستيا من عمدة طهران الجنرال قاليباف.كما شارك ميهن عدة مرات في القتال بصفوف الحرس الثوري الإيراني في سوريا إلى جانب نظام الأسد، إضافة إلى عمله كمدرب لفنون "الجودو" القتالية ومشرف على تدريبات مشتركة لفرق إيرانية وسورية.وكان تسجيل صوتي مسرب لمكالمات ميهن، نشرته مواقع إصلاحية، أثبتت تورطه بتدبيره فكرة الهجوم على السفارة والتخطيط لها، وتحريضه لعناصر وصفهم بـ"أبناء حزب الله الثوريين" من الباسيج والحرس الثوري بالقيام بالمهمة، وكشف عن "تواطؤ" من قبل حكومة روحاني ، التي قال إنها لم تمنع الهجوم، بل سهلت مهمة المهاجمين".وجاء في التسجيل مكالمات ونداءات ميهن وهو يوجه من خلالها المهاجمين من أعضاء ميليشيات الباسيج والحرس الثوري، بحرق وتدمير السفارة والاستيلاء على كافة الوثائق والأوراق في المكاتب.كما قال ميهن في إحدى المكالمات مخاطبا أتباعه إن الهجوم تم بضوء أخضر من الحكومة والنظام، ولهذا السبب سمحت قوى الأمن الداخلي باقتحام السفارة ولم تحرك ساكنا".يذكر أن السلطات القضائية أعلنت بعد أسبوعين من حادث اقتحام السفارة أنها استجوبت حسن كرد ميهن، لاتهامه بالتحريض على الهجوم، لكنها لم توقفه أو تعتقله نهائيا.واتهم كرد ميهن في رسالة مفتوحة وجهها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني في أغسطس 2016، نشرت عبر وسائل إعلام إيرانية رسمية، الحكومة نفسها بالتواطؤ في قضية اقتحام السفارة.وقال ميهن إن من وصفهم بـ"أبناء حزب الله الثوريين" من الباسيج والحرس الثوري قاموا بتلك العملية، موضحا أن " تواطؤ الحكومة في قضية الاقتحام كان واضحا، حيث كان بإمكانها منع المقتحمين لو أرادت ذلك، موضحا أن الشبان المهاجمين توقعون أن يتعرضوا للضرب من قبل قوى الأمن والشرطة".وبحسب نص الرسالة التي نشرها موقع "إنصاف نيوز"، اعترف كرد ميهن بأنه أصدر أوامره لعناصره من خلال مجموعة عبر قناته في تطبيق "تلغرام" بينما كان هو في صفوف الحرس الثوري في سوريا على جبهات القتال ضد المعارضة.وأشار في الرسالة إلى تساهل قوات الأمن في التصدي للاعتداء، ما شجع مقربين منه في مهاجمة بقذائف حارقة واقتحامها على مرأى ومسمع القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية.وحمّل كرد ميهن الرئيس الإيراني حسن روحاني شخصيا مسؤولية اقتحام وإحراق السفارة، وقال إنه "لو أراد منع الاقتراب من السفارة لمنع المتظاهرين على بعد كيلومترات ولما تمكنوا من ذلك".وأشار كرد ميهن في رسالته إلى أن نداءات من الأمن عبر مكبرات في لحظات الهجوم على السفارة كانت تطالب بألا يتعرض المهاجمون للضرب أو الأذى، حيث مهدت بذلك لاقتحام مبنى السفارة وإضرام النار فيه من قبل المهاجمين.وفي فبراير الماضي، كشفت مصادر إصلاحية من طهران، أن ميليشيات تابعة لمجاميع حسن كرد ميهن حاولت الهجوم على حافلة كانت تقل اثنين من المتهمين باقتحام سفارة السعودية في طهران، من أجل تهريبهما وإطلاق سراحهما.وقام المهاجمون الذين ينتمون إلى مجموعة "هیئت مذهبی طلیعه کرج" وتعني "الهيئة الدينية الطليعية" بمنطقة كرج، جنوب طهران، وهي من جماعات الضغط شديدة الولاء للمرشد الإيراني علي خامنئي والتي تنشط تحت مسمى "حزب الله" في إيران، بمحاولة إيقاف الحافلة وتهريب المتهمين في 13 فبراير.واضطرت القوة الأمنية في الحافلة للعودة إلى السجن من أوتوستراد "تشمران"، للحيلولة دون اقتحام السيارة من قبل المهاجمين الذين كانوا يظنون أن رجل الدين المتشدد حسن كرد ميهن، العقل المدبر لاقتحام السفارة السعودية من ضمن المتهمين المنقولين إلى المحكمة.وكان القضاء الإيراني أعلن عن محاكمات وصفت بـ"الصورية"، للمتهمين باقتحام السفارة، حيث إنها تمت خلف الأبواب المغلقة، وذلك بعد أكثر من عام ونيف من المماطلة والتسويف والتضليل، وبعدما واجهت طهران ردود فعل حازمة من قبل المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، تلتها موجة من المقاطعة العربية والإدانات الإسلامية والدولية.وكان محامي عدد من المتهمين باقتحام السفارة السعودية في طهران، أعلن الأربعاء الماضي، أن الشعبة 53 في محكمة التمييز في العاصمة الإيرانية، استأنفت محاكمة المتورطين بالهجوم، بينما لم يتم سجن أحد منهم لحد الآن.يأتي هذا بينما زعم المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين إيجئي، في 4 مارس الماضي، عن توقيف 6 رجال دين شاركوا وحرضوا ميليشيات الحرس الثوري والباسيج على اقتحام سفارة السعودية في طهران، مطلع العام الماضي، نافيا الأنباء التي تحدثت عن العفو عن جميع المتهمين.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90