* ردود فعل دولية مرحبة بقمة الكوريتين* ترامب متفائلاً حيال كوريا الشمالية: لن أكون عرضة للخداعواشنطن - نشأت الإمام، وكالاتأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن التزامهما السعي إلى التوصل لاتفاق سلام دائم ونزع السلاح النووي في أعقاب قمة تاريخية الجمعة عند خط الحدود الفاصلة بين البلدين. وتعانق الزعيمان بعد التوقيع على "إعلان بانمونجوم" في ختام يوم بدأ بمصافحة مؤثرة على خط الحدود، فيما رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقمة الكوريتين "التاريخية" مشيراً إلى "حماسة" بيون يانغ لإبرام اتفاق لكنه حذر من أنه لن يكون عرضة "للخداع" من قبل زعيم كوريا الشمالية وذلك قبل قمة مرتقبة بينهما.ورحب قادة العالم وحكوماته الجمعة بالقمة التاريخية بين الرئيس الكوري الجنوبي والزعيم الكوري الشمالي واعتبروها خطوة أولى باتجاه السلام، محذرين في الوقت نفسه من أن التحديات لا تزال كبيرة.وتأتي هذه الاتفاقية بعد ذوبان الجليد في شبه الجزيرة بعد سلسلة من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية وتفجير قنبلة هيدروجينية العام الماضي. ومن المتوقع أن تعقد الاتفاقية بين كيم وترامب قريباً، والتي ستكون أول قمة بين زعيم كوري شمالي ورئيس أمريكي.ويرى مراقبون أن لقاء الجمعة يسهم في تخفيف المخاطر الاقتصادية في المنطقة، حيث انخفضت تكلفة التأمين على السندات السيادية لكوريا الجنوبية مقابل عدم السداد 1.75 نقطة أساس.والسؤال هو ما إذا كان الاتفاق يمكن أن يدوم أكثر من اتفاقات سابقة انهارت وسط الخلافات حول عمليات التفتيش واختبارات الأسلحة والمساعدات الاقتصادية. فكوريا الشمالية، التي تعهدت بعدم السعي للحصول على أسلحة نووية في عام 1992، لديها الآن ما يقدر بـ 60 قنبلة نووية وصواريخ يعتقد أنها قادرة على الوصول إلى أي من المدن أمريكية.وفي أول قمة تجمع زعيمي البلدين منذ 11 عاماً، اتفق كيم جونغ أون مع مون جاي إن على متابعة السعي لتحقيق السلام الدائم ونزع السلاح النووي بشكال كامل من شبه الجزيرة الكورية.وأعلن الرئيس الأمريكي عبر توتير "بعد سنة عاصفة من إطلاق الصواريخ وإجراء التجارب النووية، يجري الآن لقاء تاريخي بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية".وأضاف "أمور جيدة تحصل لكنها لن تتضح إلا بعد مرور بعض الوقت"، ومن المقرر أن يعقد الرئيس الأمريكي قمة مع الزعيم الكوري الشمالي خلال أسابيع.وفي تغريدة ثانية كتب ترامب "الحرب الكورية إلى خواتيمها! إن الولايات المتحدة يجب أن تشعر مع كامل شعبها العظيم، بفخر كبير لما يحصل حالياً في كوريا".وفي وقت لاحق، قال في تصريحات في البيت الأبيض بعد سلسلة تعليقات متفائلة عبر تويتر وأمام الكاميرات بشأن كوريا الشمالية، "أعتقد أننا سنتوصل إلى حل. وإلا فإننا سنغادر القاعة بكل احترام".ورداً على أسئلة الصحافيين قبل استقباله المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قال ترامب عن الرئيس الكوري الشمالي كيم أونغ أون "لا أظن أنه يسعى إلى خداعنا. لم يسبق أن حدث مثل هذا الأمر ولم يسبق أن بلغ الأمر هذا الحد. ولا أعتقد أنه سبق إن وجد مثل هذه الحماسة من جانبهم للتوصل إلى اتفاق".وأضاف "لن نكون عرضة للخداع (...) نأمل التوصل إلى اتفاق، وإذا لم نتوصل إليه، لا مشكلة".ويلتقي ترامب كيم بحلول يونيو في قمة غير مسبوقة. والتقى وزير خارجيته الجديد بينما كان على راس المخابرات المركزية زعهم كوريا الشمالية في مهمة ظلت سرية لفترة. وبحسب ترامب فإن التفاعل بين بومبيو وكيم كان جيداً.وبدا ترامب منذ الصباح في إصدار سلسلة تغريدات للتعليق على التقدم المحرز باتجاه نزع الأسلحة النووية خلال قمة رئيسي الكوريتين.وكتب على تويتر "بعد سنة عاصفة من إطلاق الصواريخ وإجراء التجارب النووية، يجري الآن لقاء تاريخي بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. أمور جيدة تحصل لكن الحكم عليها سيحتاج بعض الوقت".وفي تغريدة ثانية كتب ترامب "الحرب الكورية إلى خواتمها! إن الولايات المتحدة يجب أن تشعر مع كامل شعبها العظيم، بفخر كبير لما يحصل حاليا في كوريا".وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن التزامهما السعي إلى التوصل لاتفاق سلام دائم ونزع السلاح النووي في أعقاب قمة تاريخية الجمعة عند خط الحدود الفاصلة بين البلدين.وتعانق الزعيمان بعد التوقيع على "إعلان بانمونجوم" في ختام يوم بدأ بمصافحة مؤثرة على خط الحدود.واكد الزعيمان "الهدف المشترك المتمثل بالتوصل إلى شبه جزيرة خالية من السلاح النووي من خلال نزع الأسلحة".كما اتفقا على السعي للتوصل هذا العام إلى نهاية دائمة للحرب الكورية بعد 65 عاماً على انتهاء الأعمال العدائية بهدنة وليس بمعاهدة سلام.وقال الزعيمان إن مون سيزور بيونغ يانغ "في الخريف" وأكدا التزامهما إجراء "اجتماعات منتظمة ومحادثات هاتفية مباشرة".لكن كيم لم يذكر نزع أسلحة بلاده النووية.ولفت خبراء إلى أنه فيما تعد القمة خطوة أولى جيدة، إلا أن وعوداً مشابهة أعلنت في السابق ولا يزال يتعين بذل الكثير من الجهود لحل مسألة الترسانة الذرية للشمال.وفي الأسابيع القليلة المقبلة يعقد كيم قمة مرتقبة مع الرئيس الأمريكي - الذي طالب بيونغ بالتخلي عن أسلحتها النووية- ستشكل مؤشراً على تحقيق تقدم.ورحب ترامب بقمة الكوريتين ووصفها بالتاريخية لكنه حذر من أن "الأمور لن تتضح إلا بمرور الوقت".وغرد "الحرب الكورية إلى خواتمها! إن الولايات المتحدة يجب أن تشعر مع كامل شعبها العظيم بفخر كبير لما يحصل حالياً في كوريا".واختتم إعلان بانمونجوم يوما استثنائيا لم يكن التفكير به ممكنا قبل أشهر، بعد أن قامت كوريا الشمالية بتجربة نووية سادسة وإطلاق صواريخ، ما أدى إلى فرض عقوبات دولية جديدة عليها.وكان كيم وترامب قد تبادلا الإهانات الشخصية والتهديد بالحرب ما فاقم التوتر قبل أن يستغل مون استضافة بلاده الألعاب الأولمبية الشتوية للسعي إلى حوار، بتقارب دبلوماسي أسفر عن قمة الجمعة.وقال كيم إنه يشعر بـ "تأثر كبير" بعد أن عبر الفاصل الأسمنتي الذي لا يتجاوز بضع سنتيمترات ويشكل ترسيم الحدود، ليصبح أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ الحرب الكورية "1950-1953".وبدعوة من كيم، خطا الزعيمان بشكل وجيز إلى الشمال يداً بيد، قبل بدء القمة الثالثة من نوعها فقط منذ وقف الأعمال العدائية في 1953.وقال كيم لاحقاً إن قرية الهدنة بانمونجوم "رمز لتقسيم يفطر القلب" لكنها إذا أصبحت "رمزاً للسلام، فإن الدم الواحد واللغة الواحدة والتاريخ المشترك والثقافة الواحدة في الشمال والجنوب ستعود مجدداً واحدة".وتعهد أن تلتزم الكوريتان العمل على "عدم تكرار التاريخ المؤسف الذي تبددت فيه اتفاقات سابقة بين الكوريتين، بعد إعلانها".وفي الإعلان قال الزعيمان إنهما سيسعيان إلى الالتقاء هذا العام مع الولايات المتحدة وربما الصين - وكلاهما من الأطراف الموقعة على وقف إطلاق النار عام 1953، "بهدف إعلان نهاية للحرب، وتحويل الهدنة إلى معاهدة سلام وإقامة سلام دائم وراسخ".لكن الاتفاق على معاهدة لإنهاء الحرب رسميا سيكون معقداً - فكل من سيول وبيونغ يانغ تطالبان بالسيادة المطلقة على كامل شبه الجزيرة الكورية.والقمتان الكوريتان السابقتان في 2000 و2007 اللتان عقدتا في بيونغ يانغ، اختتمتا أيضاً بمظاهر التأثر ووعود مشابهة، لكن النتيجة لم تكن مثمرة نهاية الأمر.وكان مون رحب بإعلان الشمال وقف التجارب النووية وعمليات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى ووصف ذلك "بالخطوة المهمة نحو النزع التام للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية".لكن لم يتضح بعد حجم التقدم في المسألة النووية.فطالما أصرت بيونغ يانغ على انها تحتاج للأسلحة النووية للدفاع عن نفسها بمواجهة اجتياح أمريكي.ومازال الشمال يطالب بضمانات أمنية غير محددة لمناقشة ترسانته النووية، فيما تمارس واشنطن ضغوطها للتخلي عن أسلحته بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا رجوع عنه.وتأكيد الالتزام بنزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية "ليس جديداً" بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة إم.آي.تي فيبين نارنغ.لكنه أضاف "إعادة تأكيده أفضل من عدم إعادة تأكيده".وقال بول هينل من مركز كارنغي-تسينغوا في بكين إن ذلك "خطوة أولى ضمن جهود دبلوماسية أوسع".وأضاف "مثل لعبة شطرنج، هذه الخطوة تفتح سلسلة من تطورات ممكنة ولكن بطرق عدة، العمل الجاد يبدأ فعلاً الآن".وقبل التوقيع على الإعلان شارك مون وكيم في مراسم رمزية لغرس شجرة قرب خط الحدود الفاصلة.وأحضر التراب من جبل بيكتو على حدود كوريا الشمالية مع الصين، ومن جبل هالا في جزيرة ديدو جنوب كوريا الجنوبية.بعد مراسم غرس الشجرة تحدث كيم ومون على انفراد في الهواء الطلق، وكان الزعيم الكوري الشمالي الأصغر سنا يحني رأسه مصغياً بانتباه إلى العنصر السابق في القوات الخاصة الذي طالما دعا إلى الحوار.وباستثناء إعلانها عن مغادرة كيم لحضور القمة، لم تقم وسائل الإعلام الحكومية في بيونغ يانغ بنقل أحداث اليوم وحتى المصافحة التاريخية التي تم بثها في أنحاء العالم.لكن في مراسم الوداع تابع الزعيمان صوراً للقائهما التاريخي في مكان انعقاد القمة في عرض صوتي وضوئي ووقفا يداً بيد لبضع دقائق.