وليد صبري

ودع الإيرانيون عام 2017، بانتفاضة واسعة ضد الفقر والفساد، حيث انطلقت التظاهرات في مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، قبل أن تنتشر وتطاول عدة مدن أخرى مع نزول الإيرانيين إلى الشارع احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية السيئة. وأعلنت السلطات الإيرانية مقتل شخصين في الاحتجاجات، فيما أكدت وسائل إعلام قريبة من المعارضة الإيرانية مقتل نحو 4 أشخاص بنيران الحرس الثوري الإيراني. وتواصلت الاحتجاجات في الأيام الأخيرة من 2017، ومن المتوقع أن تستمر خلال الأيام المقبلة، خاصة وأنها امتدت إلى مدن تخضع لسيطرة حكومة الملالي لعل أبرزها مدينة قم، معقل المرجعية.

وحذرت السلطات الإيرانية من أن المتظاهرين "سيدفعون الثمن"، فيما أوقفت نحو 200 محتج.

وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي آلاف الأشخاص يتظاهرون في العديد من مدن البلاد. وباشرت وسائل الإعلام الرسمية بدورها بث مقاطع فيديو للتظاهرات، واصفة الذين يحرقون الأعلام الإيرانية ويهاجمون أملاكا عامة بأنهم "معادون للثورة".

وهي أكبر تظاهرات منذ الحركة الاحتجاجية ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد في 2009 والتي قمعتها السلطات بعنف.

وهذه المرة الأولى منذ عام 2009 التي تشمل فيها الاحتجاجات مثل هذا العدد من المدن.

ويبدو أن الطبقة الفقيرة كانت وراء انطلاق الاحتجاجات بسبب البطالة وغلاء المعيشة والفضائح المالية.

ويقول رئيس تحرير شبكة "نظار" الإصلاحية بايام بارهيز إن "هذه التظاهرات هي بدفع من الشريحة السكانية التي تعاني من صعوبات اقتصادية كبرى خصوصا الذين خسروا أموالهم عند إفلاس مؤسسات إقراض".

من جهته، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا على التظاهرات في إيران منبها إلى أن شعب هذا البلد يريد التغيير ومؤكدا أن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد".