واشنطن - نشأت الإمام، وكالات
هاجم البيت الأبيض الديمقراطيين بعد رفض مجلس الشيوخ خطة مشتركة للحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن الهجرة تحمي نحو 1.8 مليون مهاجر من "الحالمين" من خطر الترحيل، وخطة طرحها الرئيس دونالد ترامب لحل هذه المسألة.
وبعد أشهر من المفاوضات، صوت أعضاء مجلس الشيوخ على 4 مقترحات فقط حول الهجرة، وانفض اجتماع مجلس الشيوخ دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الهجرة.
وقال البيت الأبيض أن الديمقراطيين "هم رهائن اليسار المتطرف في حزبهم" و"غير جادين" فيما يتعلق ببرنامج "الإجراءات المؤجلة للأطفال الوافدين المعروف اختصارا باسم "داكا".
وكان أمام نواب مجلس الشيوخ خياران، الأول مشروع قانون توافقي يوفر لنحو 1.8 مليون مهاجر مساراً ينتهي بمنحهم الجنسية خلال مهلة من 10 أعوام إلى 12 عاماً ويعزز التدابير الأمنية على الحدود، والثاني خطة ترامب التي تتضمن الإجراءات نفسها لكن مع تقييد الهجرة الشرعية إلى البلاد. وكان من المفترض أن يكون هذا الأسبوع مكرساً لإجراء مناقشات قوية ومفتوحة حول الهجرة، وهو ما وعد به زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لديمقراطيي مجلس الشيوخ لإنهاء الإغلاق الحكومي الذي استمر 3 أيام في يناير. ولكن ما كان من المفترض أن يؤدى إلى مشروع قانون الهجرة في نهاية المطاف انتهى في ساعة ونصف فقط من العمل الفعلي داخل مجلس الشيوخ، دون إحراز أي تقدم.
وقال بيان البيت الأبيض "اليوم وقفوا مع هامش متطرف في مقابل الرجال والنساء المجتهدين في وزارة الأمن القومي" مضيفاً أن إدارة ترامب ستواصل السعي للتوصل إلى خطة تتضمن "حلاً مقبولاً لداكا".
وحاز مشروع القانون الحزبي المشترك على 54 صوتاً مقابل 45 صوتاً رافضاً، لكنه فشل، بفارق 6 أصوات فقط، في الحصول على تأييد 60 عضواً وهو الحد الأدنى الضروري لتمرير أي قانون في الكونغرس المنقسم بين الحزبين بهامش ضيق للغاية.
كما سقطت خطة ترامب بحصولها على 39 صوتاً فقط مقابل 60 صوتاً، وصوت 14 سيناتوراً جمهورياً مع معظم الديمقراطيين ضد هذه الخطة.
لكن السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي كان مؤيداً لمشروع القانون الحزبي المشترك وتواجه مراراً مع إدارة ترامب حول استمراريته، حذر من أن نجاح الخطة يبقى صعباً إذا استمر كل طرف في "مواصلة تسييس" القضية.
وكتب غراهام على "تويتر" "مازلت أعتقد أنه يمكن التوصل لاتفاق حول الهجرة يحقق للرئيس ترامب الكثير من أولوياته حول الحدود، ويؤمن المساعدة للأشخاص المؤهلين لداكا".
وقال السيناتور الديموقراطي تشاك شومر في بيان مقتضب إن "هذا التصويت دليل على أن خطة الرئيس ترامب ماتت". وأضاف "إذا ما توقف ترامب عن نسف الجهود الحزبية المشتركة، فإن مشروعَ قانون جيداً سيمر" في الكونغرس.
وكانت خطة ترامب تتضمن إنهاء "قرعة البطاقات الخضراء" "غرين كارد"، وهو برنامج مستمر منذ 28 عاماً لتنويع الأماكن التي يأتي منها المهاجرون.
وتحد خطة ترامب أيضاً من الهجرة المرتبطة بلم الشمل، وتتضمن تخصيص 25 مليار دولار لتدابير أكثر صرامة بشأن الهجرة منها بناء جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية كان ضمن وعود الحملة الانتخابية لترامب في عام 2016.
وكان ترامب صرح أن متطرفين استغلوا البرنامجين لدخول البلاد وقتل أمريكيين.
وإذا نجح الكونغرس في تمرير مشروع قانون جديد بشأن الهجرة، فإن مصيره في مجلس النواب يبقى مجهولاً، إذ إن بعض المحافظين يعارضون توفير وسائل تمنح الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين.
ومع رفض مجلس الشيوخ، من المرجح ان يسعى مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون للتصويت على خطة محافظة متشددة تجري مناقشتها في مجلس النواب.
وقال النائب الجمهوري مارك ميدوز على تويتر "إذا كان مجلس النواب سينتظر ستين سناتورا للاتفاق على قانون حول الهجرة أولاً، فالأجدى بنا أن نذهب إلى المنزل ونأخذ قيلولة".
وأوضح الديمقراطيون في مجلس النواب إنهم يريدون قراراً أيضاً لكنهم يريدون أن يكون رئيس المجلس بول راين عادلاً بأن يطرح مشروع القرار المحافظ والمقترح الجمهوري المعروف ب "قانون الحالمين" وتسوية مشتركة من الحزبين، لمعرفة أي منها يحصل على غالبية الأصوات.
وحتى الآن ما ظهر إلى العلن هو أن، إدارة ترامب دعت إلى وضع إطار محدد لطريق المواطنة لـ 1.8 مليون من الحالمون، مقابل تمويل الجدار الحدودي، ووضع حد لبرنامج اليانصيب أو تأشيرة "اللوتري"، وتخفيضات كبيرة في الهجرة الأسرية - لوقف "الهجرة المتسلسلة" - وهو ما يراه المراقبون أنه سيسهم بتقليل نظام الهجرة القانونية بنسبة تصل إلى 40 %. وقد أثبتت المطالب البعيدة المدى أنها محافظة جداً على الديمقراطيين وكثير من الجمهوريين وافقوا للتوقيع عليها.
بيد أنه يراهن -حتى الآن- أعضاء في مجلس الشيوخ مثل غوب سينس جون ثون، وروب بورتمان، وجيري موران، على خطة احتياطية ضيقة من شأنها أن تحول "داكا" إلى قانون يتواصل العمل به، دون تقديم مسار للمواطنة وكيفية الحصول عليها مقابل 25 مليار دولار للأمن الحدودي.
وهناك عدد من المقترحات المماثلة التي من شأنها أن تراهن على "داكا". حيث اقترح السيناتور جيف فليك تمديد "داكا" لمدة 3 سنوات، لكن يرى المراقبون أنه حتى الكونغرس يمكنه التفكير في حل أكثر دواما.
وليس واضحاً ما إذا كانت إدارة ترامب ستذهب إلى قرار يضيق هذه المقترحات.
من ناحية أخرى، قال السيناتور تشاك جراسلى، الذي يرعى مشروع قانون البيت الأبيض، أنه يتعين على مجلس النواب الآن اتخاذ الخطوة التالية بشأن الهجرة. كما إن السياسة في مجلس النواب أكثر مشقة من مجلس الشيوخ، حيث وعد بول ريان بالتصويت على مشروع قانون يحظى فقط بتأييد الرئيس وغالبية التجمع الجمهوري.
ولكن في الوقت الراهن، يبدو أن أعضاء مجلس الشيوخ كانوا يبحثون عن مسار أقل مقاومة.
وتعهدت إدارة ترامب بإنهاء برنامج العمل المؤجل من أجل وصول الأطفال "داكا" بحلول 5 مارس، وهو التاريخ الذي كان على الكونغرس أن يمرر في غضونه نوعا من الإصلاح التشريعي لحوالي 690 ألف مهاجر غير شرعي يتمتعون بالحماية القانونية.
ويبدو أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين قد ألقوا أيديهم في الهواء واستسلموا من إيجاد حل لهذا الاختلاف العنيف في رؤية الحزبين.
وصرح عضوان من مجلس الشيوخ، وهما مايك جولات، الذي كان مفاوضاً رئيساً في اقتراح الحزبين، والسين ثوم تيليس، الذي رعى الاقتراح الذي يعكس رؤية البيت الأبيض بأن مجلس الشيوخ قد يعيد النظر في مسألة الهجرة لكنه بالتأكيد ليس بحلول تاريخ 5 مارس. كما حدد الكونغرس موعداً نهائياً للإنفاق الحكومي يوم 23 مارس، وهو التاريخ الذي قال البعض انه يمكن أن ينشئ قتالاً جديداً فيما يخص الهجرة.
وقال عضو مجلس الشيوخ السين "لا يوجد أي تحرك لاحق أو على المدى القريب للتشاور من جديد، الأفق مغلق أمامنا في الوقت الراهن"، خاصة مع إدراج أولويات أخرى من الإنفاق الحكومي على البنية التحتية. وأضاف "أنا على استعداد للتحرك مجدداً لكن هنا تعنت من جميع الأطراف، فلقد هدرنا أسبوعاً كاملاً، وللأسف بالنسبة للحالمون فأنا لا أعرف ماذا أقول لهم؟".
{{ article.visit_count }}
هاجم البيت الأبيض الديمقراطيين بعد رفض مجلس الشيوخ خطة مشتركة للحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن الهجرة تحمي نحو 1.8 مليون مهاجر من "الحالمين" من خطر الترحيل، وخطة طرحها الرئيس دونالد ترامب لحل هذه المسألة.
وبعد أشهر من المفاوضات، صوت أعضاء مجلس الشيوخ على 4 مقترحات فقط حول الهجرة، وانفض اجتماع مجلس الشيوخ دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الهجرة.
وقال البيت الأبيض أن الديمقراطيين "هم رهائن اليسار المتطرف في حزبهم" و"غير جادين" فيما يتعلق ببرنامج "الإجراءات المؤجلة للأطفال الوافدين المعروف اختصارا باسم "داكا".
وكان أمام نواب مجلس الشيوخ خياران، الأول مشروع قانون توافقي يوفر لنحو 1.8 مليون مهاجر مساراً ينتهي بمنحهم الجنسية خلال مهلة من 10 أعوام إلى 12 عاماً ويعزز التدابير الأمنية على الحدود، والثاني خطة ترامب التي تتضمن الإجراءات نفسها لكن مع تقييد الهجرة الشرعية إلى البلاد. وكان من المفترض أن يكون هذا الأسبوع مكرساً لإجراء مناقشات قوية ومفتوحة حول الهجرة، وهو ما وعد به زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لديمقراطيي مجلس الشيوخ لإنهاء الإغلاق الحكومي الذي استمر 3 أيام في يناير. ولكن ما كان من المفترض أن يؤدى إلى مشروع قانون الهجرة في نهاية المطاف انتهى في ساعة ونصف فقط من العمل الفعلي داخل مجلس الشيوخ، دون إحراز أي تقدم.
وقال بيان البيت الأبيض "اليوم وقفوا مع هامش متطرف في مقابل الرجال والنساء المجتهدين في وزارة الأمن القومي" مضيفاً أن إدارة ترامب ستواصل السعي للتوصل إلى خطة تتضمن "حلاً مقبولاً لداكا".
وحاز مشروع القانون الحزبي المشترك على 54 صوتاً مقابل 45 صوتاً رافضاً، لكنه فشل، بفارق 6 أصوات فقط، في الحصول على تأييد 60 عضواً وهو الحد الأدنى الضروري لتمرير أي قانون في الكونغرس المنقسم بين الحزبين بهامش ضيق للغاية.
كما سقطت خطة ترامب بحصولها على 39 صوتاً فقط مقابل 60 صوتاً، وصوت 14 سيناتوراً جمهورياً مع معظم الديمقراطيين ضد هذه الخطة.
لكن السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي كان مؤيداً لمشروع القانون الحزبي المشترك وتواجه مراراً مع إدارة ترامب حول استمراريته، حذر من أن نجاح الخطة يبقى صعباً إذا استمر كل طرف في "مواصلة تسييس" القضية.
وكتب غراهام على "تويتر" "مازلت أعتقد أنه يمكن التوصل لاتفاق حول الهجرة يحقق للرئيس ترامب الكثير من أولوياته حول الحدود، ويؤمن المساعدة للأشخاص المؤهلين لداكا".
وقال السيناتور الديموقراطي تشاك شومر في بيان مقتضب إن "هذا التصويت دليل على أن خطة الرئيس ترامب ماتت". وأضاف "إذا ما توقف ترامب عن نسف الجهود الحزبية المشتركة، فإن مشروعَ قانون جيداً سيمر" في الكونغرس.
وكانت خطة ترامب تتضمن إنهاء "قرعة البطاقات الخضراء" "غرين كارد"، وهو برنامج مستمر منذ 28 عاماً لتنويع الأماكن التي يأتي منها المهاجرون.
وتحد خطة ترامب أيضاً من الهجرة المرتبطة بلم الشمل، وتتضمن تخصيص 25 مليار دولار لتدابير أكثر صرامة بشأن الهجرة منها بناء جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية كان ضمن وعود الحملة الانتخابية لترامب في عام 2016.
وكان ترامب صرح أن متطرفين استغلوا البرنامجين لدخول البلاد وقتل أمريكيين.
وإذا نجح الكونغرس في تمرير مشروع قانون جديد بشأن الهجرة، فإن مصيره في مجلس النواب يبقى مجهولاً، إذ إن بعض المحافظين يعارضون توفير وسائل تمنح الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين.
ومع رفض مجلس الشيوخ، من المرجح ان يسعى مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون للتصويت على خطة محافظة متشددة تجري مناقشتها في مجلس النواب.
وقال النائب الجمهوري مارك ميدوز على تويتر "إذا كان مجلس النواب سينتظر ستين سناتورا للاتفاق على قانون حول الهجرة أولاً، فالأجدى بنا أن نذهب إلى المنزل ونأخذ قيلولة".
وأوضح الديمقراطيون في مجلس النواب إنهم يريدون قراراً أيضاً لكنهم يريدون أن يكون رئيس المجلس بول راين عادلاً بأن يطرح مشروع القرار المحافظ والمقترح الجمهوري المعروف ب "قانون الحالمين" وتسوية مشتركة من الحزبين، لمعرفة أي منها يحصل على غالبية الأصوات.
وحتى الآن ما ظهر إلى العلن هو أن، إدارة ترامب دعت إلى وضع إطار محدد لطريق المواطنة لـ 1.8 مليون من الحالمون، مقابل تمويل الجدار الحدودي، ووضع حد لبرنامج اليانصيب أو تأشيرة "اللوتري"، وتخفيضات كبيرة في الهجرة الأسرية - لوقف "الهجرة المتسلسلة" - وهو ما يراه المراقبون أنه سيسهم بتقليل نظام الهجرة القانونية بنسبة تصل إلى 40 %. وقد أثبتت المطالب البعيدة المدى أنها محافظة جداً على الديمقراطيين وكثير من الجمهوريين وافقوا للتوقيع عليها.
بيد أنه يراهن -حتى الآن- أعضاء في مجلس الشيوخ مثل غوب سينس جون ثون، وروب بورتمان، وجيري موران، على خطة احتياطية ضيقة من شأنها أن تحول "داكا" إلى قانون يتواصل العمل به، دون تقديم مسار للمواطنة وكيفية الحصول عليها مقابل 25 مليار دولار للأمن الحدودي.
وهناك عدد من المقترحات المماثلة التي من شأنها أن تراهن على "داكا". حيث اقترح السيناتور جيف فليك تمديد "داكا" لمدة 3 سنوات، لكن يرى المراقبون أنه حتى الكونغرس يمكنه التفكير في حل أكثر دواما.
وليس واضحاً ما إذا كانت إدارة ترامب ستذهب إلى قرار يضيق هذه المقترحات.
من ناحية أخرى، قال السيناتور تشاك جراسلى، الذي يرعى مشروع قانون البيت الأبيض، أنه يتعين على مجلس النواب الآن اتخاذ الخطوة التالية بشأن الهجرة. كما إن السياسة في مجلس النواب أكثر مشقة من مجلس الشيوخ، حيث وعد بول ريان بالتصويت على مشروع قانون يحظى فقط بتأييد الرئيس وغالبية التجمع الجمهوري.
ولكن في الوقت الراهن، يبدو أن أعضاء مجلس الشيوخ كانوا يبحثون عن مسار أقل مقاومة.
وتعهدت إدارة ترامب بإنهاء برنامج العمل المؤجل من أجل وصول الأطفال "داكا" بحلول 5 مارس، وهو التاريخ الذي كان على الكونغرس أن يمرر في غضونه نوعا من الإصلاح التشريعي لحوالي 690 ألف مهاجر غير شرعي يتمتعون بالحماية القانونية.
ويبدو أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين قد ألقوا أيديهم في الهواء واستسلموا من إيجاد حل لهذا الاختلاف العنيف في رؤية الحزبين.
وصرح عضوان من مجلس الشيوخ، وهما مايك جولات، الذي كان مفاوضاً رئيساً في اقتراح الحزبين، والسين ثوم تيليس، الذي رعى الاقتراح الذي يعكس رؤية البيت الأبيض بأن مجلس الشيوخ قد يعيد النظر في مسألة الهجرة لكنه بالتأكيد ليس بحلول تاريخ 5 مارس. كما حدد الكونغرس موعداً نهائياً للإنفاق الحكومي يوم 23 مارس، وهو التاريخ الذي قال البعض انه يمكن أن ينشئ قتالاً جديداً فيما يخص الهجرة.
وقال عضو مجلس الشيوخ السين "لا يوجد أي تحرك لاحق أو على المدى القريب للتشاور من جديد، الأفق مغلق أمامنا في الوقت الراهن"، خاصة مع إدراج أولويات أخرى من الإنفاق الحكومي على البنية التحتية. وأضاف "أنا على استعداد للتحرك مجدداً لكن هنا تعنت من جميع الأطراف، فلقد هدرنا أسبوعاً كاملاً، وللأسف بالنسبة للحالمون فأنا لا أعرف ماذا أقول لهم؟".