سجلت طلبات الحصول على الجنسية البريطانية ارتفاعاً كبيراً من قبل المواطنين الأوروبيين الذين تدفقت أعداد متزايدة منهم على لندن بهدف الحصول على جنسيتها وذلك قبل الخروج نهائياً من الاتحاد الأوروبي Brexit# ، وهو الخروج الذي يتوقع أن يؤدي إلى فرض قيود على إمكانية دخول الأوروبيين وإقامتهم في البلاد.
وأظهرت أرقام رسمية بريطانية أن سلطات الهجرة والجنسية في لندن تلقت خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي طلبات من مواطنين أوروبيين راغبين بالحصول على الجنسية تزيد عن عدد الطلبات التي تلقتها خلال العام الماضي بأكمله، ما يعني أن التوقعات تشير إلى أن طالبي الجنسية البريطانية من الأوروبيين قد يتضاعفون العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، علماً بأن العام الماضي سجل أصلاً زيادة عن العام الذي سبقه بسبب التصويت في الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويعامل المواطن الأوروبي في بريطانيا نفس معاملة المواطن المحلي بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، حيث يتمتع بحرية الدخول والخروج والإقامة بشكل كامل، كما أن الأوروبي يحق له العمل والعيش والسكن وتلقي العلاج والتعليم مجاناً في بريطانيا، حاله حال المواطن، وهو ما يتوقع أن يتأثر بعد أن تخرج بريطانيا بشكل فعلي من الاتحاد الأوروبي.
وكانت أغلبية البريطانيين صوتت في يونيو من العام الماضي على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفي شهر مارس الماضي أودعت بريطانيا طلباً رسمياً لدى الاتحاد الأوروبي بتفعيل المادة 50 ما يعني أنه يتوجب عليها الخروج الفعلي خلال عامين فقط من إيداع الطلب الرسمي.
وبحسب البيانات الصادرة عن الحكومة البريطانية، والتي نشرتها جريدة "ديلي إكسبرس" واطلعت عليها "العربية.نت" فإن سلطات الهجرة في لندن تلقت خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي أكثر من 19 ألف طلب للحصول على الجنسية من مواطنين أوروبيين، وهو أكثر من عدد الطلبات التي تلقتها خلال العام الماضي بأكمله.
وقال ريتشارد تيكو، نائب رئيس الحملة الداعية للانفصال عن الاتحاد الأوروبي إن "هذا الرقم دليل على أن مواطني الاتحاد الأوروبي يعتقدون أن بريطانيا سوف تكون أفضل بكثير بعد الخروج من الاتحاد، وهم يريدون أن يكونوا جزءاً منها ويستفيدوا من هذه الفرصة".
وأضاف: "هناك منافع اقتصادية ضخمة من الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وهذا ما يدفع الناس من دول الاتحاد الأوروبي لطلب الجنسية البريطانية".
لكن الكثير من المراقبين يشيرون الى أن هذه الطلبات للحصول على الجنسية البريطانية مدفوعة بالمخاوف من قبل بعض المواطنين الأوروبيين على مستقبلهم.
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قال الأسبوع الماضي، إنه يوجد في بريطانيا أكثر من ثلاثة ملايين مواطن أوروبي يقيمون بشكل دائم، وإنه يجري البحث في كيفية الحفاظ على حقوقهم بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي بشكل كامل.