واشنطن - (أ ف ب): أظهر تقرير رسمي للبنتاغون نشر الإثنين أن التصريحات المتفائلة حول تحسن الوضع الأمني في أفغانستان لا تتفق والواقع إذ إن الوضع الميداني يظهر "مؤشرات قليلة جداً" على حصول تقدم على الصعيد الأمني بعد 17 عاماً من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لهذا البلد.

وأوضح التقرير الفصلي الذي أعدّه المفتش العام للبنتاغون حول العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان خلال الربع الأول من العام الجاري انه في الوقت الذي لا تنفك فيه وزارة الدفاع الأمريكية تردد، يوما تلو الآخر، ان الوضع الأمني يتحسن في أفغانستان، فإن الواقع يظهر أن حركة طالبان ما زالت تشن هجمات تحصد ضحايا مدنيين.

وقال التقرير "خلال هذا الفصل، أكد المسؤولون الأمريكيون إن طالبان لا تحقق أهدافها وأن مجرى الأحداث يتحول لمصلحة الجيش الأفغاني (...) لكن البيانات المتوفرة تظهر تحسناً ضئيلاً".

وكان القائد العام للقوات الأمريكية والأطلسية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون قال في نوفمبر إن الجيش الأفغاني "اجتاز المنعطف" في هذه الحرب، الاطول على الاطلاق في تاريخ الولايات المتحدة، متوقعا ان تتمكن القوات الحكومية في غضون عامين من ان توسع نطاق سيطرتها لتشمل مناطق يقطنها 80% من السكان مقابل 64% اليوم.

ولكن المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية قال في تقريره انه لم يجد سوى "تغير إيجابي ضئيل" في الربع الأول من العام الجاري إذ إن ارتفعت نسبة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية او نفوذها إلى 65% فقط، أي أن الزيادة مقدارها 1% فقط.

وفي الفترة عينها انخفض عديد القوات الأفغانية من 331 ألفاً و708 عناصر إلى 313 ألفاً و728 عنصراً، وهو رقم يقل بنسبة 11% عن العديد اللازم والبالغ 352 ألف عنصر.

واعتبر المفتش العام في تقريره أن هذا الانخفاض في العديد "يجدد المخاوف" بشأن عمليات التجنيد في القوات الأفغانية وقدرتها على الاحتفاظ بعناصرها ومعدلات الإصابة في صفوفها و"الفعالية الشاملة" لهذه القوات.

كما لفت التقرير إلى أن بيانات بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان تظهر أن عدد الضحايا المدنيين في الربع الأول من العام الجاري مماثل لعددهم في الفصل الأول من العام 2017 وكذلك أيضاً من العام 2016.

وخلص التقرير إلى أن هذه البيانات "تظهر أنه حتى وإن قالت القوات الأمريكية أن الجيش الأفغاني يتحسن وينتقل إلى الهجوم ضد طالبان فان الشعب الأفغاني قد لا يشعر بتحسن الوضع الأمني".

والاثنين دعت حركة طالبان سكان كابول إلى تجنب "المراكز العسكرية" في المدينة التي تشهد إجراءات أمنية مشددة فيما أعلنت أنها تخطط لشن مزيد من الهجمات في العاصمة حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر للنزاع بين السلطات والمتمردين. وقدرة الحركة المتطرفة على ضرب قلب العاصمة رغم تكثيف عمليات التفتيش التي تجريها الشرطة سلطت الأضواء على الثغرات الأمنية والاستخباراتية في هذا البلد في وقت يزداد فيه الضغط على حكومة الرئيس أشرف غني لحماية المدنيين.