دبي – (العربية نت): تداول ناشطون إيرانيون مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر هجوم جموع من المواطنين الفقراء في مدينة ميناب، جنوب إيران، على شاحنة وهي تلقي مواد غذائية فاسدة في منطقة نائية على قارع الطريق لغرض إتلافها، حيث قام هؤلاء المواطنون بنهب محتوياتها، الأمر الذي يظهر حجم الفقر المستشري في البلاد.

ويظهر الفيديو المئات وهم يهرعون نحو الشاحنة، حيث ابتعد سائق الجرافة الذي أراد طمر المواد الغذائية الفاسدة، ليتنحى جانبا لإفساح المجال للناس الذين قاموا بأخذ العلب والكراتين المختلفة، بحسب ما أفادت وكالة "نادي المراسلين الشباب" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.

وقالت الوكالة إن الممثل الإيراني الشهير برويز برستويي، شارك الفيديو عبر حسابه على موقع "إنستغرام"، وعبر عن انزعاجه قائلا "في مدينة ميناب ألقى المسؤولون المواد الغذائية الفاسدة بعيداً لإتلافها، لكن الفقراء والجياع هجموا عليها".

وانتقد مستخدمو شبكات التواصل نظام بلادهم بشدة، في معرض تعليقاتهم على الحادث، وقالوا إن هذا النظام يبدد ثروات البلاد على الإنفاق العسكري والتدخل في دعم الإرهاب والميليشيات في دول المنطقة، بينما يحرم شعبه من أبسط إمكانيات الحياة.

وتشهد إيران منذ أشهر، احتجاجات عمالية ضد تأخر الرواتب وانخفاض الأجور وتفشي البطالة والفقر بسبب الفساد المستشري في أجهزة الدولة، والتي تنعكس على المواطن العادي ومعيشته بشكل مباشر، الأمر الذي دفع بالمراقبين بأن يتحدثوا عن احتمال ثورة جياع سيطلقها ملايين من المواطنين المسحوقين والمهمشين.

وكانت قضية "سكان المقابر" في العاصمة الإيرانية طهران - وهم مئات المشردين من الرجال والنساء والأطفال يعيشون داخل القبور - أحدثت ضجة قبل عدة أشهر، داخل إيران بعد ما نشرت صحف رسمية صوراً صادمة عن هؤلاء الفقراء.

وإثر انتشار تلك الصور وجه ناشطون هجوماً لاذعاً ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، وقالوا إن نظام ولاية الفقيه ينفق المليارات من أموال الإيرانيين على تدخلاته العسكرية ودعم الإرهاب في دول المنطقة، بينما شعبه يعيش أسوأ معدلات الفقر والحرمان والتشرد.

وفي فبراير الماضي، أعلن مسؤول لجنة "خميني" الإغاثية في إيران، برويز فتاح، أن نحو 11 مليوناً يعيشون تحت خط الفقر، فيما يحذر خبراء من ثورة جياع قد تندلع في إيران، بسبب انتشار الفقر وانعدام فرص الحياة الكريمة.

ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن فتاح قوله إن خط الفقر في إيران تم تعيينه على أساس دخل شهري لكل فرد بمقدار 812 ألف تومان، أي ما يعادل 220 دولاراً شهرياً تقريباً.

ووفقاً لهذا التقرير، لا يستطيع 11 مليون مواطن إيراني من مجموع 80 مليون نسمة تأمين حاجاتهم المعيشية الأساسية كالمواد الغذائية والسكن والتعليم والصحة والمواصلات وغيرها من الحاجات اليومية.

وكان مركز "کانون عالی کارفرمایان إیران" أي مركز أرباب العمل الإيراني، انتقد في تقرير تردي الأوضاع المعيشية في البلاد، وذكر بأن راتب 220 دولارا لا يكفي المواطن للعيش 8 أيام وهذا ما حدا بالعمال أن يبحثوا على أعمال مضاعفة ليتمكنوا من تأمين معيشتهم لشهر كامل".

وكان موقع "اقتصاد أونلاين" الإيراني، ذكر في تقرير أن متوسط الرواتب للعمال في البلاد تقدر ما بين 700 ألف إلى 812 ألف تومان "180 إلى 220 دولاراً" شهرياً، لكن أعلى الرواتب تصل إلى 16 مليون تومان أي نحو 4400 دولار شهريا، الأمر الذي يظهر الفارق الكبير بين الرواتب في البلاد.