كغيرها من 700 لاجئ افغاني في مخيم ملاكاسا اليوناني، لا تستطيع فارنهاز التي تبلغ الثالثة عشرة من العمر أن تتصور كيف يمكن أن "تبدأ حياة جديدة"، وهي مسألة تشكل تحدياً في هذا المكان الذي تعيش فيه بالتقتير بانتظار الحصول على ملجأ غير مؤكد.
وينحصر هذا المخيم القائم على سفوح تلال تبعد 40 كلم شمال أثينا، بين الطريق السريع وقاعدة عسكرية تبعد كيلومترا واحدا عن قرية صغيرة.
ولم تذهب فارنهاز الى المدرسة إلا ابتداء من هذا الاسبوع، لمتابعة دروس مخصصة لأطفال المخيم في فترة بعد الظهر وكان من المقرر ان تبدأ في الخريف الماضي.
واذا كانت هذه الفتاة الافغانية، صاحبة الوجه الهادىء والمستدير المحاط بوشاح، ترحب بالذهاب الى المدرسة، فان ذلك لم يمنعها من "الشعور بالملل الكبير".
لكنها تحتاج مع ذلك الى تسلية حتى تتخطى هروبها من مزار الشريف، بعدما قتل "عناصر طالبان" جديها.
وقالت هذه المراهقة "لا أحب ذاكرتي"، مشيرة الى انها تتألم ايضا لوالديها "اللذين ما زالا حزينين".
ويحاول آصف فائضي الذي أمضى 15 شهرا في المخيم، بعدما هرب من هراة في الثالثة والعشرين من عمره، ان يصارع ايضا البطالة من خلال مشروع فيلم وثائقي تدعمه منظمة غير حكومية.
لكن معظم المقيمين في المخيم، ولاسيما العازبون منهم، يقولون ان "الحياة متوقفة"، لانعدام الضمانات حيال ما يخبئه لهم المستقبل، وحيال "الدعم على صعد الغة والثقافة والتأقلم مع المجتمع اليوناني".
كما يعرب عن اسفه هذا المصمم الغرافيكي والخبير في المعلوماتية الذي يبلغ الرابعة والعشرين من عمره.
يواجه عشرات الآلاف من الافغان الذين حصرهم اغلاق الحدود في اليونان، مصيرا مشتركا، وتقع على البلاد منحهم او عدم منحهم اللجوء، وهي مسألة ليست محسومة.
وخلافا للسوريين، وبسبب "تعذر نقلهم" الى اوروبا، فهم لا يعتبرون اولوية لاعادة توطينهم في المدن.
وبغضب يقول همايون هاشمي الذي أصيب ساعده "كما لو اننا لسنا بشرا".
وهذه ذكرى بين ذكريات اخرى من اعمال العنف التي لم يساعده وجهه الملائكي وسنواته الاحدى والعشرون على تجنبها منذ مغادرته كابول.
وقالت مديرة المعسكر إيليني مانتزوراكيس ان بين سكان ملاكاسا عددا كبيرا من المنفيين المصنفين "سريعي العطب"، وضحايا التعذيب والمرضى او افراد الاقليات المهددة.
ويقولون ان الاندماج في اليونان يبدو الخيار الوحيد، على رغم البطالة التي تبلغ 23% لأنه اذا "اراد الجميع ان يتحركوا ويواصلوا طريقهم"، يضيق الخناق، كما يقول آصف.
ويشير الى العنف في المعابر غير الشرعية "الذي قد يكلفك حياتك"، والى الإصرار الذي ابدته المانيا على ابعاده الى كابول. لكن الدولة اليونانية لا ترد، كما يعتبر نيكوس خارهاكوس من احدى لجان الدعم المحلية او آنا اويكونوموبولو من مركز ديوتيما اليوناني لدعم النساء.
وقالت آنا اويكونوموبولو "لا يوجد في المخيم ملصق كتبت عليه +إفعل ولا تفعل+ لاحصاء القواعد، وليس من الخطأ ان نطالب به"، معربة عن اسفها للجهل الذي يواجهه الواصلون على صعيد "القواعد الاجتماعية" التي يتعين عليهم اكتسابها والتقيد بها.
وخلال ستة اشهر، اجلى مركز ديوتيما بصورة عاجلة اربع نساء من المعسكر بسبب تعرضهن لأعمال عنف زوجيه. وعادت اثنتان منهن.
واضافت اويكونوموبولو "حتى في اليونان، انفجر العنف المنزلي مع الازمة الاقتصادية، وتخيلوا عندئذ هذه العائلات التي اهتز كامل توازنها".
وتقول هذه الخبيرة النفسية ان المخيم اصبح "نوعا من قرية افغانية مع ماذا سيقول الناس، وسيطرة الجماعة". من الصعب عندئذ، خصوصا على النساء "الانفتاح على مجتمع جديد"، كما تؤكد هذه الخبيرة.
وتقول فارنهاز ان الامهات او صديقاتها "لا يشعرن فعلا بالأمان".
الا ان الوضع تحسن منذ الخريف، عندما حلت بيوت جاهزة مجهزة بالامور الضرورية، لكنها تضمن نوعا من الخصوصية، محل الخيم والمراحيض المشتركة. وبات المخيم نظيفا وعلى ما يرام. وهذا ما لا يحلم به "ايلينيكون" المخيم الآخر الذي يضم نحو الف لاجئ افغاني في احدى ضواحي اثينا. وهؤلاء يعيشون بالقرب من المدينة لكن وضعهم ليس افضل من الآخرين.
{{ article.visit_count }}
وينحصر هذا المخيم القائم على سفوح تلال تبعد 40 كلم شمال أثينا، بين الطريق السريع وقاعدة عسكرية تبعد كيلومترا واحدا عن قرية صغيرة.
ولم تذهب فارنهاز الى المدرسة إلا ابتداء من هذا الاسبوع، لمتابعة دروس مخصصة لأطفال المخيم في فترة بعد الظهر وكان من المقرر ان تبدأ في الخريف الماضي.
واذا كانت هذه الفتاة الافغانية، صاحبة الوجه الهادىء والمستدير المحاط بوشاح، ترحب بالذهاب الى المدرسة، فان ذلك لم يمنعها من "الشعور بالملل الكبير".
لكنها تحتاج مع ذلك الى تسلية حتى تتخطى هروبها من مزار الشريف، بعدما قتل "عناصر طالبان" جديها.
وقالت هذه المراهقة "لا أحب ذاكرتي"، مشيرة الى انها تتألم ايضا لوالديها "اللذين ما زالا حزينين".
ويحاول آصف فائضي الذي أمضى 15 شهرا في المخيم، بعدما هرب من هراة في الثالثة والعشرين من عمره، ان يصارع ايضا البطالة من خلال مشروع فيلم وثائقي تدعمه منظمة غير حكومية.
لكن معظم المقيمين في المخيم، ولاسيما العازبون منهم، يقولون ان "الحياة متوقفة"، لانعدام الضمانات حيال ما يخبئه لهم المستقبل، وحيال "الدعم على صعد الغة والثقافة والتأقلم مع المجتمع اليوناني".
كما يعرب عن اسفه هذا المصمم الغرافيكي والخبير في المعلوماتية الذي يبلغ الرابعة والعشرين من عمره.
يواجه عشرات الآلاف من الافغان الذين حصرهم اغلاق الحدود في اليونان، مصيرا مشتركا، وتقع على البلاد منحهم او عدم منحهم اللجوء، وهي مسألة ليست محسومة.
وخلافا للسوريين، وبسبب "تعذر نقلهم" الى اوروبا، فهم لا يعتبرون اولوية لاعادة توطينهم في المدن.
وبغضب يقول همايون هاشمي الذي أصيب ساعده "كما لو اننا لسنا بشرا".
وهذه ذكرى بين ذكريات اخرى من اعمال العنف التي لم يساعده وجهه الملائكي وسنواته الاحدى والعشرون على تجنبها منذ مغادرته كابول.
وقالت مديرة المعسكر إيليني مانتزوراكيس ان بين سكان ملاكاسا عددا كبيرا من المنفيين المصنفين "سريعي العطب"، وضحايا التعذيب والمرضى او افراد الاقليات المهددة.
ويقولون ان الاندماج في اليونان يبدو الخيار الوحيد، على رغم البطالة التي تبلغ 23% لأنه اذا "اراد الجميع ان يتحركوا ويواصلوا طريقهم"، يضيق الخناق، كما يقول آصف.
ويشير الى العنف في المعابر غير الشرعية "الذي قد يكلفك حياتك"، والى الإصرار الذي ابدته المانيا على ابعاده الى كابول. لكن الدولة اليونانية لا ترد، كما يعتبر نيكوس خارهاكوس من احدى لجان الدعم المحلية او آنا اويكونوموبولو من مركز ديوتيما اليوناني لدعم النساء.
وقالت آنا اويكونوموبولو "لا يوجد في المخيم ملصق كتبت عليه +إفعل ولا تفعل+ لاحصاء القواعد، وليس من الخطأ ان نطالب به"، معربة عن اسفها للجهل الذي يواجهه الواصلون على صعيد "القواعد الاجتماعية" التي يتعين عليهم اكتسابها والتقيد بها.
وخلال ستة اشهر، اجلى مركز ديوتيما بصورة عاجلة اربع نساء من المعسكر بسبب تعرضهن لأعمال عنف زوجيه. وعادت اثنتان منهن.
واضافت اويكونوموبولو "حتى في اليونان، انفجر العنف المنزلي مع الازمة الاقتصادية، وتخيلوا عندئذ هذه العائلات التي اهتز كامل توازنها".
وتقول هذه الخبيرة النفسية ان المخيم اصبح "نوعا من قرية افغانية مع ماذا سيقول الناس، وسيطرة الجماعة". من الصعب عندئذ، خصوصا على النساء "الانفتاح على مجتمع جديد"، كما تؤكد هذه الخبيرة.
وتقول فارنهاز ان الامهات او صديقاتها "لا يشعرن فعلا بالأمان".
الا ان الوضع تحسن منذ الخريف، عندما حلت بيوت جاهزة مجهزة بالامور الضرورية، لكنها تضمن نوعا من الخصوصية، محل الخيم والمراحيض المشتركة. وبات المخيم نظيفا وعلى ما يرام. وهذا ما لا يحلم به "ايلينيكون" المخيم الآخر الذي يضم نحو الف لاجئ افغاني في احدى ضواحي اثينا. وهؤلاء يعيشون بالقرب من المدينة لكن وضعهم ليس افضل من الآخرين.