* اجتماع وزاري عربي طارئ حول القدس السبت
* أمريكا في عزلة خلال جلسة مجلس الأمن حول القدس
غزة - عزالدين أبو عيشة، القاهرة - عصام بدوي، الكويت - هدى هنداوي، الجزائر - عبدالسلام سكية، وكالات
اندلعت احتجاجات وتظاهرات في مدن عديدة حول العالم تنديداً بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيلة ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، في حين يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً على المستوى الوزاري السبت بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة. ومن المقرر أن ينظر الاجتماع في التطورات الخاصة بإعلان ترامب.
وقد استشهد فلسطيني الجمعة في قطاع غزة وأصيب العشرات في مواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية على حدود غزة وفي القدس ومدن الضفة الغربية المحتلة، بعد تجمعات احتجاجاً على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي وقت لاحق، اعلنت مصادر فلسطينية إصابة 10 فلسطينيين في سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة على القطاع.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب محمود المصري "30 عاماً" بعد إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات في خان يونس قرب الشريط الحدودي في جنوب قطاع غزة.
وأصيب شاب آخر خلال المواجهات في قطاع غزة برصاصة في الرأس، وهو في حالة "خطرة جداً".
وأصيب العشرات من الفلسطينيين بالرصاص المطاطي، أو الذخيرة الحية، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن نحو 4500 فلسطيني تجمعوا في 6 مواقع على الحدود مع قطاع غزة.
وأوضح أن قواته أطلقت النيران على "العشرات" على الحدود مع غزة، دون الإشارة إلى عدد الإصابات.
كما أعلن الجيش أيضاً أن القبة الحديدة اعترضت صاروخاً أطلق من قطاع غزة.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن آلاف الفلسطينيين شاركوا في تظاهرات في الضفة الغربية، مشيراً إلى "توقيف 28 شخصاً فيما أصيب 68".
وشارك آلاف الفلسطينيين الغاضبين في تظاهرات انطلقت بعد انتهاء صلاة الجمعة في مختلف المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي القدس الشرقية المحتلة.
وخرجت تظاهرات في تركيا وأفغانستان ومصر وتونس والأردن ولبنان والعراق وإيران وماليزيا وإندونيسيا أيضاً احتجاجاً على القرار الأمريكي.
وفي الكويت، دعا المنبر الديمقراطي الكويتي إلى الاعتصام السبت احتجاجاً على القرار الأمريكي.
واندلعت تظاهرات بساحة الجامع الأزهر، في العاصمة المصرية القاهرة الجمعة، احتجاجا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف "بالقدس عاصمة لإسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة المحتلة.
وردد مئات المصلين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، "فلسطين عربية والقدس برضه عربية"، و"تسقط تسقط إسرائيل"، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"بالدم بالروح.. القدس مش هتروح".
ووصف الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، قرار الرئيس ترامب بـ"الإرهابي".
وقال شومان، خلال إلقاء خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف: "ما أشبه الليلة بالبارحة، ففي نوفمبر 1917، صدر الوعد المشؤوم المسمى ببلفور، بجعل فلسطين العربية موطنًا لليهود، وقبل يومين صدر وعد ترامب، بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، في اعتراف رسمي بأن القدس عاصمة للصهاينة".
يذكر أن عشرات من المواطنين، قد نظموا وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحافيين، الخميس، للتنديد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس.
وردد المواطنون هتافات من بينها، "فلسطين عربية ضد الدولة الصهيونية"، "أرض القدس يا عربية "بالدم بالروح القدس مش هتروح"، "شمال يمين هنحرر فلسطين".
ورفع المشاركون، خلال الوقفة الاحتجاجية الأعلام الفلسطينية، تضامناً مع الدولة الفلسطينية، كما أحرق محتجون مشاركون في وقفة نقابة الصحافيين بشارع عبد الخالق ثروت، العلمين الأمريكي والإسرائيلي.
ونددت الجمهورية الجزائرية "بشدة" بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفق ما جاء في بيان للخارجية الجزائرية نقلته وكالة الأنباء الحكومية، بينما شهدت العديد من المدن، مسيرات ووقفات احتجاجية، ضد قرار ترامب واعترافه بـ "القدس عاصمة لإسرائيل".
وجاء في البيان أن الجزائر "تندد بشدة بهذا القرار الخطير باعتباره انتهاكاً صارخاً للوائح مجلس الأمن ذات الصلة والشرعية الدولية وباعتباره يقوض إمكانية بعث مسار السلام المتوقف منذ مدة طويلة".
وأضاف البيان "لقد اطلعت الجزائر بانشغال كبير على قرار الإدارة الأمريكية المتضمن الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل". وأثار قرار ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس تنديداً واسعا في العالم.
وشهدت العديد من المدن الجزائرية، مسيرات ووقفات احتجاجية، ضد قرار الرئيس الأمريكي، عقب صلاة الجمعة، فيما تدخلت الشرطة لمنع خروج مسيرة وسط العاصمة، تطبيقاً للقرار الحكومي الصادر عام 2001 بمنع المسيرات كلية بالعاصمة.
كما منعت قوات الأمن، مجموعة من نواب البرلمان عن كتلتي حركة مجتمع السلم والاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء من الوصول للسفارة الأمريكية لتسليم عريضة ضد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول نقل سفارته للقدس.
وعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة جلسة طارئة شهدت على عزلة موقف الولايات المتحدة، بعد خطوة ترامب التي ووجهت بتنديد دولي، بما في ذلك من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وأكد سفراء السويد وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا لدى الأمم المتحدة الجمعة في بيان إثر الاجتماع "إن وضع القدس يجب أن يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تختتم باتفاق حول الوضع النهائي".
وشددوا أنه في هذا الإطار "يجب أن تكون القدس عاصمة لدولتي إسرائيل وفلسطين. وفي غياب اتفاق، لا نعترف بأية سيادة على القدس".
وأضافوا أنه "بناء على القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخصوصاً القرارات 467 و478 و2334 نعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وخلال الجلسة، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في كلمة عبر الفيديو من القدس أنه تم إعلان "ثلاثة أيام غضب" من "6 إلى 9 ديسمبر"، محذراً من مخاطر "تطرف ديني" وداعياً قادة العالم إلى "إبداء الحكمة" لإعادة الهدوء إلى المنطقة.
بينما قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الجمعة إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لن يتم على الأرجح قبل عامين.
وصرح تيلرسون بعد محادثات في باريس مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان "هذه خطوة لن تحصل هذا العام وربما ليس العام المقبل، لكن الرئيس يريد أن تكون الإجراءات ملموسة وبوتيرة ثابتة لضمان نقل السفارة للقدس حين نكون قادرين على فعل ذلك، في أقرب وقت ممكن".
وأشار تيلرسون إلى خطوات نقل السفارة من تل أبيب للقدس التي تتضمن العثور على موقع، وضع خطط، الحصول على موافقة من الكونغرس على المصاريف المتوقعة "ثم بناء السفارة فعلياً".
وكرر الوزير الأمريكي أن الخطوة الأمريكية لم تستهدف الحكم مسبقاً على نتائج مباحثات السلام المستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتابع أن "الرئيس في بيانه (...) لم يشر إلى أي وضع نهائي للقدس. فعلياً، لقد كان "ترامب" واضحاً جداً أن الوضع النهائي، بما فيه "ملف" الحدود، سيترك للأطراف المعنية للتفاوض.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وحاولت العديد من خطط السلام في العقود الماضية حل مسألة تقسيم السيادة أو الإشراف على المواقع المقدسة في القدس.
ويشكل وضع القدس إحدى أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي بادرة أخرى تعكس التوتر الفلسطيني الأمريكي، تحدثت معلومات عن احتمال إلغاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقائه بنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الذي سيزور المنطقة قريباً.
وقال البيت الأبيض الخميس إن احتمال إلغاء اجتماع مقرر قريبا بين بنس وعباس سيأتي "بنتائج معاكسة". وقال مسؤول في الرئاسة الأمريكية أن بنس "لا يزال يعتزم لقاء عباس كما هو مقرر" .
وتعذر الاتصال بمكتب عباس للحصول على تعليق على التصريحات، لكن جبريل الرجوب المسؤول الفلسطيني في حركة فتح التي يتزعمها عباس، قال الخميس أن بنس "غير مرحب به في فلسطين (...) والرئيس عباس لن يلتقيه بسبب التصريحات التي أدلى بها" عن القدس.
بينما أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب الجمعة رفضه "بشكل قاطع" طلباً رسمياً سبق ووافق عليه للقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس نهاية الشهر الجاري، احتجاجا على القرار الذي وصفه بأنه "باطل شرعاً وقانوناً".
وانتقدت كل دول العالم قرار ترامب. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اغدق المديح على الرئيس الأمريكي مؤكداً أن "اسمه سيدخل في تاريخ القدس"، داعياً دولاً أخرى إلى أن تحذو حذوه.
وقرار ترامب الذي يأتي تنفيذاً لأحد وعود حملته الانتخابية في 2016، يضع نهاية لسبعة عقود من الغموض الأمريكي على وضع المدينة المقدسة التي تطالب بها إسرائيل والفلسطينيون.
وقال ترامب إن القرار يؤذن ببداية "مقاربة جديدة" لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. لكن خروج ترامب عن الإجماع الدولي حول مسألة بهذه الحساسية لقي تحذيرات دولية متزايدة.
وإضافة إلى تحذير روسي، رأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن قرار ترامب يمكن أن يعيد المنطقة إلى "أوقات أكثر ظلمة"، فيما اعتبرته السعودية "غير مبرر وغير مسؤول".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القرار يضع المنطقة في "دائرة نار". وأضاف "أي نوع من المقاربة هذه؟ القادة السياسيون لا يثيرون المشكلات، بل يسعون لصنع السلام".
وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ أبريل 2014.
ورأى محمد اشتية وهو مسؤول فلسطيني كبير شارك في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في السابق أن قرار ترامب لا يترك شيئاً للتفاوض عليه، مضيفاً أن مثل هذا التفاوض قد يكون "ربما حول طرد الفلسطينيين إلى جهة غير معروفة".
* أمريكا في عزلة خلال جلسة مجلس الأمن حول القدس
غزة - عزالدين أبو عيشة، القاهرة - عصام بدوي، الكويت - هدى هنداوي، الجزائر - عبدالسلام سكية، وكالات
اندلعت احتجاجات وتظاهرات في مدن عديدة حول العالم تنديداً بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيلة ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، في حين يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً على المستوى الوزاري السبت بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة. ومن المقرر أن ينظر الاجتماع في التطورات الخاصة بإعلان ترامب.
وقد استشهد فلسطيني الجمعة في قطاع غزة وأصيب العشرات في مواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية على حدود غزة وفي القدس ومدن الضفة الغربية المحتلة، بعد تجمعات احتجاجاً على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي وقت لاحق، اعلنت مصادر فلسطينية إصابة 10 فلسطينيين في سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة على القطاع.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب محمود المصري "30 عاماً" بعد إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات في خان يونس قرب الشريط الحدودي في جنوب قطاع غزة.
وأصيب شاب آخر خلال المواجهات في قطاع غزة برصاصة في الرأس، وهو في حالة "خطرة جداً".
وأصيب العشرات من الفلسطينيين بالرصاص المطاطي، أو الذخيرة الحية، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن نحو 4500 فلسطيني تجمعوا في 6 مواقع على الحدود مع قطاع غزة.
وأوضح أن قواته أطلقت النيران على "العشرات" على الحدود مع غزة، دون الإشارة إلى عدد الإصابات.
كما أعلن الجيش أيضاً أن القبة الحديدة اعترضت صاروخاً أطلق من قطاع غزة.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن آلاف الفلسطينيين شاركوا في تظاهرات في الضفة الغربية، مشيراً إلى "توقيف 28 شخصاً فيما أصيب 68".
وشارك آلاف الفلسطينيين الغاضبين في تظاهرات انطلقت بعد انتهاء صلاة الجمعة في مختلف المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي القدس الشرقية المحتلة.
وخرجت تظاهرات في تركيا وأفغانستان ومصر وتونس والأردن ولبنان والعراق وإيران وماليزيا وإندونيسيا أيضاً احتجاجاً على القرار الأمريكي.
وفي الكويت، دعا المنبر الديمقراطي الكويتي إلى الاعتصام السبت احتجاجاً على القرار الأمريكي.
واندلعت تظاهرات بساحة الجامع الأزهر، في العاصمة المصرية القاهرة الجمعة، احتجاجا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف "بالقدس عاصمة لإسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة المحتلة.
وردد مئات المصلين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، "فلسطين عربية والقدس برضه عربية"، و"تسقط تسقط إسرائيل"، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"بالدم بالروح.. القدس مش هتروح".
ووصف الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، قرار الرئيس ترامب بـ"الإرهابي".
وقال شومان، خلال إلقاء خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف: "ما أشبه الليلة بالبارحة، ففي نوفمبر 1917، صدر الوعد المشؤوم المسمى ببلفور، بجعل فلسطين العربية موطنًا لليهود، وقبل يومين صدر وعد ترامب، بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، في اعتراف رسمي بأن القدس عاصمة للصهاينة".
يذكر أن عشرات من المواطنين، قد نظموا وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحافيين، الخميس، للتنديد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس.
وردد المواطنون هتافات من بينها، "فلسطين عربية ضد الدولة الصهيونية"، "أرض القدس يا عربية "بالدم بالروح القدس مش هتروح"، "شمال يمين هنحرر فلسطين".
ورفع المشاركون، خلال الوقفة الاحتجاجية الأعلام الفلسطينية، تضامناً مع الدولة الفلسطينية، كما أحرق محتجون مشاركون في وقفة نقابة الصحافيين بشارع عبد الخالق ثروت، العلمين الأمريكي والإسرائيلي.
ونددت الجمهورية الجزائرية "بشدة" بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفق ما جاء في بيان للخارجية الجزائرية نقلته وكالة الأنباء الحكومية، بينما شهدت العديد من المدن، مسيرات ووقفات احتجاجية، ضد قرار ترامب واعترافه بـ "القدس عاصمة لإسرائيل".
وجاء في البيان أن الجزائر "تندد بشدة بهذا القرار الخطير باعتباره انتهاكاً صارخاً للوائح مجلس الأمن ذات الصلة والشرعية الدولية وباعتباره يقوض إمكانية بعث مسار السلام المتوقف منذ مدة طويلة".
وأضاف البيان "لقد اطلعت الجزائر بانشغال كبير على قرار الإدارة الأمريكية المتضمن الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل". وأثار قرار ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس تنديداً واسعا في العالم.
وشهدت العديد من المدن الجزائرية، مسيرات ووقفات احتجاجية، ضد قرار الرئيس الأمريكي، عقب صلاة الجمعة، فيما تدخلت الشرطة لمنع خروج مسيرة وسط العاصمة، تطبيقاً للقرار الحكومي الصادر عام 2001 بمنع المسيرات كلية بالعاصمة.
كما منعت قوات الأمن، مجموعة من نواب البرلمان عن كتلتي حركة مجتمع السلم والاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء من الوصول للسفارة الأمريكية لتسليم عريضة ضد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول نقل سفارته للقدس.
وعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة جلسة طارئة شهدت على عزلة موقف الولايات المتحدة، بعد خطوة ترامب التي ووجهت بتنديد دولي، بما في ذلك من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وأكد سفراء السويد وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا لدى الأمم المتحدة الجمعة في بيان إثر الاجتماع "إن وضع القدس يجب أن يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تختتم باتفاق حول الوضع النهائي".
وشددوا أنه في هذا الإطار "يجب أن تكون القدس عاصمة لدولتي إسرائيل وفلسطين. وفي غياب اتفاق، لا نعترف بأية سيادة على القدس".
وأضافوا أنه "بناء على القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخصوصاً القرارات 467 و478 و2334 نعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وخلال الجلسة، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في كلمة عبر الفيديو من القدس أنه تم إعلان "ثلاثة أيام غضب" من "6 إلى 9 ديسمبر"، محذراً من مخاطر "تطرف ديني" وداعياً قادة العالم إلى "إبداء الحكمة" لإعادة الهدوء إلى المنطقة.
بينما قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الجمعة إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لن يتم على الأرجح قبل عامين.
وصرح تيلرسون بعد محادثات في باريس مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان "هذه خطوة لن تحصل هذا العام وربما ليس العام المقبل، لكن الرئيس يريد أن تكون الإجراءات ملموسة وبوتيرة ثابتة لضمان نقل السفارة للقدس حين نكون قادرين على فعل ذلك، في أقرب وقت ممكن".
وأشار تيلرسون إلى خطوات نقل السفارة من تل أبيب للقدس التي تتضمن العثور على موقع، وضع خطط، الحصول على موافقة من الكونغرس على المصاريف المتوقعة "ثم بناء السفارة فعلياً".
وكرر الوزير الأمريكي أن الخطوة الأمريكية لم تستهدف الحكم مسبقاً على نتائج مباحثات السلام المستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتابع أن "الرئيس في بيانه (...) لم يشر إلى أي وضع نهائي للقدس. فعلياً، لقد كان "ترامب" واضحاً جداً أن الوضع النهائي، بما فيه "ملف" الحدود، سيترك للأطراف المعنية للتفاوض.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وحاولت العديد من خطط السلام في العقود الماضية حل مسألة تقسيم السيادة أو الإشراف على المواقع المقدسة في القدس.
ويشكل وضع القدس إحدى أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي بادرة أخرى تعكس التوتر الفلسطيني الأمريكي، تحدثت معلومات عن احتمال إلغاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقائه بنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الذي سيزور المنطقة قريباً.
وقال البيت الأبيض الخميس إن احتمال إلغاء اجتماع مقرر قريبا بين بنس وعباس سيأتي "بنتائج معاكسة". وقال مسؤول في الرئاسة الأمريكية أن بنس "لا يزال يعتزم لقاء عباس كما هو مقرر" .
وتعذر الاتصال بمكتب عباس للحصول على تعليق على التصريحات، لكن جبريل الرجوب المسؤول الفلسطيني في حركة فتح التي يتزعمها عباس، قال الخميس أن بنس "غير مرحب به في فلسطين (...) والرئيس عباس لن يلتقيه بسبب التصريحات التي أدلى بها" عن القدس.
بينما أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب الجمعة رفضه "بشكل قاطع" طلباً رسمياً سبق ووافق عليه للقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس نهاية الشهر الجاري، احتجاجا على القرار الذي وصفه بأنه "باطل شرعاً وقانوناً".
وانتقدت كل دول العالم قرار ترامب. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اغدق المديح على الرئيس الأمريكي مؤكداً أن "اسمه سيدخل في تاريخ القدس"، داعياً دولاً أخرى إلى أن تحذو حذوه.
وقرار ترامب الذي يأتي تنفيذاً لأحد وعود حملته الانتخابية في 2016، يضع نهاية لسبعة عقود من الغموض الأمريكي على وضع المدينة المقدسة التي تطالب بها إسرائيل والفلسطينيون.
وقال ترامب إن القرار يؤذن ببداية "مقاربة جديدة" لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. لكن خروج ترامب عن الإجماع الدولي حول مسألة بهذه الحساسية لقي تحذيرات دولية متزايدة.
وإضافة إلى تحذير روسي، رأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن قرار ترامب يمكن أن يعيد المنطقة إلى "أوقات أكثر ظلمة"، فيما اعتبرته السعودية "غير مبرر وغير مسؤول".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القرار يضع المنطقة في "دائرة نار". وأضاف "أي نوع من المقاربة هذه؟ القادة السياسيون لا يثيرون المشكلات، بل يسعون لصنع السلام".
وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ أبريل 2014.
ورأى محمد اشتية وهو مسؤول فلسطيني كبير شارك في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في السابق أن قرار ترامب لا يترك شيئاً للتفاوض عليه، مضيفاً أن مثل هذا التفاوض قد يكون "ربما حول طرد الفلسطينيين إلى جهة غير معروفة".