* ألاباما انتخبت ممثلها الديمقراطي في مجلس الشيوخ وسط فضيحة للمرشح الجمهوري
* المحللة السياسية سالي كوهين لـ "الوطن": رسالة أوباما للسود ساهمت في فوز دوغ جونز
* خبير العلاقات الاجتماعية ادريان باسيلو لـ "الوطن": تحفظات روي مور تجاه السود والأقليات وراء الهزيمة
نيويورك - نشأت الإمام
مثل فوز المرشح الديمقراطي دوغ جونز في انتخابات اختيار ممثل مجلس الشيوخ من ولاية ألاباما الأمريكية صفعة قوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وللجمهوريين، حيث ظل ترامب أحد أكبر الداعمين لحملة مرشح الحزب الجمهوري روي مور في ولاية الاباما التي تعد معقل الجمهوريين إذ ظلت محتكرة لهم منذ 25 عاماً. وغرد ترامب على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الكثير من التغريدات الداعمة لمور كانت آخرها قبل 4 ساعات فقط من فرز نتائج التصويت وقال فيها إنه متأكد من فوزه.
وكان المرشح الديمقراطي دوغ جونز قد حقق الفوز بفارق بسيط على المرشح الجمهوري روي مور بلغ 49.8% مقابل 48.8% في جولة شهدت تنافساً قوياً بين المرشحين الى ان حسمها جونز لصالحه في النهاية.
وشهدت الانتخابات قبل اعلان نتيجتها تصريحات متبادلة بين الرئيسين الأسبق باراك أوباما والحالي دونالد ترامب، حيث دعا أوباما سكان الولاية للتصويت لجونز واختيار الصواب عبر رسائل صوتية بعثها لانصاره، وذكر أن الأمر جدي: "اخرجوا وصوتوا واختاروا الصواب.. الأمر جدي"، في حين أن ترامب ظل يغرد بشكل متواصل دعماً لمور وقال: "احتاج أن تصوتوا لمور".. وذلك على الرغم من أن فضائح جنسية ظلت تطارد مور متعلقة بالتحرش مع قاصرات.
من جانبها، قالت المحللة السياسية سالي كوهين لـ "الوطن"، إن "رسالة أوباما ربما ساعدت بشكل كبير على فوز جونز بالانتخابات، اذ دفع أوباما السود الذين يمثلون 28 % من سكان الولاية للتصويت للمرشح الديمقراطي، في ولاية يمثل البيض فيها نسبة 70 % من السكان، في حين يمثل اللاتينيين 2 %".
وعلى الرغم من صدمة الجمهوريين بفقدان ولاية ألاباما التي تعد إحدى القلاع الجمهورية في الجنوب، إلا أن بعض المراقبين يرى أن هناك اتفاقاً سرياً قد تم بين الجمهوريين والديمقراطيين لابعاد مور من الفوز، خشية أن تلاحقه التهم حتى بعد دخوله لمجلس الشيوخ وربما تؤدي الى عزله ايضاً. من جهته، قال خبير العلاقات الاجتماعية ادريان باسيلو لـ "الوطن"، إن "التحرش الجنسي هو الأقل سوءاً الذي يملكه مور، إذ إنه يعد من أقصى اليمين المتطرف، ويسعى لإقحام الدين في السياسية، وهو متطرف في آرائه ولديه تحفظات تخص السود والأقليات في أمريكا، إذ صرح أكثر من مرة بأن أمريكا كانت بأحسن أحوالها أيام العبودية، ولديه وجهة نظر تقول إن الأمريكيين المسلمين لا يمكن أن يصبحوا اعضاء بالكونغرس، نسبة لأنهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية وهذا يتنافى مع المبادىء الأمريكية".
ويعد فوز جونز يوم الثلاثاء الماضي فوزاً عظيماً للديمقراطيين إذ يعد جونز أول ديمقراطي يدخل مجلس الشيوخ عن ألاباما خلال ربع قرن، ويقلص من أغلبية الجمهوريين الضئيلة أصلاً في المجلس إلى 51 مقعداً مقابل 49 للديمقراطيين بما يفتح الباب أمام الديمقراطيين لاستعادة الأغلبية في المجلس في انتخابات الكونجرس العام المقبل.
ويحاول ترامب أن يوجه تداعيات هزيمة الجمهوريين في ولاية الاباما المحافظة في الجنوب الأمريكي، وبات عليه أن يواجه وضعاً سياسياً جديداً بعد أن زرعت الهزيمة شكوكاً حول حقيقة الشعبية التي يحظى بها.
وفاز دوغ جونز في انتخابات فرعية على مقعد سيناتور في مجلس الشيوخ عن ولاية الاباما - أول فوز من هذا النوع للديموقراطيين في هذه الولاية منذ ربع قرن - ليتراجع عدد مقاعد الغالبية الجمهورية إلى 51 سناتورا، مقابل 49 للديمقراطيين، ما يضيق هامش المناورة أمام ترامب لتمرير تشريعات في الكونغرس.
ووجهت اصابع الاتهام بالمسؤولية عن الهزيمة إلى روي مور، المرشح الجمهوري الذي لم يتمكن من تجاوز الاتهامات بالتحرش الجنسي بمراهقات وتجاهل دعوات الحزب للانسحاب.
وإدراكاً منه بالعاصفة المقتربة سعى ترامب إلى النأي بنفسه عن أي لوم.
وكتب ترامب على تويتر "روي عمل جاهداً لكن الظروف لم تكن مهيئة أمامه"، مذكراً الأمريكيين بأن مور لم يكن خياره الأول في السباق. وكان ترامب قد أيد مرشحاً آخر في الانتخابات التمهيدية للحزب.
وتجاهل ترامب نصيحة قادة الحزب عندما رمى بثقله خلف مور البالغ من العمر 70 عاماً.
ومثل ترامب سعى مور للفوز في الانتخابات بأصوات الإنجيليين والبيض، مراهناً أن قاعدة التأييد ستكون كافية للفوز.
ومور، الذي عاونه في حملته مستشار ترامب الاستراتيجي السابق ستيف بانون، استعار كثيراً شعارات حملة ترامب الرئاسية، وأدلى بالكثير من التصريحات العنصرية، كما أكثر من الهجمات على الصحافة وسواها من "النخبة".
ورأى الجمهوريون التقليديون في هذا الاقتراع نقطة تحول. فقد قال أحد أعضاء الحزب الجمهوري إن هزيمة مور "تبعث على الارتياح"، ليتلاقى مع الكثيرين من عتاة الحزب الجمهوري الذين كانوا يخشون أن يتحول مور إلى واجهة للحزب في حال فوزه.
وصوب عضو الكونغرس بيتر كينغ هجومه على بانون مباشرة.
وقال السيناتور الجمهوري لشبكة "سي ان ان" الإخبارية "إنه ليس الشخص الذي نحتاج له في السياسة الامريكية" واضاف "إنه يبدو كثمل يهيم على المسرح الوطني".
لكن البعض في الدائرة الداخلية لترامب يتساءلون ما إذا كانت الاباما قد كشفت حدود مقاربته. فإذا كانت هذه المقاربة لم تنجح في الاباما الولاية الجمهورية في صميمها، اين يمكن أن تنجح؟.
وهو سؤال يتعين على البيت الأبيض ان يجد له جوابا سريعا. فمن المقرر ان تجري العام المقبل انتخابات منتصف الولاية التي تقدم للديمقراطيين فرصة لاستعادة السيطرة على مجلسي الكونغرس.
ومنذ أشهر أعرب الجمهوريون عن القلق من خسارة الحزب السيطرة على مجلس النواب.
والسيطرة على مجلسي الكونغرس مهمة لترامب لتمرير تشريعاته، ومنع خطوات نحو اطلاق اجراءات لعزله.
ومع نسبة تأييد تبلغ 35 % فإن ترامب قد واجه جدلاً تلو الآخر خلال 11 شهراً من ولايته.
من جهتها، دعت صحيفة "يو اس ايه توداي" المعروف عنها عادة الحذر في التعبير، ترامب إلى الاستقالة بعد أن قال إن سيناتورة كانت مستعدة للقيام "بأي شيء" من أجل تمويل حملتها.
وهذه المرة الثانية في غضون أقل من شهرين التي يحقق فيها الحزب الديمقراطي فوزاً كبيراً، بعد انتخاب أحد أعضائه حاكماً لولاية فرجينيا في نوفمبر.
* المحللة السياسية سالي كوهين لـ "الوطن": رسالة أوباما للسود ساهمت في فوز دوغ جونز
* خبير العلاقات الاجتماعية ادريان باسيلو لـ "الوطن": تحفظات روي مور تجاه السود والأقليات وراء الهزيمة
نيويورك - نشأت الإمام
مثل فوز المرشح الديمقراطي دوغ جونز في انتخابات اختيار ممثل مجلس الشيوخ من ولاية ألاباما الأمريكية صفعة قوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وللجمهوريين، حيث ظل ترامب أحد أكبر الداعمين لحملة مرشح الحزب الجمهوري روي مور في ولاية الاباما التي تعد معقل الجمهوريين إذ ظلت محتكرة لهم منذ 25 عاماً. وغرد ترامب على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الكثير من التغريدات الداعمة لمور كانت آخرها قبل 4 ساعات فقط من فرز نتائج التصويت وقال فيها إنه متأكد من فوزه.
وكان المرشح الديمقراطي دوغ جونز قد حقق الفوز بفارق بسيط على المرشح الجمهوري روي مور بلغ 49.8% مقابل 48.8% في جولة شهدت تنافساً قوياً بين المرشحين الى ان حسمها جونز لصالحه في النهاية.
وشهدت الانتخابات قبل اعلان نتيجتها تصريحات متبادلة بين الرئيسين الأسبق باراك أوباما والحالي دونالد ترامب، حيث دعا أوباما سكان الولاية للتصويت لجونز واختيار الصواب عبر رسائل صوتية بعثها لانصاره، وذكر أن الأمر جدي: "اخرجوا وصوتوا واختاروا الصواب.. الأمر جدي"، في حين أن ترامب ظل يغرد بشكل متواصل دعماً لمور وقال: "احتاج أن تصوتوا لمور".. وذلك على الرغم من أن فضائح جنسية ظلت تطارد مور متعلقة بالتحرش مع قاصرات.
من جانبها، قالت المحللة السياسية سالي كوهين لـ "الوطن"، إن "رسالة أوباما ربما ساعدت بشكل كبير على فوز جونز بالانتخابات، اذ دفع أوباما السود الذين يمثلون 28 % من سكان الولاية للتصويت للمرشح الديمقراطي، في ولاية يمثل البيض فيها نسبة 70 % من السكان، في حين يمثل اللاتينيين 2 %".
وعلى الرغم من صدمة الجمهوريين بفقدان ولاية ألاباما التي تعد إحدى القلاع الجمهورية في الجنوب، إلا أن بعض المراقبين يرى أن هناك اتفاقاً سرياً قد تم بين الجمهوريين والديمقراطيين لابعاد مور من الفوز، خشية أن تلاحقه التهم حتى بعد دخوله لمجلس الشيوخ وربما تؤدي الى عزله ايضاً. من جهته، قال خبير العلاقات الاجتماعية ادريان باسيلو لـ "الوطن"، إن "التحرش الجنسي هو الأقل سوءاً الذي يملكه مور، إذ إنه يعد من أقصى اليمين المتطرف، ويسعى لإقحام الدين في السياسية، وهو متطرف في آرائه ولديه تحفظات تخص السود والأقليات في أمريكا، إذ صرح أكثر من مرة بأن أمريكا كانت بأحسن أحوالها أيام العبودية، ولديه وجهة نظر تقول إن الأمريكيين المسلمين لا يمكن أن يصبحوا اعضاء بالكونغرس، نسبة لأنهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية وهذا يتنافى مع المبادىء الأمريكية".
ويعد فوز جونز يوم الثلاثاء الماضي فوزاً عظيماً للديمقراطيين إذ يعد جونز أول ديمقراطي يدخل مجلس الشيوخ عن ألاباما خلال ربع قرن، ويقلص من أغلبية الجمهوريين الضئيلة أصلاً في المجلس إلى 51 مقعداً مقابل 49 للديمقراطيين بما يفتح الباب أمام الديمقراطيين لاستعادة الأغلبية في المجلس في انتخابات الكونجرس العام المقبل.
ويحاول ترامب أن يوجه تداعيات هزيمة الجمهوريين في ولاية الاباما المحافظة في الجنوب الأمريكي، وبات عليه أن يواجه وضعاً سياسياً جديداً بعد أن زرعت الهزيمة شكوكاً حول حقيقة الشعبية التي يحظى بها.
وفاز دوغ جونز في انتخابات فرعية على مقعد سيناتور في مجلس الشيوخ عن ولاية الاباما - أول فوز من هذا النوع للديموقراطيين في هذه الولاية منذ ربع قرن - ليتراجع عدد مقاعد الغالبية الجمهورية إلى 51 سناتورا، مقابل 49 للديمقراطيين، ما يضيق هامش المناورة أمام ترامب لتمرير تشريعات في الكونغرس.
ووجهت اصابع الاتهام بالمسؤولية عن الهزيمة إلى روي مور، المرشح الجمهوري الذي لم يتمكن من تجاوز الاتهامات بالتحرش الجنسي بمراهقات وتجاهل دعوات الحزب للانسحاب.
وإدراكاً منه بالعاصفة المقتربة سعى ترامب إلى النأي بنفسه عن أي لوم.
وكتب ترامب على تويتر "روي عمل جاهداً لكن الظروف لم تكن مهيئة أمامه"، مذكراً الأمريكيين بأن مور لم يكن خياره الأول في السباق. وكان ترامب قد أيد مرشحاً آخر في الانتخابات التمهيدية للحزب.
وتجاهل ترامب نصيحة قادة الحزب عندما رمى بثقله خلف مور البالغ من العمر 70 عاماً.
ومثل ترامب سعى مور للفوز في الانتخابات بأصوات الإنجيليين والبيض، مراهناً أن قاعدة التأييد ستكون كافية للفوز.
ومور، الذي عاونه في حملته مستشار ترامب الاستراتيجي السابق ستيف بانون، استعار كثيراً شعارات حملة ترامب الرئاسية، وأدلى بالكثير من التصريحات العنصرية، كما أكثر من الهجمات على الصحافة وسواها من "النخبة".
ورأى الجمهوريون التقليديون في هذا الاقتراع نقطة تحول. فقد قال أحد أعضاء الحزب الجمهوري إن هزيمة مور "تبعث على الارتياح"، ليتلاقى مع الكثيرين من عتاة الحزب الجمهوري الذين كانوا يخشون أن يتحول مور إلى واجهة للحزب في حال فوزه.
وصوب عضو الكونغرس بيتر كينغ هجومه على بانون مباشرة.
وقال السيناتور الجمهوري لشبكة "سي ان ان" الإخبارية "إنه ليس الشخص الذي نحتاج له في السياسة الامريكية" واضاف "إنه يبدو كثمل يهيم على المسرح الوطني".
لكن البعض في الدائرة الداخلية لترامب يتساءلون ما إذا كانت الاباما قد كشفت حدود مقاربته. فإذا كانت هذه المقاربة لم تنجح في الاباما الولاية الجمهورية في صميمها، اين يمكن أن تنجح؟.
وهو سؤال يتعين على البيت الأبيض ان يجد له جوابا سريعا. فمن المقرر ان تجري العام المقبل انتخابات منتصف الولاية التي تقدم للديمقراطيين فرصة لاستعادة السيطرة على مجلسي الكونغرس.
ومنذ أشهر أعرب الجمهوريون عن القلق من خسارة الحزب السيطرة على مجلس النواب.
والسيطرة على مجلسي الكونغرس مهمة لترامب لتمرير تشريعاته، ومنع خطوات نحو اطلاق اجراءات لعزله.
ومع نسبة تأييد تبلغ 35 % فإن ترامب قد واجه جدلاً تلو الآخر خلال 11 شهراً من ولايته.
من جهتها، دعت صحيفة "يو اس ايه توداي" المعروف عنها عادة الحذر في التعبير، ترامب إلى الاستقالة بعد أن قال إن سيناتورة كانت مستعدة للقيام "بأي شيء" من أجل تمويل حملتها.
وهذه المرة الثانية في غضون أقل من شهرين التي يحقق فيها الحزب الديمقراطي فوزاً كبيراً، بعد انتخاب أحد أعضائه حاكماً لولاية فرجينيا في نوفمبر.