* طهران تعترف بتصفية 10 محتجين خلال 24 ساعة.. واعتقال مئات المدنيين

* تظاهرات جديدة في إيران رغم تحذيرات روحاني

* خامس أيام انتفاضة إيران.. القتلى والمعتقلون في ازدياد

* الرئيس الأمريكي: حان زمن التغيير في إيران

* ألمانيا تطالب طهران باحترام حق المحتجين في التجمع والتعبير عن الرأي

* زعيمة المعارضة الإيرانية تطلب تدخلاً دولياً لوقف "القتل"

الأحواز - نهال محمد، لندن - كميل البوشوكة، وكالات

أكدت مصادر إيرانية مقتل 20 متظاهرا بنيران قوات الأمن الإيرانية منذ اندلاع الاحتجاجات الحاشدة ضد الحكومة الخميس الماضي، في حين شهد وسط طهران مساء الاثنين تظاهرة جديدة بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية وذلك غداة مقتل 10 أشخاص في أكبر احتجاجات وتظاهرات تشهدها إيران منذ بدء الاحتجاجات ضد الحكومة والظروف المعيشية الصعبة، منذ 5 أيام.

وجاء ذلك رغم تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني صباح الاثنين أن الشعب "سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون".

من جهته، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين أن "زمن التغيير" حان في إيران، بعدما أكد في وقت سابق أن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد".

ونشرت وكالة فارس للأنباء القريبة من المحافظين صورة لسيارة محترقة ليل الاثنين، فيما ذكرت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي أن مجموعات صغيرة نسبيا من المتظاهرين أطلقت هتافات مناهضة للنظام وسط العاصمة الإيرانية.

من جهتها، ذكرت وكالة مهر للأنباء أن "شخصا أضرم النار في سيارة وهرب على الفور".

وأكدت وزارة الاستخبارات في بيان نقلته وكالة ايسنا أنه "تم تحديد هويات عناصر كانوا يثيرون الاضطرابات وتم اعتقال عدد منهم. وتتم ملاحقة الآخرين وسيجري قريبا التعامل معهم بشدة".

بدورها، أعلنت الشرطة اعتقال "4 أشخاص أهانوا علم الجمهورية الإيرانية" عبر إحراقه، وفق ما نقل موقع إلكتروني تابع للتلفزيون الرسمي.

ونشرت وسائل الإعلام الرسمية بيانا لقيادة قوة أمنية مع صور لثلاثة شبان قدموا على أنهم مفتعلو تظاهرات.

وطلب البيان من السكان التعرف إلى هوياتهم.

ودعت البحرين الاثنين مواطنيها لعدم السفر "نهائيا وتحت أي ظرف" لإيران بسبب "الاضطرابات الواسعة وأعمال العنف" في إيران.

وكانت خرجت تظاهرات مساء الأحد في مدن عدة بينها طهران، احتجاجا على الضائقة الاقتصادية والبطالة والغلاء والفساد.

وأظهرت مقاطع مصوّرة بثّت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل متظاهرين يهاجمون مباني عامة منها مراكز دينية ومصارف تابعة للباسيج "القوات شبه العسكرية المرتبطة بالحرس الثوري" أو يضرمون النار بسيارات للشرطة.

ومنذ بدء التظاهرات الخميس، قُتل 12 شخصا من بينهم 10 متظاهرين وأوقف مئات، بينما أكدت مصادر مقتل 20 متظاهرا في الاحتجاجات.

وتؤكد السلطات أنها لا تطلق النار على المتظاهرين وتتهم "مثيري الاضطرابات" و"أعداء الثورة" بالاندساس بين صفوف هؤلاء.

ومساء الأحد، قتل 8 أشخاص في مدينتي تويسركان غربا وايذج جنوب غرب البلاد بحسب وسائل إعلامية. وفي مدينة دورود غربا قتل شخصان مساء الأحد عندما استولى متظاهرون على شاحنة تابعة لجهاز الإطفاء وفكوا فراملها من على إحدى التلال، بحسب الشرطة.

وكان قتل مساء السبت شخصان آخران في المدينة نفسها لكن نائب حاكم المحافظة أكد أن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين.

وجرت التظاهرات مساء الأحد رغم أن السلطات حجبت تطبيق الرسائل لموقعي إنستغرام وتلغرام عن الهواتف المحمولة، في مسعى لتجنب تنظيم احتجاجات جديدة.

وهذه الحركة الاحتجاجية هي الأكبر في إيران منذ التظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في عام 2009، التي قمعتها السلطات بعنف وأوقعت 36 قتيلا بحسب الحصيلة الرسمية و72 قتيلا بحسب المعارضة.

وحذر الرئيس الإيراني في تصريح نشر على موقعه الإلكتروني الرسمي أن "أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها" مضيفا أن "الانتقادات والاحتجاجات فرصة وليست تهديدا، والشعب سيرد بنفسه على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون".

وأضاف روحاني "اقتصادنا بحاجة إلى عملية جراحية كبيرة، وعلينا أن نتحد جميعا"، مؤكدا أن الحكومة عازمة على "تسوية مشكلات المواطنين".

وكان روحاني أقر الأحد بضرورة منح السلطات مواطنيها "مساحة للانتقاد"، ومحذّرا المتظاهرين من أي أعمال عنف.

من جهته، أكد رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني أن "على من لديهم مطالبات محقة أن يعبروا عنها بالطريقة القانونية" وأن المطلوب "التعامل بقوة ضد أولئك الذين يرتكبون أعمال تخريب وينشرون الفوضى"، بحسب وسائل إعلام تلفزيونية.

وانتخب روحاني لولاية ثانية في مايو الماضي، مساهما في خروج إيران من عزلتها مع رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

وعقد الإيرانيون آمالا كبيرة أن يؤدي الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى حول الملف النووي إلى انتعاش اقتصادي، لكن ثمار هذا الاتفاق لم تظهر بعد.

ونظمت الإثنين تظاهرات داعمة للسلطة في مواجهة الاحتجاجات ضد الحكومة و"مثيري الاضطرابات" في مدن عدة بينها رشت وزنجان والأهواز وتاكستان.

ومنذ بداية الاضطرابات، أوقف نحو 400 شخص من بينهم 200 في طهران، بحسب ما أوردت وسائل إعلام، قبل أن يتم الإفراج عن نحو مئة منهم.

وقال مؤسس منتدى الأعمال الأوروبي الإيراني إسفنديار باتمانغيليدج "ما يجعل الإيرانيين ينزلون إلى الشارع في معظم الأحيان، هي المشاكل الاقتصادية العادية والشعور بالإحباط جراء نقص فرص العمل وعدم استقرار مستقبل أولادهم".

ورأى أن ما تسبب بالاضطرابات هو تدابير التقشف التي اتخذها روحاني مثل خفض الموازنات الاجتماعية أو رفع أسعار المحروقات.

وفي رد فعل جديد على التظاهرات في إيران، كتب ترامب على تويتر الاثنين "الشعب الإيراني العظيم مقموع منذ سنوات وهو متعطش إلى الغذاء والحرية. ثروات إيران تنهب، وكذلك حقوق الإنسان. حان زمن التغيير".

وفي وقت سابق، أدان ترامب اعتقال المتظاهرين فى إيران قائلا إن "العالم يراقب ويشاهد الحوادث"، حيث قال مسؤولون إن مظاهرات جديدة تجرى في إيران حول الاقتصاد المضطرب في البلاد. وكتب الرئيس الأمريكي على تويتر "يجب على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما في ذلك الحق في حرية التعبير".

بدورها، طالبت الخارجية الألمانية الحكومة الإيرانية باحترام حق المحتجين في التجمع والتعبير عن الرأي.

وفي موسكو، نقلت وكالات الأنباء عن وزارة الخارجية الروسية ان ما يحصل في إيران "هو قضية إيرانية داخلية" مضيفة أن "أي تدخل خارجي من شأنه زعزعة استقرار الوضع في إيران هو أمز مرفوض".

من جانبها، طالبت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، الأمم المتحدة بالتدخل لوقف أعمال القتال التي يقوم بها النظام الإيراني ضد المتظاهرين.

وقالت رجوي في تغريدات على موقع "تويتر"، الاثنين، إن فتح النار على المتظاهرين في مدن إيذه وتويسركان ودورود والمدن الإيرانية الأخرى، يعد "جريمة خامنئي الكبرى الذي سيتلقى ردها من قبل آلاف مؤلفة من المنتفضين".

وتابعت "أعزي العوائل الثكلى وأبناء مدينتي إيذه وتويسركان. سنحول دموعنا وأحزاننا إلى عناقيد الغضب التي ستزيد من حدة الصراع بأضعاف مضاعفة ضد نظام ولاية الفقيه".

وأضافت الزعيمة المعارضة، أنه "بعد إطلاق النار على المتظاهرين العزل، تطالب المقاومة الإيرانية الأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل بجد لوقف أعمال القتل في إيران. على الأمم المتحدة أن تدين في أسرع وقت النظام الحاكم في إيران بسبب قتل المواطنين الإيرانيين في مدن إيذه وتويسركان ودورود وقمع المتظاهرين".

كما دعت رجوي "جميع دول العالم إلى اشتراط علاقاتها مع النظام الحاكم في إيران بوقف قمع المتظاهرين، ورفع القيود على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي".